القدس: يسعى رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت خلال زيارته المقبلة الى كل من برلين وروما في الثاني عشر والثالث عشر من الشهر الجاري الى التاكد من ان اوروبا ستمضي في رفضها الاعتراف بحكومة حماس. وباتت اسرائيل مستعدة للقبول بquot;دور اوروبيquot; لتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين المجمدة منذ نحو ست سنوات شرط ان تواصل اوروبا مقاطعة حكومة حماس.

وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم اولمرت ان quot;لالمانيا وايطاليا واوروبا دورا في دفع عملية السلام، الا انه لا يمكن ان يحصل اعتراف بحكومة حماس ما دامت هذه الحركة لم تعترف باسرائيل ولم تتخل عن هدفها بتدميرهاquot;. واعتبرت المتحدثة ان هذا الشرط هو اصلا شرط وضعته اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي).

وكان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافير سولانا اعلن مطلع كانون الاول/ديسمبر ان حماس فوتت على نفسها فرصة رفع الحصار المالي والسياسي عبر تشديد مواقفها في المحادثات مع حركة فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية. واعلن مسؤول اسرائيلي رفيع طلب عدم الكشف عن اسمه ان اولمرت سيطلب من محادثيه في برلين وروما quot;استخدام نفوذهم ضد مبادرات سلام غير جديةquot;.

ويشير بذلك الى مبادرة رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو التي تنص على quot;وقف فوري لاعمال العنفquot; بين اسرائيل والفلسطينيين وتبادل الاسرى وعقد مؤتمر دولي للسلام. كما اعلنت ايسين من جهة ثانية ان اولمرت سيطالب بفرض عقوبات اقتصادية على ايران في حال واصلت طهران العمل على برنامجها النووي.

وتتهم اسرائيل والولايات المتحدة طهران بالسعي عبر برنامجها المدني النووي الى الاستحصال على السلاح النووي، في حين يعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سعيه الى quot;شطب اسرائيل عن الخريطةquot;. وشددت ايسين على quot;العلاقات الخاصةquot; بين اسرائيل والمانيا quot;البلد الحليفquot;. كما اشارت الى quot;الدور الاساسي الذي تقوم به ايطالياquot; في قوة اليونيفيل في جنوب لبنان المكلفة تعزيز وقف اطلاق النار اثر الحرب التي وقعت الصيف الماضي بين اسرائيل وحزب الله.

ومن المتوقع ان ترتفع المشاركة الايطالية في قوة اليونيفيل الى 2500 جندي وان تتسلم ايطاليا قيادة هذه القوة في شباط/فبراير 2007. كما ان البحرية الالمانية تقود منذ الخامس عشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي قوة اليونيفيل البحرية المكلفة منع ادخال اسلحة الى لبنان.

وتؤيد اسرائيل هذه المشاركة الالمانية في قوة اليونيفيل رغم الحوادث التي وقعت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بين مقاتلات اسرائيلية وقطع بحرية المانية قبالة الشواطىء اللبنانية سعى البلدان الى التقليل من اهميتها. ويلتقي اولمرت في الثاني عشر من الشهر الجاري في برلين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على ان يلتقي في اليوم التالي في روما رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي.
وهي المرة الاولى التي يقوم فيها اولمرت بزيارة هذين البلدين منذ تسلمه رئاسة الحكومة في ايار/مايو الماضي. كما سيلتقي اولمرت في الفاتيكان البابا بنديكتوس السادس عشر.

وتاتي هاتان الزيارتان لاولمرت الى المانيا وايطاليا بعد صدور تقرير عن مجموعة الدراسات حول العراق في الولايات المتحدة وربطت فيه بين كل الازمات الناشبة في الشرق الاوسط، الامر الذي رفضه اولمرت الخميس. وتخشى اسرائيل حصول تعديل في السياسة الاميركية في الشرق الاوسط وتسعى الى الفصل بين الازمة في العراق والنزاع مع الفلسطينيين.