خلف خلف من رام الله: ذكر مصدر إسرائيلي سياسي ضمن حاشية رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من العراق قبل أن تقوم حكومة قوية هناك، أمر هام ويحجب على الولايات المتحدة أن تفكر ملياً بمدى انعكاسات مثل هذا الإجراء وتداعياته على الدول العربية المجاورة، والأنظمة المعتدلة، على حد قول المصدر. والذي أضاف إن أولمرت المعتدل يتحدث بشكلٍ مختلف، ويرغب في طمأنة الجميع؛ حيث ذكر أن من الصعب عليه الآن القول ما إذا كانت هناك تداعيات لمثل هذا الانسحاب من العراق، أو أي ظروفٍ سوف تنشأ جراء مثل هذه الخطوة. على صعيد آخر وعشية لقائه بالرئيس الأمريكي جورج بوش، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أن أولمرت يفضل التحدث عن الموقف التقليدي الأمريكي الداعم لإسرائيل، والذي لا ينقطع بتولي الحزب الجمهوري أو الديمقراطي للرئاسة في الولايات المتحدة.

كما أعرب أولمرت عن اعتقاده بعدم حدوث شيء ما خلال العامين القادمين، إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وأضاف أولمرت: إن اللقاء مع الرئيس بوش ليس ناجماً عن جدولٍ زمني آني؛ فليس هناك جدول زمني خاص على صعيد العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. كما أوضح أيضاً أنه جاء إلى الولايات المتحدة لإلقاء كلمة أمام المؤتمر العام للجاليات اليهودية، ويرغب باستغلال هذه الفرصة لإلقاء التحية على البيت الأبيض.
ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الأمريكي بوش، بعد اجتماعه بأعضاء لجنة بيكر وهاملتون، التي من المقرر أن تُوصي بعد شهر بإحداث عددٍ من التغييرات الخاصة بالسياسة الأمريكية حيال العراق والشرق الأوسط كلّه.

ويشار هنا أن هناك أنباءً تسربت حول الأفكار التي من المقرر أن تطرحها اللجنة، تقول أن هذه الأفكار تدور حول التدخل الأمريكي الأكبر إزاء سوريا وإيران، ويشار هنا إلى أن جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق أثناء ولاية بوش الأب يفكر في إمكانية قيام مبادرةٍ أمريكية ما تتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبطبيعة الحال فإن أولمرت سوف يسمع ذلك من الرئيس بوش ورجالاته. هذا وقال السفير الأميركي السابق في إسرائيل دان كيرتسير: quot;إن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بحاجةٍ إلى ردٍ مناسب، وإن من المناسب أيضاً أن يفكر بوش وأولمرت بما سيحدث في حال شكّل الفلسطينيون حكومة وحدةٍ وطنية، كتقديم تنازلات وتسهيلات والإفراج عن أسرىquot;.

من جهة أخرى قال كيرتسير: quot;على الرغم من الانقلاب والتحول الذي حدث في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، إلاّ أن الأمر بالنسبة لإسرائيل لم يتغير؛ فالجمهوريون والديمقراطيون يحبّون إسرائيل بنفس المعدل .. إذن فلا داعي للقلق من جانب أولمرت، وفي جميع الأحوال فإن الموضوعات المتعلقة بإسرائيل كافة لا تحتل سلّم الأولويات في الكونغرس الأمريكيquot; على حدّ قول السفير.

وحسب إذاعة الجيش فإنهم في حاشية أولمرت لا يتحدثون كثيراً عن التوقعات المرجوة من زيارة أولمرت؛ إذ يبدو أن هناك تغييراتٍ سوف تحدث لاحقاً. هذا وعقب السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن داني أيلون بالقول: quot;أنا أعتقد أن توصيات لجنة بيكر هاملتون ستكون جديدة، ولكن ليست متعلقة بالقضايا الاستراتيجية؛ لأن السياسة الخارجية الأمريكية تنطوي على أهدافٍ محددة، كما تنطوي على معايير محددةٍ خاصةٍ بالنتائج، أي أن الاستراتيجية ليست متغيرة؛ فالجمهوريون والديمقراطيون يسعون إلى تحقيق انتصارٍ في العراق، وتحقيق حالةٍ من الاستقرار هناك، كما يرغبون برؤية شرق أوسطٍ مختلف.
وحسب أيلون فأن هناك تغييرا في التكتيك، إضافة إلى التأكيد على وجود ائتلافٍ أوسع وجبهة دولية أكبر تشمل دولاً عربية معتدلة؛ إذ تدرك الولايات المتحدة أن هناك شراكةً في المصالح، فأنا أعتقد أن حرب لبنان الأخيرة قد كشفت عن أشياء كثيرةٍ منها؛ أن السعودية ومصر ودول الخليج والأردن -بطبيعة الحال- تشعر هي الأخرى بأن هناك ضرورة لوقف المد الإيراني في المنطقةquot;. وتابع أيلون: quot;من جهة أخرى فإن من المتوقع أن تتحدّث توصيات بيكر عن ضمّ هذه الدول العربية للمشاركة بشكلٍ جدي وفاعلٍ أكثر على صعيد بناء العراق، والتصدي quot;للإرهابquot; وquot;الجهات المتطرفةquot; التي ترسل إلى هناك من قبل سوريا وإيرانquot;.

أما الخبير الدكتور غاي بيخور -من مركز هرتسليا المتعدد المجالات- فقال: quot;أنا أعتقد أن فراغاً قد نشأ في المنطقة؛ لأن الدول العربية المعتدلة قد تراجعت إلى الوراء، وللأسف الشديد فقد ملأ هذا الفراغ أطرافٌ أخرى تحالفت فيما بينها، وعلى رأسها إيران، وسوريا، وquot;التنظيمات الإرهابيةquot; المختلفة، وبالتالي فإنه لا مناص من الشروع في حوارٍ ما بين الولايات المتحدة وإيران وسوريا، إضافةً إلى وجوب العمل على تعزيز الأطراف المعتدلة في السلطة الفلسطينية، وبعبارة أخرى يمكن القول أن لدى الولايات المتحدة الكثير مما يمكنها أن تفعلهquot;.