يعلن من القاهرة مهلة 6 أشهر أمام إسرائيل وأميركا
مشعل يلوح بانتفاضة ثالثة وانهيار السلطة الفلسطينية

نبيل شرف الدين من القاهرة : في مؤتمر صحافي عقده اليوم السبت في نقابة الصحافيين المصريين طالب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الذي يزور القاهرة حالياً، محذراً من اندلاع انتفاضة ثالثة، ما لم تستجب إسرائيل والولايات المتحدة واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي بأسره، بحل سياسي، يقوم على مبادرة طالب فيها بإقامة دولة فلسطينية بحدود عام سبعة وستين، خلال مهلة قدرها بستة أشهر، ملوحاً بأن عدم الاستجابة لهذه المبادرة من شأنه أن يقوي مواقف حركات المقاومة وقد يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، وغلق كل الملفات السياسية، وسيكون الصراع مفتوحا على مصراعيه وستكون كل الخيارات متاحةquot;، حسب تعبيره

وبعيداً عن وسائل الإعلام اجتمع مشعل مع عمر سليمان، رئيس الاستخبارات المصرية ، وهو المسؤول الرئيس في القاهرة عن التعاطي مع الملف الفلسطيني، وبحث معه الجهود التي تبذل لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى تفاصيل صفقة مبادلة السجناء الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي اختطفته إحدى المنظمات الفلسطينية .

وقال دبلوماسي غربي في القاهرة quot;إن المصريين أطلعوا مشعل على صورة الوضع بشأن هذا الأمرquot;، في إشارة إلى مسألة الصفقة، وأعرب عن اعتقاده بأن مصر تلقت ضمانات مشجعة بشأن تبادل الأسرى ومصر ستشرف على آلية التبادل .

مطالب حماس

وبينما تقود مصر وساطة بين الفصيلين البارزين على الساحة الفلسطينية، (فتح وحماس)، فقد ألمح مسؤول مصري قريب من المحادثات الجارية في القاهرة وسط تكتم، إلى إمكانية التوصل، خلال أيام لتسوية أهم القضايا العالقة في المفاوضات بين حماس والسلطة، مما قد يفتح الطريق الى التوقيع على اتفاق في وقت لاحق .

ومضى خالد مشعل قائلاً إن كل القوى الفلسطينة بكل تياراتها بما فيها حركة quot;حماسquot; مجمعة على إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967، كما طالب أيضاً quot;إسرائيل والولايات المتحدة واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي وكل من يهمه الامر بأن يستغل هذه الفرصة وامامه ستة أشهر للاستجابة لهذا المطلب الفلسطينيquot; .

وجدد رئيس المكتب السياسي لحركة quot;حماسquot; المطالبة بتدشين quot;أفق سياسي حقيقيquot;، ملوحاً بأنه إذا لم يستجب للمطلب الفلسطيني فالشعب الفلسطيني سيغلق كل الدفاتر السياسية وتنطلق انتفاضة ثالثة وسيكون صراعا مفتوحاquot;، على حد قوله .

وتابع مشعل تصريحاته قائلاً إن حركة حماس ظلت حريصة على حسم المواقف في الساحة الفلسطينية لصالح تعزيز الجبهة الداخلية، وإنهاء التأزيم، ورفع الحصار، وحشد الطاقة الفلسطينية، والتفاهم مع المحيط العربي والاقليمي والدولي لننطلق بعد ذلك الى ملفاتنا الوطنية الكبرىquot;، موضحا أن هذه الملفات هي : quot;القدس وحق العودة ومواجهة الاستيطان والجدار وقضية الأسرى والتخلص من الاحتلال والرد على العدوان وادارة المقاومة من أجل فتح الافق السياسي الحقيقي الذي يبلغنا الى التحرير والحرية والسيادة الحقيقية والدولة الفلسطينية التي ننشدهاquot; .

وفي سياق رده على سؤال عن الطلبات المحددة التي يجب استيفاؤها خلال مهلة الستة أشهر، رفض مشعل فكرة التزام او اعلان مبادئ، قال مشعل quot;نعطي اوروبا ونعطي كل من يريد انجاز خطوة حقيقية وايجابية ومن يريد ترتيب اوضاعه الداخلية ستة اشهر لفتح افق سياسي حقيقيquot; مؤكدا quot;هناك الآن فرصة تاريخيةquot; .

وتأتي تصريحات مشعل بعد جولات مباحثات مطولة أجراها مع مسؤولي الاستخبارات المصرية، ويتوقع أن تستمر عدة أيام في محاولة لتجاوز الخلافات بين حماس وفتح، بشأن إيجاد صيغة توافقية تؤدي إلى إعلان حكومة فلسطينية جديدة، وحسم مسألة صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل .