خلف خلف من رام الله: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اليوم السبت توقف مباحثات تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية معرباً عن أسفه لذلك، وطالب خلال مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاين ماير بضرورة تفعيل دور اللجنة الرباعية الدولية، وأكد عباس أنه بحث مع الوزير الألماني سبل تفعيل عملية السلام وتثبيت التهدئة مع الجانب الإسرائيلي، وقال عباس: المباحثات تناولت كذلك الحديث عن خطة خارطة الطريق بما فيها المبادرة العربية، وكذلك رؤية الرئيس الأمريكي جورج بوش، إضافة إلى التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت.

ومن جانبه، أكد الوزير الإلماني دعم حكومته للرئيس عباس بصفتها ستتسلم بداية العام المقبل رئاسة الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أن الناس وأوروبا وخاصة ألمانيا يراقبون ويتابعون المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وقال: من هذا المنطلق سعدنا جداً عندما وصلنا خبر أن محادثاتكم للتوصل إلى تهدئة نجحت. وأضاف موجها كلامه إلى الرئيس عباس: أنا على قناعة سيادة الرئيس أنكم الشخصية الحقيقة التي تستطيع أن تنجح في التوصل مع الإسرائيليين لتحقيق خطوات على طريق إقامة الاستقرار في المنطقة، كما أعرب عن شكره للرئيس أبو مازن، مبيناً أنها فرصة جيدة جدا كما كانت أمس فرصة أخرى للحديث مع العديد من الشخصيات القيادية الفلسطينية في أريحا بالضفة الغربية، حيث تم التطرق إلى مجمل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

الجبهة الشعبية

وفي سياق أخر، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنها لا تقبل أن تصبح اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومؤسساتها، عنصرا في الصراع الثنائي المحتدم بين حماس والحكومة من جهة، وفتح والرئاسة من جهة أخرى. وناشد ناطق باسم الجبهة - دون ذكر اسمه - في تصريح صحفي تلقته ايلاف بان تضطلع المنظمة ولجنتها التنفيذية ومؤسساتها بدورها الوطني الجامع والتوحيدي والحارس على تجسير التناقضات الداخلية في ظل هذا الاستقطاب الثاني المتصاعد ومخاطر الشلل الوطني والتناحر التي تلوح في الأفاق.

ودعا الناطق، رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة وأعضائها، ورئيس السلطة، ورئيس المجلس الوطني، وكافة القوى الوطنية والإسلامية وكل شرفاء ومناضلي الشعب، لأخذ دورهم والعمل على الخلاص من المأزق الوطني المتفاقم، بعد الإعلان عن فشل الحوارات الثنائية في تشكيل الحكومة. وبين أن هذا الفشل لا يجب أن يقود إلى القطيعة، بل إلى الإسراع في عقد لجنة الحوار المنبثقة عن اجتماع القاهرة لتطوير وتفعيل منظمة التحرير لتضم الجميع وعلى أساس ديمقراطي باعتبارها المرجعية العليا والممثل الشرعي الوحيد للشعب.

واعتبرت الجبهة أن ذلك هو السبيل للعلاج الشامل والجذري للأزمة الشاملة التي تستنزف قوى وطاقات شعبنا ومنجزاته، ويضع حدا للحوارات الثنائية العقيمة التي استطالت ولم تتمخض عن حكومة وطنية. ونوه الناطق، إلى ضرورة عدم الاستسلام للتعثر المتكرر لنتائج الحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس، معتبرا أن تجاوزه يتم بالاحتكام إلى اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني.

وأكد أن المحاذير التي طالما أوضحتها الجبهة وقوى المجتمع من الاستمرار في الحوار الثنائي، بديلا عن الحوار الجماعي، تبدو اليوم واضحة للعيان في أزمة تتفاقم دون الوصول إلى حل، وان السبيل الأجدى هو الحوار الوطني الشامل باعتباره ضمانا لحماية المصالح الوطنية العامة. وحذر الناطق، من التهرب من تنفيذ اتفاق القاهرة لتفعيل وتطوير منظمة التحرير، على أساس ديمقراطي ولتضم الجميع، وعلى قاعدة وثيقة الوفاق الوطني التي شكلت إجماعا وقع عليها الكل الوطني.

واعتبر أن مثل هذا التهرب والجري وراء وعود قديمة جديدة لا تغني ولا تسمن من جوع خبرها شعبنا وذاق مرها وشرورها تقتيلا واستيطانا وجدارا وحصارا، هي مجرد تخرصات عن مفاوضات موعودة وحلول موهومة ولجان مفرغة من مضمونها لن يكون مآلها سوى الفشل من جديد. وأشار الناطق، إلى أن الطريق المسدود للتسوية المطروحة وموت ما سمي بعملية السلام يتطلب رؤية المتغيرات الجديدة في المنطقة، وتوحيد وتكثيف الدعوات والجهود الإقليمية والدولية من اجل عقد المؤتمر الدولي تحت إشراف الأمم المتحدة، وحماية وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل استقلاله الوطني.