خلف خلف من رام الله: ما زالت زلة لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حول امتلاك إسرائيل للسلاح النووي تثير صدى في إسرائيل، لما يتضمنه هذا الأمر من تغيير في سياسية التعتيم التي اعتمدتها إسرائيل على مدار سنوات مضت، وبرأي الخبير الإسرائيلي البروفيسور غاي بن دور فان هناك نقطتان متناقضتان يمكن من خلالهما العمل على تغيير سياسة التعتيم الخاصة بالمشروع النووي الإسرائيلي؛ وقال بن دور: أولاً: في حال إمكانية التوصل إلى سلامٍ شامل مع الدول العربية المحيطة بنا يكون الثمن أن نتنازل عن التعتيم، وأن نوافق على النظام الدولي المطروح، وقد تم طرح مثل هذه الأفكار في الماضي، وشمعون بيرس أعرب عن موافقته على ذلك، ومن المعروف أن بيرس هو صاحب فكرة التعتيم، عدا عن كونه صاحب مشروع إسرائيل النووي، حيث قال ذات يوم جملته المشهورة: quot;أعطوني سلاماً وسوف أتنازل عن الذرةquot;.

وأضاف الخبير الإسرائيلي: وقد كان هذا الإعلان غير عادي إلى أن جاءت زلة لسان أولمرت في برلين مؤخراً. ثانياً: في حال وجود دولةٍ عربيةٍ شرق أوسطية معادية لإسرائيل تعلن بشكلٍ علني أن لديها مشروعاً نووياً، ربما يكون هناك مجالٌ للتفكير في التخلّي عن سياسة التعتيم لدينا، ولكن حتى ضمن هذا الإطار لا أوصي بالتخلي عن هذه السياسة بسهولة، وبصفتي باحثاً في مجال المفاهيم الأمنية الإسرائيلية والبرنامج الأمني القومي الإسرائيلي فإني أعتقد أن سياسة التعتيم كانت العنصر الأكثر نجاحاً في عناصر المفهوم الأمني لدولة إسرائيل، كما أنها تشكّل مدماكاً هاماً جداً لنا.

وتابع البروفيسور: من جهة أخرى أعتقد أن هناك تغييراً على الصعيد النفسي لدى الدول الشرق أوسطية حيال الأمر، حيث أن هناك تغييراتٍ نفسية بدأت تتنامى بعد طرح الملف الإيراني وفي أعقاب زلة لسان أولمرت. ويمكن القول إن قرار دول الخليج وردود الفعل لديها ليست ناجمةً عن زلة لسان أولمرت، وإنما عن الطموحات الإيرانية التي تهددها بشكلٍ لا يقل أهميةً عن التهديد الإسرائيلي.

ورداً على سؤال لإذاعة الجيش الإسرائيلي، حول ما إذا كان التسلح النووي سيتسارع كأحجار الدومينو في المنطقة أجاب بن دور بالنفي، لكنه أفاد أن ذلك يمكنه أن يحدث في حال وصول الموضوع الإيراني إلى نقطة اللاعودة، بحيث يكون واضحاً للجميع بأن إيران باتت قوةً نوويةً شرق أوسطية، مما سيجعل دولاً مثل العراق تواجه تهديداً مباشراً من إيران، أو مصر زعيمة العالم العربي التي يجب عليها التنافس على المقام الأول في الزعامة الإقليمية، وهذا ما سيضطرها إلى دخول الحلبة النووية، مما يشكل في نظري كارثةً للمنطقة وللعالم.