الشرطة تعتقل أحد المتشددين المحتجين
أسامة العيسة من القدس : مع اقتراب الموعد المفترض لمسيرة الفخر لمثلي الجنس يوم الجمعة المقبل في القدس، تتزايد أعمال الشغب، والاحتجاج، التي ينفذها اليهود المتدينون (الحرديم) مطالبين بمنع المسيرة. وبعد أن تركزت احتجاجات الحرديم طوال الأيام الماضية في مدينة القدس، انتقلت إلى مدينة بني براك، وسط إسرائيل، مع توقعات بان تتخذ الشرطة الإسرائيلية قرارا بمنع المسيرة. وأدت الاحتجاجات ليلة أمس إلى إصابة شرطي على الأقل، واغلق الحرديم المزيد من الشوارع وأشعلوا النيران في الإطارات، وفي تطور ملفت، أغلقوا الطرق القريبة من مطار بن غوريون، وهو المطار الرئيسي في إسرائيل.

وتواصلت الاحتجاجات أيضا في مدينة القدس، حيث تم إحراق الإطارات وإغلاق المزيد من الشوارع، والاعتداء على رجال الشرطة، الذين حاولوا تفريق المتظاهرين. وأغلقت الشرطة بعض الشوارع بالقدس، بعد أن تبين لها، أن الحرديم وضعوا فيها المئات من المسامير، مما جعل حركة السير فيها متعذرا. واستعانت الشرطة بخبراء المفرقعات، للكشف عن محتويات أجسام مشبوهة وضعت في الطرقات، تبين في النهاية، أنها ليست متفجرات. وهدد المتدينون بالاقتصاص من عضو بلدية القدس المثلي اسر نيتانيل من حزب ميريتس، الذي يحظى بكره خاص من الحرديم. وقالت مصادر في الشرطة الإسرائيلية، بان الجنرال ايلان فرانكو قائد شرطة القدس، والجنرال موشيه كرادي مفتش عام الشرطة سيتخذان، في وقت لاحق اليوم قرارا نهائيا بشان السماح أو منع مسيرة المثليين. وقال فرانكو للصحافيين، انه تتوفر للشرطة معلومات استخبارية، تتعلق بنية الحرديم الاعتداء على المسيرة، وحدوث عمليات سفك دماء.

وأضاف بان لدى الشرطة عدة سيناريوهات للتعامل مع المسيرة، بعضها صعب، وأشار إلى إمكانية سماح الشرطة لعقد اجتماع لمثلي الجنس في مكان مغلق حتى يتم حمايتهم، بدلا عن المسيرة التي من المقرر أن تطوف شوارع القدس. وكان المثليون ردوا على حملة الحرديم ضدهم، بإلصاق منشورات على أحد الكنس في تل أبيب تهاجم المتدينين. وحذرت أوساط متعاطفة مع المثليين، من أنها ستلجأ للمحكمة العليا، إذا قررت الشرطة حظر المسيرة، معتبرين أن أي قرار بمنعها يعتبر مكافأة للحرديم، واستجابة لفهمهم لهوية الدولة العبرية، وتراجعا عن العلمانية. وتذكر انتفاضة الحرديم المتواصلة منذ نحو أسبوع، بأحداث الشغب التي جرت في القدس قبل سنوات بين الحرديم والعلمانيين، وتطرح مثل هذه المواجهات عادة قضايا تتعلق بهوية الدولة العبرية، والعلاقة بين علمانيتها وبكونها دولة خاصة لليهود، كما تعرف نفسها.