بشار دراغمه من رام الله: قال العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي إن رئيس الوزراء أيهود اولمرت يخدع الفلسطينيين بوضع العراقيل أمامهم من خلال حديثه عن استئناف عملية السلام وفي الوقت ذاته طلبه منهم التنازل عن حق العودة. وقال زكور في تصريح تلقته (إيلاف ) إن عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات هي خطوة في الاتجاه الصحيح لإخراج المنطقة من دوامة الدماء. مؤكدا أنه لن يكون هناك حل جدي وحقيقي في المنطقة بدون التوصل إلى اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وبالتالي فنحن نبارك كل خطوة تدعو إلى تحكيم لغة الحوار والمفاوضات للوصول إلى تسوية سلمية مرضية للطرفين. لكنفي الوقت نفسه، الحديث عن تنازل الفلسطينيين عن حق العودة والقدس، تحديدا، هو استباق إسرائيلي لوضع العراقيل سلفا أمام التوصل لأي تسوية سلمية حقيقية، خاصة وأن إسرائيل تعرف جيدا أن حق العودة والقدس هما خطانحمراوان لكل الفلسطينيين.

وأضاف الشيخ زكور: إذا أرادت إسرائيل فعلا استمرار المفاوضات والتوصل إلى تسوية سلمية فهناك عنوان واضح يمثل الشعب الفلسطيني، هو الرئيس الفلسطيني المنتخب أبو مازن، ومن بعده الحكومة الفلسطينية المنتخبة. وفقط عبر هاتين القناتين يمكن معالجة وبحث قضايا الوضع النهائي مثل حق العودة والقدس والحدود والمستوطنات، وليس عبر خطابات إعلامية تضع شروطا مسبقة، وتهدف بالأساس إلى تحسين صورة أولمرت أمام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي. فمن المعروف أن أولمرت بعد فشله في قيادة إسرائيل في الحرب أمام حزب الله، وانخفاض شعبيته بشكل حاد في إسرائيل، سيحاول استعطاف الرأي العام الإسرائيلي بإحدى طريقتين: إما عبر شن حرب واسعة على سوريا أو إيران بمشاركة أميركا وحلفائها، أو عبر القيام بخطوة بارزة في اتجاه العملية السلمية في الشرق الأوسط.
وقد عرض أولمرت، امس الاثنين، الدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، حول ما تضمنته خطة خريطة الطريق، بهدف التوصل إلى ما وصفه بـ quot;سلام حقيقي بين الجانبينquot;.
وأكد أولمرت تمسكه بخارطة الطريق ورسالة الضمانات الأميركية التي أرسلها الرئيس الأميركي جورج بوش إلى رئيس الحكومة السابق أرييل شارون في العام 2004، والتي تشتمل على التحفظات الإسرائيلية على خارطة الطريق وتنص أساساً على بقاء القدس عاصمة لإسرائيل وإبقاء الكتل الإستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية ورفض حق العودة للاجئين.
كما طالب أولمرت الفلسطينيين بالتخلي عن حق العودة وتشكيل حكومة فلسطينية تلتزم بشروط الرباعية الدولية.
وأضاف أولمرت في كلمته التي ألقاها في quot;سديه بوكيرquot; في النقب في الذكرى السنوية لدافيد بن غوريون: quot;إن إسرائيل على استعداد لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين كثيرين،من بينهمالمحكومون لفترات طويلة، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليطquot;. وأضاف أيضا أنه على استعداد لتنفيذ هذه الخطوة من أجل بناء الثقة بين الطرفين، على حد قوله.
ودعا أولمرت إلى عقد اجتماع مع الرئيس محمود عباس فور تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، قائلاً: quot;إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية ترغب في العيش بسلام، فسوف أدعو عباس للقاء مباشر وعلى الفور، للبدء في حوار مفتوح وجدي ونزيه وفقاً لخارطة الطريقquot;.
وعرض أولمرت مجدداً مبدأ الأرض مقابل السلام، قائلاً: quot;سوف تقبل إسرائيل بالتنازل عن أراض واسعة وإخلاء المستوطنات التي قمنا بإنشائها، وهذه خطوات مؤلمة لنا، ولكننا نأمل في أن تؤدي إلى سلام حقيقيquot;.
وقال إنه سيتم تخفيف الحواجز ورفع القيود على تنقل الفلسطينيين وتحويل بعض الأموال المجمدة لدى إسرائيل.
واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي quot;في هذا الاطار ووفقا لخارطة الطريق ستتمكنون من اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار متصلة جغرافيا بالضفة الغربية، دولة ستكون لها سيادة تامة وبحدود محددةquot;.