دعا للالتزام بوثيقة مكة التي تحرم القتال الطائفي
الصفار يحذرمن امتدادالعنف في العراقللجوار

طلقتان هوائيتان .. وquot;قضي الأمر الذي فيه تختصمونquot;:
السعودية لملاحقة مثيري الشغب في اليمامة

اعتقال 17 متشدد وإصابة 7 طلاب في محاضرة ثقافية

السعودية تؤكد على ضرورة دعم الجهود التنموية في الدول النامية

احتفاء بالموافقة السعودية على انضمام اليمن إلى مؤسسات خليجية

خبير أميركي للكشف عن التلوث النووي البحري في الخليج

السلطان قابوس يتسلّم رسالة من ملك السعودية

رسالة من ملك السعودية إلى ملك الأردن

محادثات بين العاهل السعودي والرئيس اليمني

علي ال غراش من الدمام: يسود الشارع الخليجي بمختلفشرائحه تخوف وتشاؤممن مخاطر انعكاس الحالة التي يعيشها العراق راهنا على مجتمعات الدول المجاورة ومنها الخليجية، إذ تعيش الساحة العراقية خلالالآونة الأخيرة تدهورا في الأوضاع الأمنية وتناميا في أعمال العنف الطائفي الدموية بشكل مخيف. ويزيد الأوضاع سوءاحالة الصمت وعدم المبالاة المنتشرة لدى معظم القياداة السياسية والثقافية والدينية في الدول العربية، إضافة الى بعض التحركات غير الصحيحة والتي لا تخدم المصلحة العراقية، وكذلك عدم قدرة القيادات السياسية والدينية في العراق من إيقاف حالة النزف فيه، أو تطبيق بنود مؤتمر مكة التي تحرم القتال الطائفي. وتعجز القيادات العراقية عن وقف تبادل الاتهامات بين الشخصيات السياسية بين جميع الطوائف والتفكير بجدية ومسؤوليةلإيجاد الحلول المناسبة التي تخرج البلد من مأزقه الخطير.

في هذا السياق، يرى محللون خليجيون أن تفاقم الأوضاع الأمنية في العراق ووصولها الى هذا الحد، وتعاطف بعض الدول الأطراف المعينة مع فئات دون غيرها إضافة إلى عدم الإدانة الصريحة للأعمال المسلحة والاقتتال من قبل أي طرف ، كلها أمور تجعل مسألة الدخول في حرب أهلية شاملة مرتبطة بالوقت فقط، ويتخوفون من هذه الحرب التي في حال اشتعلت في العراق، فإأن شرارتها ستمتد إلى دول الجوار.

ويشكل الاقتتال الطائفي الذي يعيشه أبناء العراق خطرا على المجتمع الخليجي الذي يتميز بتنوعه المذهبي والسياسي،جاعلةبينهم انقساما بين داعم ومتعاطف مع فئة أو طرف أو آخر،دعم تكمن خطورته في أنه قائم على طائفة وموقف سياسي.

العراق اليوم خالف جميع التوقعات. ففي أعقاب سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لم تصب أي من التوقعات في خانة وصول البلاد الى ما هي عليه اليوم، إذ استبعدت شخصيات دينية وسياسية وكذلك محللين سياسيين في الخليج حدوث أي فتنة طائفية أو حرب أهلية بين أبناء الطوائف العراقية. أما الخليج، فيشعربقلق من تنامي المشاعر الطائفية وربما انتقالها الى جوار العراق، الأمر الذي يشكل الخطر الأكبر، الأمر الذي يفرض تحركا جديا وسريعا من دول الجوار عامة والدول العربية والإسلامية بشعوبها ومختلف فئاتها خاصة.

في هذا السياق،حذر الشيخ حسن الصفار (عالم دين ومفكر سعودي) من تنامي حالة الاصطفاف الطائفي في المنطقة ازاء الأوضاع المتفاقمة في العراق داعيا لمساعدة العراقيين جميعا quot;لتجاوز البلاء.. لا أن تتعاطف كل فئة منا مع فئة منهمquot;. ودعاالصفار الشعب العراقي من سنة وشيعة عرب وأكراد إلى إدراك المخاطر التي تحاك ضدهم وخطورة المرحلة التي يمر بها العراق، والالتزام ببنود وثيقة مكة التي وقع عليها العلماء من السنة والشيعة في شهر رمضان المبارك لتضع حداً للاستهتار والإجرام، محذرا العراقيين من السماح والتهاون للإرهابيين والمجرمين والتكفيرين ومليشيات الموت أن يعيثوا فسادا في أوساطهم. وطالب الصفار في تصريح صحافي صادر الأحد حكومات المنطقة والشعوب المجاورة للعراق أن quot;تمد يد العون والمساعدة للعراقيين لانتشالهم من محنتهم.. دون انحياز لطرف ضد آخرquot;. وحذر من خطورة quot;تعاطف كل فئة منا مع فئة منهمquot;لان ذلك quot;يصب الزيت على نار الفتنة، ويزيد اشتعالهاquot;، ولن يربح من هذا الاقتتال إلا أعداء العراق والأمة. مضيفا أن خطورة إتاحة الفرصة لانتشار الفتنة في العراق لان آثارها ستنعكس على سائر المناطق والمجتمعات في المنطقة.

ووصف الصفار دور بعض وسائل الإعلام وبعض الخطابات الدينية التي تعزف على الوتر الطائفي في تغطية الأحداث العراقية بالخطورة في تأجيج فتنة الطائفية. داعيا الواعين من أبناء الأمة العمل لمحاصرة الفتنة في العراق وإخمادها , ومساعدة الشعب العراقي لتجاوز البلاء الذي أصابه, وإدانة الإرهاب والإجرام من أي جهة صدر على حدٍ سواء، ودفع العراقيين للاقتراب من بعضهم وللتمسك بوحدتهم ووحدة وطنهم، لا تأليبهم على بعضهم بعضاً، وإذكاء حالة الصراع فيما بينهم.

***

نص تصريح الشيخ الصفار
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أين يسير العراق؟
لا نكاد نصدق حدوث ما تعرضه الشاشات وتنقله الأخبار عما يجري في العراق، فمشاهد المجازر والتدمير أصبحت يومية، وجثث القتلى عادت منظراً مألوفاً في كل أنحاء العراق، وعمليات التهجير والفرز الطائفي صارت حقيقة واقعة، ولم تبق حرمة لمسجد أو مقام مقدس، لقد أصبح الدم العراقي رخيصاً مستباحاً، وانتهكت الحرمات الإنسانية والدينية، وأصبحت وحدة العراق في خطر حقيقي.
إلى أين تسيرون أيها العراقيون سنة وشيعة عرباً وأكراداً؟
أين أصالتكم الدينية؟ وأين نخوتكم الوطنية؟ كيف تسمحون لقوة الاحتلال الأجنبي أن تستمر في الهيمنة على بلادكم وتنهب ثرواتكم، وتغري بعضكم ضد بعض؟ وكيف تتيحون الفرصة للاتجاهات التكفيرية وميليشيات فرق الموت أن تخطف أرواح أبنائكم وأن تسلب أمنكم وتمزق وحدتكم وتنشر العنف والإرهاب في ربوع وطنكم؟
لقد حرمت المراجع الدينية التي تحظى بثقتكم أي لون من ألوان الاحتراب والاقتتال الطائفي، وشددت على رعاية حرمة المساجد والمقدسات الدينية لأي فئة من الفئات،وجاءت وثيقة مكة التي وقع عليها علماؤكم من السنة والشيعة في شهر رمضان المبارك لتضع حداً لهذا الاستهتار والإجرام، فالتزموا أمر المرجعية الدينية وبنود وثيقة مكة ولا تسمحوا للإرهابيين والمجرمين أن يعيثوا في أوساطكم فساداً.
وعلى حكومات المنطقة والشعوب المجاورة للعراق أن تمد يد العون والمساعدة للعراقيين لانتشالهم من محنتهم، بالتأكيد على وحدة العراق والاهتمام بمصالح جميع العراقيين دون انحياز لطرف ضد آخر.
علينا أن نساعدهم لتجاوز البلاء الذي أصابهم، لا أن تتعاطف كل فئة منا مع فئة منهم، فذلك يصب الزيت على نار الفتنة، ويزيد اشتعالها، ولن يربح من هذا الاقتتال إلا أعداء العراق والأمة.
إن على الواعين من أبناء الأمة أن يعملوا لمحاصرة الفتنة في العراق وإخمادها، وعدم إتاحة الفرصة لانتشار لهيبها وانعكاس آثارها -لا سمح الله- على سائر المناطق والمجتمعات، وهنا تأتي خطورة الدور الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام وبعض الخطابات الدينية التي تعزف على الوتر الطائفي.
فالمطلوب إدانة الإرهاب والإجرام من أي جهة صدر على حدٍ سواء، ودفع العراقيين للاقتراب من بعضهم وللتمسك بوحدتهم ووحدة وطنهم، لا تأليبهم على بعضهم بعضاً، وإذكاء حالة الصراع فيما بينهم.
أنقذ الله العراق من براثن الاحتلال والإرهاب وأعان الله شعب العراق على مواجهة هذه المحنة القاسية.