سمية درويش من غزة : quot; سيقيل عباس الحكومة ... لا لن يقيلها quot; ، بهذه الكلمات سطرت العجوز الفلسطينية أم أنور خلال حديثها لـquot;إيلافquot; ، حالة الوجع والترقب التي أصابت جموع الفلسطينيين ، اثر تفجر الوضع بين حركتي فتح وحماس المتناحرتين على الحكم. فمنذ وصول حماس لسلم الحكم اثر فوزها الكاسح على حركة فتح في الخامس والعشرين من كانون الثاني quot;ينايرquot; الماضي في الانتخابات التشريعية ، والشارع الفلسطيني في حالة وجع وترقب اثر الحراب الإعلامي وموجات الاقتتال الداخلية التي اندلعت بين الحركتين الرئيستين.

ولم تعد حركة حماس التي صعدت للحكم مع نهاية آذار (مارس) الماضي ، قادرة على تأمين مرتبات موظفي السلطة بشكل منتظم جراء الحصار الإسرائيلي الغربي المحكم على السلطة ، رغم ما يجلبه وزراء ونواب حماس من أموال عبر حقائب سفرهم. وأصبح الشارع الفلسطيني يعيش في حالة انقسام كبيرة ، ولم يعد بمقدوره تحديد ما يريد سوى مطالبته بتحسين أوضاعه المعيشية التي انهارت فجأة ، وأصبحت الكارثة والفقر والمجاعة عناوينه التي تتحدث عنها وسائل الإعلام . أم أنور تقول لـquot;إيلافquot; ، quot; حماس وفتح شغلونا عن ممارسة حياتنا بشكل اعتيادي وعطلوا أمورنا ، كل دقيقة في خبر عاجل ، ونفسنا نسمع خبر مفرح ، كلها أخبار خطف وقتل ومشاكل هنا وهناك quot; ، بحسب تعبيرها.

وعبرت المسنة التي تتخذ من حي الشيخ رضوان شمال غزة مسكنا لها ، عن استيائها لوصول الوضع الفلسطيني لهذا الحد ، بسبب الخلافات السياسية المتواصلة بين فتح وحماس ، داعية الله أن يوفق ويجمع فيما بينهما. وتنتظر أم أنور كغيرها من المواطنين خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المرتقب ، والذي قيل بأنه سيحمل سطورا وجملا مهمة للشعب الفلسطيني ، بعد وصول الحوار الفلسطيني الى طريق مسدود. وتقول أم أنور ، quot; طوال الشهور الماضية ونحن لا نجيد على ألسنتنا سوى سيقيل عباس الحكومة ، لا لن يقيلها ، وها نحن ننتظر ما سيحمله خطاب عباسquot;.

وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، قد أوصت أمس رئيس السلطة باستخدام صلاحياته للدعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة ، ما أثار حفيظة حركة حماس التي لا تعترف بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، لاسيما عقب هزيمتها لمنافستها فتح في صناديق الاقتراع.
ويتوقع الكثير من المراقبين تفجر الأوضاع الأمنية على الساحة الفلسطينية ، في حال أقدم الرئيس عباس بالفعل على إقالة حكومة إسماعيل هنية والدعوة لانتخابات مبكرة ، لاسيما وان ردة فعل حماس على توصيات الجنة التنفيذية جاءت حادة وتحمل الكثير من التهديد والوعيد.

أبو اشرف موظف حكومي في العقد الرابع من عمره يعيل ستة أفراد ، يفضل حكم حماس على تفجر الأوضاع الأمنية ، غير انه أعرب عن أمله بان يتمكن الجانبين من كسر حالة الجمود والتنازل لصالح الشعب الفلسطيني. ويقول أبو اشرف لمراسلة quot;إيلافquot; ، quot; الوضع المعيشي سيئ للغاية ولم يعد بمقدورنا تامين غذاء وحليب الأطفال ومتطلباتهم اليومية ، ولكن ان كان هناك خيار ليبعدنا عن شبح الاقتتال الداخلي فنحن معهquot;. بدورها دعت المواطنة أم سامح ، الجانبين quot;فتح وحماسquot; للتنحي عن الحكم وإفساح المجال أمام شخصيات مستقلة تدير أمور السلطة بعدما تبين فشل الجانبين بتسيير أمور الشعب ، بحسب تعبيرها.
وتدعو المواطنة إلى تجنيب الشعب شبح الاقتتال الداخلي ، مشيرة إلى ان الوضع الأمني متردي للغاية دون موجة الاقتتال ، فما بالك لو سيطر السلاح على الأرض؟.