عمان: دعا العاهل الأردني عبد الله الثاني القيادات العراقية كافة إلى الوقوف في وجه quot;أي مؤامرةquot; قد تفضي إلى تفتت بلادهم، كما أكد أن الأردن لن quot;يكون بديلا للفلسطينيينquot; نافيا وجود quot;أي ضغوطquot; أمريكية للعب مثل هذا الدور.

وعشية رعايته قمة حاسمة بين رئيس وزراء العراق نوري المالكي والرئيس الأمريكي جورج بوش قال عبد الله الثاني quot;أتمنى على إخواننا في العراق وعلى القيادات السياسية والدينية سواء كانت من شيعة أو سنّة أن يقدروا خطورة الوضع وأن لا يسمحوا بتمرير أي مؤامرة تهدف إلى تقسيم العراق أو تدميره في دوامة العنف والفوضىquot;. ولم يحدد عبد الله الثاني طبيعة المؤامرة أو الجهة التي تقف وراءها، لكنه قال: quot;اليوم نحن نحذر من جديد من إثارة الفتنة والتي ربما تؤدي لا سمح الله إلى حرب أهلية أو تقسيم العراق إلى كيانات على أسس مذهبية أو عرقيةquot;.

وبينما شدّد العاهل الأردني على quot;أننا الأقرب للعراق ونعرف حجم المعاناة التي يعيشها الشعب العراقيquot; قال: quot;بصراحة نحن نشعر بالقلق على مستقبل العراق لا سيما في هذه المرحلة التي تشهد المزيد من أعمال العنف تؤدي إلى قتل المئات من الأرواح البريئة من الشيوخ والنساء والأطفالquot;. وعشية قمة بوش-المالكي في عمّان استقبل عبد الله الثاني عددا من القيادات العراقية بمن فيهم رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري- الذي صدرت بحقه مذكرة تحقيق قبل أسبوعين، ونائب الرئيس طارق الهاشمي.

وكان العاهل الأردني الذي تتوسط بلاده بؤرتي تفجّر في العراق شرقا والأراضي الفلسطينية غربا، قد حذّر من اشتعال حروب أهلية في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية بحلول العام المقبل، ما لم تتحرك الدول الغربية وبلدان المنطقة لاحتواء الانزلاق المتسارع.

وشدّد العاهل الأردني أن بلاده quot;لن تكون بديلا عن الفلسطينينquot; كما أكد أنه quot;لا يوجد أي ضغوط على الأردن للقيام بمثل هذا الدورquot;. وقال إنه طلب لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبو مازن) quot;حتى أتشاور معه قبل أن التقي بالرئيس بوش حتى أعرف ما هو المطلوب منا لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين وكيف يمكن أن نساعدهم في العودة إلى المفاوضات التي توقفت منذ ست سنواتquot;.

يشار إلى أن الملك أجرى محادثات مع أبو مازن ظهر الثلاثاء قبل أن يعود إلى رام الله تمهيدا للقاء مقرر في أريحا الخميس بين الزعيم الفلسطيني ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، حسبما اكد السفير الفلسطيني في عمّان عطا خيري. ويذكر أن الأردن، الذي أبرم معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994 بعد سنة من اتفاقات الحكم الذاتي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، قطع عام 1988 علاقته القانونية والإدارية مع الضفة الغربية- التي كانت جزءا منه منذ العام 1950.

وذكّر العاهل الأردني بأنه نسق المواقف quot;خلال الشهور الماضية مع بعض القيادات العربية لا سيما quot;الأشقاء في المملكة العربية السعودية، مصر والكويت، الإمارات العربية المتحدة والبحرين من أجل بلورة موقف موحد يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية واعتبارها جوهر الصراع في المنطقةquot;. كذلك تتفق هذه الدول على quot;أنه لا يمكن للسلام أن يتحقق في هذه المنطقة إلا عبر الوصول إلى تسوية عادلة لهذه القضية من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية.