سمية درويش من غزة: أنهت القذيفة الإسرائيلية التي قتلت أكثر من 20 فلسطينيا في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة الأربعاء الماضي ، القطيعة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وزعيم حركة حماس خالد مشعل. وترى إسرائيل بان quot;قذيفتها التي اعتبرتها خطا مدفعيا ، قد أنهت شهورا من القطيعة بين عباس ومشعل ، وأنها بمثابة هدية لحركة حماس للعودة إلى مربع العمليات التفجيرية ورفع رصيدها الشعبي من جديد ، بعدما تزعزعت صورتها عقب الحصار الخانق الذي تعرض له الشعب الفلسطيني بأكملهquot;.

و بحسب صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية ، فان الاستطلاعات الداخلية قبل عملية quot;غيوم الخريفquot; أظهرت تراجع قوة حماس وتزايد الفوضى ، وكانت المناوشات بين فتح وحماس متواصلة حيث سقط فيها العشرات، والأمور سارت نحو التصادم الداخلي والحرب الأهلية ، إلا أن العملية العسكرية في بيت حانون بددت ذلك .

وقد جرى بالأمس اتصالا هاتفيا بين عباس ومشعل تناول المشاورات الجارية حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ، حيث وصف نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة ، المكالمة بالطيبة وتعكس الروح الإيجابية السائدة في قطاع غزة للوصول إلى تشكيل حكومة وطنية فلسطينية. وكان مشعل قد شن هجوما لاذعا على الرئيس الفلسطيني ضمنا واتهم جهات خارجية وداخلية بمحاولة إفشال الحكومة الفلسطينية على خلفية إلغاء عباس قرارات أمنية ، حيث قال مشعل في كلمة ألقاها في مخيم اليرموك للاجئين في دمشق بمناسبة ذكرى اغتيال الشيخ احمد ياسين قبل عدة أشهر ، ان هناك حكومة موازية في الأراضي الفلسطينية لسلب صلاحيات الحكومة المنتخبة ، كما اتهم من شكل هذه الحكومة الموازية بالتآمر وبمحاولة تدبير انقلاب عسكري امني بدعم أميركي إسرائيلي.

وبحسب مصادر فلسطينية مقربة من صانعي القرار تحدثت إليها quot;إيلافquot; ، يدرس رئيس السلطة الفلسطينية الأسماء التي تقدم بها رئيس الحكومة الحالي إسماعيل هنية ، بهدف اختيار احد المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة بناء على طلب الأول. وكانت مصادر صحافية عديدة قد تحدثت مسبقا بان هنيه قدم د. باسم نعيم وزير الصحة الحالي مرشحا لرئاسة الوزراء ، غير أن الرئيس عباس رفض ذلك ، في حين نفى مكتب هنية تلك الأنباء.

ونجح د مصطفي البرغوثي رئيس كتلة فلسطين المستقلة ، فيما فشل فيه الآخرون لتقريب وجهات النظر بين مؤسستي الرئاسة والحكومة وإعادة إحياء الحوار والمفاوضات بين الزعيمين عباس وهنية وجها لوجه بعد شهرين من الحراب الإعلامي. وتصر حركة حماس على تسمية الرئيس القادم للحكومة على اعتبارها الكتلة البرلمانية الأكبر داخل المجلس التشريعي ، في حين تفضل فتح وفصائل أخرى بان يكون شخصية مستقلة لينجح بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني المستمر منذ عدة أشهر .

ويقول البرغوثي في هذا الإطار ، أن تحديد اسم رئيس الوزراء الجديد قد يتم خلال أيام فيما سيعلن عن تشكيلة الحكومة خلال أسابيع بعد أن تم انجاز ملامح الأساس السياسي للحكومة الذي سيكون برنامج كل الشعب الفلسطيني وليس برنامج فصيل بعينيه ، مؤكدا أن حكومة الوحدة الوطنية سيجري اختيار أعضائها من أصحاب القدرات والخبرات على أساس التوافق وليس الكوتة.