الحكيم ينفي مطالبته بوش ببقاء القوات الاميركية
شيعة يُقتلون وسنة يُضربون عن الطعام

أسامة مهدي من لندن: بعد ساعات من تأكيد الرئيس الاميركي جورج بوش لرئيس الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم عدم رضاه عن بطء عمليات تحقيق الامن في العراق ضرب العنف الطائفي في بغداد اليوم بشكل كبير حيث قتل 30 شخصا بينهم 14 موظفا في الوقف الشيعي بينما اعلن معتقلون سنة اضرابا عن الطعام اثر اختطاف ذويهم بعد قيامهم بزيارتهم في المعتقل في حين نفى الحكيم مطالبته الادارة الاميركية ببقاء القوات الاميركية في العراق. فقد قتل مسلحون 30 عراقيا في بغداد منهم 14 موظفا في دائرة الوقف الشيعي فيما انفجرت ثلاث سيارات ملغومة مما أدى الى مقتل 16 شخصا واصابة 25 اخرين قرب محطة للوقود في منطقة تسكنها طوائف مختلطة في جنوب بغداد بمنطقة البياع في هجوم هو الأحدث في سلسلة من التفجيرات المتتابعة من ضمنها هجوم قتل فيه أكثر من 200 شخص قبل أسبوعين في ميدنة الصدر الشيعية وكان الاعنف منذ دخول القوات الاميركية الى العراق عام 2003.

وقال صلاح عبد الرزاق المتحدث باسم ديوان الوقف الشيعي إن الموظفين المدنيين الذين يعملون بالديوان وهو هيئة تشرف على المواقع الدينية والمساجد قتلوا حين نصب كمين للحافلة التي كانوا يستقلونها. وأضاف في تصريح له أن من الواضح أن هذه الجريمة تهدف الى اذكاء الصراع الطائفي بين العراقيين واكد ان quot;الارهابيين يحاولون تجسيد هذه الجرائم على أنها صراع طائفي.quot;واشار الى ان 14 موظفا قتلوا وأصيب ثمانية اخرون حين أجبر مسلحون الحافلة على التوقف على طريق سريع. واوضح مصدر امني ان اكثر من عشرة مسحلين يستقلون اربع سيارات من طراز اوبلؤ حاصروا الحافلة بعد تفجير سيارة مفخخة امامها واطلقوا النار على الموظفين بصورة عشوائية.

وقد سارع الوقف السني لادانة مقتل موظفي الوقف الشيعي وقال في بيان له :

((مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)).
بـيـان

في هذا البلـد الجريح الذي ما انفكت الغيوم السود تعلو افقه وفـــي كل يوم نسمع اخباراً تزيدنا هماً على هم ، حتى أصبح الناس بين مخطوف ومقتول ومهجر هذا هو حال العراقيين في أيامنا هذه. فقد سبق أن خطفت ثله من موظفي ديوان الوقف السني وأعقبه اختطاف مجموعة أخرى ثم اختطف المستشار القانوني لديوان الوقف السني ثم اختطف معاون رئيس الديوان للشؤون الإدارية. واليوم سقطت ثلة أخرى شهداء من إخواننا في ديوان الوقف الشيعي والذين لا ذنب لهم ولا جرم بعد إن عرضت لهم مجموعة مسلحة لتصب عليهم نار القتل فانا لله وأنا إليه راجعون. وان ديوان الوقف السني يستنكر هذا العمل الإجرامي الذي طال هذه المجموعة من الموظفين ويمد يد العزاء إلى إخواننا في ديوان الوقف الشيعي ويدعو الله العزيز الحكيم إن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويلهمنا وأهلهم الصبر والسلوان انه سميع مجيب الدعاء.

ديوان الوقف السني

ومن جهة اخرى طالب الحزب الإسلامي السني الحكومة بالتدخل الفوري لرفع معاناةالمعتقلين في سجن لواء الذئب بعد دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على اختطاف ذويهم وتأخير انجاز معاملات إطلاق سراحهم. ودعا الحزب في بيان له الحكومة بالتدخل الفوري لرفع معاناة هؤلاء السجناء و توجيه الوزارات المعنية بتسريع معاملات إطلاق سراح الأبرياء منهم و الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان، و الإسراع بقيام تحقيق و متابعة إطلاق سراح ذوي المعتقلين الذين خطفوا أثناء زيارتهم للمعتقلين، كما طالبها بوضع حد لظاهرة الخطف الجماعي التي أخذت تحدث بشكل يوميا وتتصاعد خطورتها مع تزايد عجز الحكومة. واضاف الحزب quot; إننا نعتقد أن الحكومة قادرة على منع هذه التجاوزات كون هؤلاء السجناء معتقلين في سجون رسميةquot;. وناشد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في بغداد وجميع الجهات المعنية بحقوق الإنسان أن تبذل قصارى جهودها لمنع إلحاق الأذى بآلاف المعتقلين الأبرياء.

وقد جاء الاضراب على خلفية خطف بعض ذوي المعتقلين لدى حضورهم لزيارة ابنائهم المعتقلين إضافةً الى تأخير انجاز معاملات إطلاق سراحهم لفترات طويلة جاوزت اثني عشر شهراً وكذلك نية وزارة الداخلية تسليم إدارة السجن إلى وزارة العدل و التي يعتقد ذوو المعتقلين أن الوزارة مخترقة إلى حد كبير من قبل المليشيات. وقال عمر هيجل الجبوري مسؤول مكتب حقوق الإنسان في الحزب الإسلامي أن إضراب المعتقلين في سجن لواء الذئب هو نتيجة لإعمال التعذيب التي تمارس بحقهم في هذا السجن.

وأضاف ان المماطلة التي يمارسها مجلس القضاء الأعلى في حسم الدعاوى وعمليات الاختطاف التي تعرض لها ذوو المعتقلين لدى زيارة أبنائهم وأعمال التعذيب كل هذه الأسباب دعت المعتقلون لإعلان إضراب عن الطعام في السجن. وأكد على تغلغل كبير لعناصر الميليشيات في كوادر أدارة وحماية السجون العراقية والتي تمارس التعذيب على أوسع نطاق بحق المعتقلين.

من جانبه اشار سليم الجبوري الناطق باسم جبهة التوافق الى ان الكثير من المعتقلين صدرت بحقهم أحكام بالإفراج الا ان المسؤولين يمتنعون عن تنفيذ هذه الأحكام لأسباب ودوافع طائفية. ودعا الجبوري وزارة حقوق الإنسان الى التحرك والتدخل لكي ترفع المعاناة عن المعتقلين و تثبت وجودها كوزارة في الساحة العراقية وناشد منظمات حقوق الإنسان العالمية ان تستدرك وتصون ما تبقى من أرواح العراقيين.

وياتي تزايد العنف الطائفي هذا بعد ساعات من تاكيد الرئيس بوش انه أبلغ زعيم الائتلاف العراقي الحاكم عبد العزيز الحكيم عدم الرضا من بطء عملية تحقيق تقدم في امن العراق. وشدد على مواصلة العمل مع الحكومة العراقية السيادية حتى تحقيق الأهداف المشتركة. وأضاف الرئيس بوش أنه أبلغ الحكيم بأنه يجب أن تتوفر لحكومة بغداد القدرة على تحقيق آمال الشعب. وأكد أن الولايات المتحدة تؤيد مساعي الحكيم وجهود رئيس الوزراء لتوحيد العراق.

وقال إنه يتعين على القيادات المنتخبة والزعماء المدنيين رفض التطرف الذي يحاول وقف مسيرة الديمقراطية الفتية. وقال بوش إنه يؤيد ويقدر موقف الحكيم القوي من فقدان الأرواح البريئة وأنه يدرك تماما الألم الذي يسببه موت الأحباء. من جانبه أعرب الحكيم عن معارضته لانسحاب فوري للقوات الأميركية من العراق وذلك اثر المحادثات التي أجراها مع الرئيس بوش ووزيرة خارجيته كوندوليسا رايس في واشنطن امس.

وقال الحكيم بعد لقاء مع بوش إن البحث جرى حول الوسائل التي يجب اعتمادها لتزويد القوات المسلحة العراقية بكل الوسائل التي تحتاج إليها في مجال التسلح والتأهيل كي تكون مؤهلة لفرض الأمن. واعتبر الحكيم أن المشاكل العراقية يجب أن تحل عراقيا بمساعدة الأصدقاء ودعا إلى رفض حل مشاكل العراقيين على المستوى الإقليمي أو الدولي. ورفض الاقتراح الذي تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بعقد مؤتمر دولي حول العراق.

وخلال اجتماعه مع بوش القى الحكيم كلمة فيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين واصحابه المنتدبين
لقائي بالسيد الرئيس بوش ياتي انطلاقا من حرصنا على التشاور المستمر فيما بيننا
.

انطلاقا من قناعتنا بان الشأن العراقي بات مصلحة مشتركة الامر الذي يستلزم توافقا ثنائئا بمايخدم الجانبين سياسيا وامنيا واقتصاديا. وعلى هذا الاساس تركز حديثنا اليوم على سبل دفع الوضع العراقي الى الامام و دعم الحكومة العراقية المنتخبة وتامين مستلزمات تقدم القوات العراقية من تدريب وتسليح واستلامها للملف الامني. ان الوضع العراقي يتعرض الى كثير من التشويه و التعتيم بحيث تبدو الصورة المطروحة في الكثير من وسائل الاعلام بعيدة عن الواقع مثلا على ذلك تشويه عملية ارساء الديمقراطية وبناء الدولة الدستورية القوية الموحدة من خلال اثارة الفتنة الطائفية واضعاف دولة القانون.

وحيث ان المصالح الاميركية والعراقية والاقليمية باتت مترابطة فان اي تعاط مع الموضوع العراقي لاياخذ مكتسبات العملية الديمقراطية في العراق ومصالح العراقيين سيؤدي الى نتائج عكسية تعود بالضرر على الجانبين العراقي والاميركي وباقي الاطراف الاقليمية. كما نعتقد ان الموضوع العراقي يجب ان يحل عراقيا وبمساعدة من الاصدقاء والاشقاء وإلا فاننا نرفض اي مسعى اقليمي ودولي يتجاوز نتائج العملية السياسية.

ونرحب باي مسعى يساهم في تعزيز الواقع الديمقراطي ويدعم الحكومة الدستورية. لقد قطعنا شوطا بعيدا باتجاه اقامة النظام الديمقراطي التعددي وقدمنا تضحيات كبيرة في هذا الطريق ونحن متفقون على عدم السماح بمصادرة كل التضحيات التي بذلت من قبل الشعب العراقي والشعوب الصديقة التي وقفت مع الشعب العراقي وفي مقدمتها الشعب الاميركي. لدينا اليوم حكومة منتخبة وهي مصممة على مواجهة الارهاب والعنف من خلال تماسك الوحدة الوطنية، وتتعامل مع مصادر الارهاب الحقيقية بصورة جدية ودون تمييز بين فريق واخر. ونسعى الى ايجاد تعاون دولي واقليمي لمواجهة الارهاب الذي اتخذ من العراق قاعدة لتخريب العراق والمنطقة. شكرا سيادة الرئيس على اتاحة هذه الفرصة، شكرا للشعب الاميركي على تعاطفه مع محنة الشعب العراقي ومساعدته في التخلص من الدكتاتورية واقامة الديمقراطية في العراق.

واليوم نفى مكتب الحكيم مطالبته ببقاء القوات الاميركية في العراق خلال مباحثاته مع بوش ورايس. وقال في بيان له: صرح ناطق مسؤول باسم الوفد المرافق لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد بعدم صحة ما تناقلته وسائل الأعلام من خبر مفاده ان سماحته كان قد طالب خلال لقاءاته في واشنطن ببقاء القوات الأميركية. وأكد المصدر أن سماحة السيد الحكيم لدى لقاءه الأطراف الأميركية على ضرورة تسليم الملف الأمني في العراق الى القوات العراقية وتقويتها وإكمال إعدادها لتكون قادرة على تحمل مسؤولية الأمن في البلاد بشكل كامل، وذلك يعني خروج القوات الأميركية. ودعا المتحدث الأجهزة الأعلامية الى توخي الدقة في نشر الأخبار والمحافظة على مصداقيتها.