الياس توما من براغ : قال وزير الاقتصاد التركي والمسؤول الأول عن ملف المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي علي باباكان إن الاتحاد الأوروبي أصبح أسيرا بأيدي قبرص وان قبرص نقلت معها مشاكلها إليه عندما انضمت إليه قبل عامين ونصف متهما القيادات القبرصية باستغلال الآليات الموجودة في الاتحاد الأوروبي كي تطلب من تركيا المزيد من الأفعال .
وأكد في حديث أدلى به اليوم للصحيفة الاقتصادية بمناسبة زيارته تشيكيا أن تركيا تنظر إلى تقرير المفوضية الأوروبية الذي يوصي بإبطاء عملية التفاوض مع تركيا بأنه توصية فنية وان انقرة تنتظر القرار السياسي للاتحاد معتبرًا انه من غير المقبول بالنسبة إلى بلده إبطاء التفاوض بسبب قبرص
واخذ على الاتحاد الأوروبي وقوفه إلى جانب قبرص في الوقت الذي يقوم فيه الاتحاد بدور المدعي والقاضي في الوقت نفسه مؤكدا أن بلاده تعرض حلا للمشكلة القبرصية في إطار الأمم المتحدة.
وأكد أن الطرف التركي قد وافق في الاستفتاء على توحيد قبرص ومع ذلك يتم الطلب من تركيا تقديم المزيد الأمر الذي لا يمكن لتركيا قبوله ومن الصعب شرحه للناس الذين أصيبوا بخيبة الأمل من الاتحاد الأوروبي .
واعترف أن دعم الأتراك لانضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي قد انخفض إلى حد ما غير انه رأى بان هذه القضية عاطفية جدا .
وأكد أن انخفاض الدعم يحدث عادة بسبب المشاكل التي تخلقها الإصلاحات أما هذا الأمر فلا ينطبق على تركيا وأن حالة عدم الرضا تزداد بالصلة مع ما يجري في الاتحاد الأوروبي وماذا يقولون عن تركيا خلال الانتخابات الألمانية أو أثناء التصويت في البرلمان الفرنسي على القانون بالأرمن .
ورأى أن مواطني بلده يعتقدون أن جعل تركيا أكثر أوروبية هو الطريق الصحيح لكن ليس في الثقافة والتقاليد وإنما في الحريات وحقوق الإنسان وحماية البيئة وفي توفير معايير صحية عالية.
واعترف أن الأتراك الآن منزعجون ويفقدون الأمل غير أنهم من جهة أخرى لا يزالون يعتقدون أن التغييرات الجارية في تركيا هي جيدة بالنسبة إليها .
واستبعد أن يتم إيقاف عملية التفاوض بخصوص الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وان كان لا يمكن استبعاد ذلك مشيرا إلى أن العملية الإصلاحية الجارية في تركيا لا تمس فقط الأتراك أو الاتحاد الأوروبي وإنما لها مجال أوسع لان العديد من الدول تتابع هذه العملية ولذلك ففي حال توقفها سيكون لها وقع كبير.
وأكد أن التوصل إلى نتيجة مفادها أن الاتحاد الأوروبي وتركيا لا يمكن لهما أن يتعاونا سيكون نتيجة خطرة جدا ولاسيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر والأحاديث عن صراع الحضارات .
ولفت إلى أن إخفاق هذه العملية ستكون له تداعيات سلبية جدا أيضا داخل تركيا لأنه سيجعل الناس والحكومة يتجهون بشكل أكبر نحو الداخل مشددا على أن تركيا لديها الآن اتجاه واضح وهو أن تكون أكثر ديمقراطية و يتم فيها احترام الحقوق الأساسية وان هذا الأمر لم يبدأ مع المفاوضات الخاصة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإنما قبل ذلك بكثير ومنذ القرن 19 وبالتالي لا يمكن تغيير هذا الاتجاه خلال عدة سنوات .
وأكد أن الموقف السلبي السائد في بعض الدول الأوروبية من تركيا مرجعه نقص التواصل وان كل من زار تركيا ولو لفترة قصيرة لديه تصور آخر مختلف عن الناس الذين لم يزوروا تركيا مشددا على أن تركيا التي ستدخل الاتحاد الأوروبي ستكون مختلفة عن تركيا الحالية .
وأشار إلى أن بلاده بدأت تنفذ برامج تبادل طلابية وان أعدادا متزايدة من مواطني دول الاتحاد يشترون عقارات وبيوتا في تركيا كما يعيش في تركيا أكثر من 10000 متقاعد ألماني كما تضاعف عدد السياح مشيرًا إلى انه زار تركيا العام الماضي أكثر من 20 مليون سائح الأمر الذي يزيد المعرفة بتركيا .
وشدد على أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لن يعني زيادة عدد دول الاتحاد دولة أخرى وإنما سيساهم في تحديد مستقبل وشكل الاتحاد الأوروبي
وردا على سؤال عن تقديره للفترة الزمنية التي يمكن أن تصبح تركيا فيها جاهزة للانضمام إلى الاتحاد قال إن ذلك لن يستغرق أكثر من 3 أو 4 أعوام لو كان الأمر تقني الطابع غير ان التقدم بالمفاوضات يرتبط بالمناخ السياسي .