اعتدال سلامه من برلين: لا تزال قضية العميل الروسي الكسندر ليتفينينكو تتوالى فصولا بعد ان عثرت السلطات الألمانية على مادة بولونيوم 210 المشعة في منزل زوجة ديمتري كوفتون السابقة وهو رجل اعمال وصديق لليتفينينكو. وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ماركل طلبت من موسكو تقديم المزيد من الدعم للتحقيقات التي تجري حاليا بشأن قضية العميل السابق. وتطرقت في حديثها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى قضية مقتل الصحافية الروسية والناقدة للنظام الروسي انا بوليتكوفسكيا. الا ان السفير الروسي لدى المانيا أكد وجود تعاون جيد بين السلطات الروسية ودائرة اسكوتلانديارد البريطانية مشيرا الى توفر ادلة تبرئ موسكو من ضلوعها في عملية مقتل العميل الروسي السابق .

في هذه الاثناء ابدى العديد من السياسيين الالمان قلقهم بعد العثور على اثار للبولونيوم 210 في منطقة التونا بالقرب من هامبورغ كونهم لا يعرفون في اي مكان آخر تواجد فيه العميل السابق او اصدقاؤه الذين التقاهم قبل وفاته. وفي هذا الصدد قال فولفغانغ بوسباخ رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي، quot;عندما تعمل القوى الاجنبية بشكل منتظم في ألمانيا فهذا يهدد أمننا الداخلي ويدفعنا الى القلق، لذا يجب أن تتابع التحقيقات وتكشف عن الفاعلين ليس فقط بسبب العميل المقتول بل من اجل مصلحة البلدquot;.
واعتبر بوسباخ ان قضية ليتفينينكو دليل على وجود انشطة استخباراتية، اذ لا يجب الاعتقاد انه مع انتهاء الحرب الباردة انتهى زمن نشاط الجواسيس، وهذا لا ينحصر بالاعمال التجسسية الكلاسيكية لدوائر الاستخبارات بل والتجسس الصناعي ايضا.
ووصل اليوم الى هامبورغ احد المحققين البريطانيين لمباشرة التحقيق في آثار البولونيوم 210 التي عثر عليها خبراء الامن في منزل زوجة ديمتري كوفتون السابقة وهو رجل اعمال وصديق للعميل المتوفي، كما اكدت مصادر امنية اليوم على العثور على المادة نفسها في بلدة بينرغ في اقليم شلزفيك هولشتاين.
وكان كوفتون زار موسكو في ال28 من شهر تشرين الاول ( اكتوبر) الماضي واتى مباشرة الى هامبورغ. وحسب تحليل مكتب الادعاء العام كان يومها ملوثا بالبولونيوم 210 لكن من غير الواضح حتى الان ما اذا كان نقل المادة بحقيبة ام انه ملوث جسديا بالمادة المشعة . وينوي الادعاء العام اصدار مذكرة تحقيق بحق كوفتون بتهمة التعامل مع مادة محظورة والشكوك بإساءة استعمال مادة شديدة الاشعاع.