سمية درويش من غزة : في الوقت الذي تقوم به المجموعات الفلسطينية المقاتلة بزرع الألغام والعبوات الناسفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لصد هجومه وتوسعه بالمناطق الخاضعة للسيادة الفلسطينية ، تقوم جهات أخرى بمهمات يصعب على المخابرات الإسرائيلية القيام بها من حيث معرفة أماكن الألغام وتعطيل العبوات الناسفة . وقد شكل العملاء على مدار سنوات الانتفاضة خاصة ورقة رابحة لوكالة الاستخبارات اليهودية ، حيث تمكنت بمساعدتهم من اغتيال وتصفية القادة العسكريين للانتفاضة ، ومن بينهم زعماء فلسطينيين كالأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفي ، والزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ احمد ياسين ، وغيرهم الكثير.

وفي عملية لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، تمكن جهازها الأمني من إلقاء القبض على مجموعة من العملاء شمال قطاع غزة أثناء محاولتهم إعطاب العبوات الناسفة التي ينصبها المسلحون لمواجهة دبابات الاحتلال. ورضت السرايا عميلين ملثمين خلال مؤتمر صحافي وسط تعزيزات أمنية مشددة خشية من اختطافهما او قتلهما على أيدي عائلات فقدت أبنائها بنيران إسرائيلية . وبحسب المتحدث العسكري لسرايا القدس فقد اعترف عميلان بعد التحقيق معهما بالتعامل مع قوات الاحتلال منذ 12 عاما ، حيث كانا يتعاملان مع ضابط إسرائيلي يلقب quot;أميرquot; وكانت مهمتهما تحديد أماكن المقاومين وإبطال العبوات الناسفة التي تنصب لمواجهة الاحتلال بالإضافة الي رصد سيارات المسلحين. ولم يفصح المتحدث أن كانت فصائل المقاومة ستنزل بالعملاء حكم الإعدام ، لاسيما وان هناك حالة غضب كبيرة بالشارع الفلسطيني جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل على بلدة بيت حانون والذي حصد أكثر من 50 فلسطينيا .

وكانت السرايا قد أعدمت رميا بالرصاص عملاء في شمال الضفة الغربية ، حيث اتهموا حينها بالتعاون مع الاحتلال باغتيال مجموعة من قادة السرايا في مدينة جنين. وتعتبر حركة الجهاد أكثر الفصائل المسلحة التي قدمت من عناصرها ، وأكثر الفصائل الفلسطينية قصفا للمستعمرات اليهودية القريبة من قطاع غزة . وكانت سرايا القدس أكدت في بيان لها ، أنها لن تقبل الا أن تكون هي صاحبة الرد الأول لدماء بيت حانون ومدينة بيت لحم ، مؤكدة بان قنابلها البشرية تنتظر ساعة الانطلاق إلى قلب المدن والبلدات الإسرائيلية , وان خيارها كان وما زال ان لا تنازل عن الاستمرار في العمليات التفجيرية.
ويشار إلى أن الأجنحة العسكرية الفلسطينية أمهلت جيش الاحتلال ثمانية وأربعين ساعة ، لوقف هجومه العسكري ضد الشعب الفلسطيني ، لاسيما في بيت حانون ، وإلا فإنها ستستأنف العمليات التفجيرية بقوة في عمق إسرائيل.