بهية مارديني من دمشق: اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان لدمشق quot;مصلحة فى حل المشاكل الاقليمية بما فيها العراق والصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولبنان ، لاننا كدول مجاورة سنتأثر قبل الاخرين quot; ، واشار الى انهquot; لكي يتم تحقيق نتائج يجب ان يكون حول الطاولة اللاعبون الاقليميون والدوليون الدول المجاورة للعراق والامم المتحدة واوروبا وروسيا والصين واسرائيل والدول الاخرى المهتمة ، ويجب ان تتوفر نفس الرؤية لدى هذه الاطراف كافةquot;، وجدد الرئيس السوري مواقف بلاده من تل ابيب وواشنطن ونتائج العلاقات مع اوروبا والقضايا الاقليمية .

سوريا واسرائيل والسلام
وردا على سؤال اذا كانت اسرائيل عدوا ابديا قال الاسد في حديث لصحيفة لا ريبوبليكا الايطالية بثته سانا عندما يكون هناك سلام يمكن للناس ان يعيشوا بسلام وانسجام جنبا الى جنب لكن لابد من تحقيق السلام اولا، مشيرا الى انه لا عقبات فى سورية تجاه ذلك حيث نتمتع بدعم الشعب السوري الكامل لتحقيق السلام لاننا سنستعيد ارضنا ، متسائلاquot; هل اسرائيل مستعدة لقبول السلامquot;.

وحول موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي والادارة الاميركية الرافض للحوار مع سورية اكد الاسد ان هذا يعنى انهم لا يريدون السلام ، مشيرا الى ان معارضة واشنطن لذلك تعني ان الحكومة الاسرائيلية ضعيفة لانها تسمح لواشنطن ان تتخذ القرارات نيابة عنها. واضاف الاسد ان تحقيق السلام يحتاج الى حكومة قوية والحكومات الضعيفة يمكنها شن الحروب لكن لا يمكنها تحقيق السلام ، مؤكدا ان السلام اصعب بكثير من الحرب.

وردا على ما تقوله الاستخبارات الاسرائيلية بأن سورية تحشد صواريخ ارض ارض على حدودها قال الرئيس الاسد اننا ما زلنا فى حالة حرب مع اسرائيل لانها ما زالت تحتل ارضنا ونحن نتوقع دائما ان تقوم اسرائيل بشن حرب على سورية فى اى وقت وهم يقولون فى تصريحاتهم انهم قد يفكرون بشن حرب ضد سورية وحزب الله فى الصيف القادم اضافة الى انهم حاولوا انتهاك مجالنا الجوي عدة مرات خلال السنوات الخمس الماضية ولذلك فانه ليس من قبيل الخيال القول بأن الحرب محتملة فى منطقتنا ، ومن الطبيعى ان يعد المرء نفسه لهكذا حرب واحدى طرق الاعداد تكون بتعلم الدروس من الحروب الاخرى ، وخصوصا الحروب التى تحدث فى الجوار ، لافتا الى ان هذا لايعني ان حشد الصواريخ هو وصف صحيح.

وحول سؤال عن ادعاء اسرائيل بان سورية تقوم باعادة تسليح حزب الله قال الاسد ان لديهم اقمارا صناعية وجنود اليونيفيل ولديهم استخباراتهم فى لبنان واستخبارات وجيش الحكومة اللبنانية فى حين ليس لدينا شيء من هذا القبيل فى لبنان ، وبوجود كل هذه العناصر البشرية وكل هذه الادوات لماذا لا يوقفون اعادة التسليح هذه اذا كان ما يقولونه صحيحا.


دمشق وواشنطن
وردا على سؤال حول امكانية وجود تقاطع بين مصالح سورية والولايات المتحدة قال الرئيس السوري نعم اذا تمتعت اميركا بالارادة والصدق ، وعندما يقولون انهم بحاجة الى عراق موحد والى وقف العنف ، وعندما يذكرون كلمة السلام واذا كانوا جادين فى كل ذلك يمكننا العمل معا ، معبرا عن شكوكه ان يكون منظور واشنطن متطابقا مع منظورنا ، مؤكدا ان المشكلة فى هذه الادارة هى انهم يخلطون بين الحوار وبين اصدار التعليمات.

وقال الاسد الى انه استنادا الى اعلانات بوش قبل بضعة ايام ، فانهم لايعترفون بالواقع ، ولا يريدون ان يعترفوا بأنهم كانوا مخطئين. وبيّن االاسد انهم لم يتعلموا حتى الان ان سورية لا تتلقى التعليمات ، ولا يمكن ان تنصاع لاوامر الاخرين ، مؤكدا ان الدول تعمل دائما طبقا لمصالحها ونحن لا نعمل من اجل الاخرين وان مصالح سورية تتمثل فى الاعتراف باراضيها المحتلة وبكامل الوضع فى المنطقة ، متسائلا هل ستعترف اميركا بذلك ، ورأى ان هذا هو السؤال الجوهري.

سورية وحماس وحزب الله
وبيّن الاسد ردا على سؤال حول دعم سورية لحماس وحزب الله quot;ان مبادئنا هى انه اذا كانت المنظمة تمثل اغلبية الشعب فان علينا ان نتعامل معها quot;، مؤكدا quot;ان فوز حماس الكاسح فى الانتخابات اثبت اننا كنا على حق لاننا كنا نقف الى جانب اغلبية الشعب الفلسطيني، والشىء نفسه ينسحب على حزب الله واننا نعاني من نفس المشاكل فجميعنا لدينا اراض محتلة فى فلسطين ولبنان وسورية والمحتل هو نفسه ولدينا العدو نفسه.
واكد الاسد ان سورية تدعم قرار الامم المتحدة /1701/ رغم بعض التحفظات عليه لاننا نريد وقف الحرب ونريد الاستقرار فى لبنان لان اللبنانيين فى المحصلة هم من يدفع الثمن ونحن سندفع الثمن معهم مشيرا الى اننا قلنا انه حل مؤقت وهو بمثابة وقف اطلاق نار ما لم يتبعه عمل سياسى كالعمل لتحقيق السلام.
وفيما اذا كانت سورية تستطيع وقف حزب الله باشارة منها اذا ارادت قال الرئيس الاسد لا.. ان هذه مبالغة انهم يريدون ان يصوروا حزب الله وكأنه دمية بيد السوريين او الايرانيين مؤكدا ان حزب الله يمثل جزءا كبيرا من الشعب اللبنانى ولديهم مصالحهم ورؤيتهم التى نشاطرهم اياها ولدينا حوار معهم كما لدينا حوار مع العديد من الاحزاب اللبنانية مضيفا انهم يثقون بسورية ولكن هذا لا يعنى اننا اذا عملنا ضد مصالحهم فانهم سيستمعون الى سورية.

سورية والتدخل في لبنان
وحول الاتهامات بالتدخل فى لبنان والانقلاب على الحكومة اللبنانية اكد الاسد كلما استمعت الى بيانات الادارة الاميركية الحالية كلما ازددت اقتناعا بانهم يرون الامور بطريقة معكوسة..انهم لا يستطيعون فهم الوضع فى العراق فكيف يمكنهم فهم لبنان وسورية مؤكدا.. ان لنا مصلحة فى استقرار لبنان ولذلك لايمكننا ان نكون مع طرف ضد الاطراف الاخرى اننا ندعم كل ما يجمع عليه اللبنانيون والوصول الى ذلك الاجماع سيستغرق وقتا.

وراى الرئيس الاسد ان لسورية نفوذا فى لبنان ، ولم تخسر هذا النفوذ يوما ، ولكن هذا لايعنى ان تتدخل مشيرا الى ان نفوذنا لا يأتى من خلال علاقة بقوة عظمى بل هو مستمد من تاريخنا وجغرافيتنا ومن موقعنا الجيوسياسي، واضاف ان لبنان وسورية كانا منطقة واحدة وينسحب ذلك على المنطقة المحيطة ايضا بما فى ذلك العراق حيث لدينا نفس العائلات ونفس اللغة ونفس التقاليد اما عن الروابط الجغرافية فلبنان محاط بسورية وعمق لبنان هو سورية وهناك علاقة متبادلة حيث ان للبنان نفوذا فى سورية ايضا بسبب موقعه وعلاقاته الاجتماعية.

دمشق والمحكمة الدولية
ونوه الاسد في اللقاء مع الصحيفة الايطالية ان سورية ليست ضد المحكمة الدولية المتعلقة بالحريري، وقال من مصلحتنا التعاون مع لجنة التحقيق لكشف حقيقة الجريمة الا ان هذا يختلف عن المحكمة الدولية اولا هم لم يستشيروا سورية والمحكمة عبارة عن اتفاقية بين الامم المتحدة والحكومة اللبنانية ونحن دولة لها دستور وقوانين ودون اتفاقية لايمكننا ان نسمح لاية محكمة ان تعمل بدلا من حكومتنا ، انها كالتخلي عن السيادة.

العراق وتقرير بيكر
وحول العراق قال الاسد لقد ثبت ان الاعتماد على القوة العسكرية فقط لن يقود الى شىء ، لافتا ان الاميركيين يفتقرون الى رؤية بشأن العراق ، وهم بحاجة الى من يساعدهم فى صياغة هذه الرؤية. واكد الاسد ان تقرير بيكر الاخير يتحدث عن الحاجة الى سلام شامل يربط القضايا المختلفة فى المنطقة بمشكلة الاحتلال فى فلسطين ولبنان ومرتفعات الجولان وهو ما قلناه لهم قبل الحرب ونقوله الان كما ان التقرير يعترف بدور مركزى لسورية.

وحول امكانية مساعدة سورية فى تحقيق الاستقرار فى العراق قال الرئيس الاسد اننا لسنا اللاعب الوحيد موضحا انه يمكننا دعم مؤتمر وطنى عراقى يجمع المجموعات المختلفة وبدعم اقليمى . مضيفا انه لدينا علاقات جيدة مع معظم الاطراف العراقية واستأنفنا العلاقات الدبلوماسية التى كانت انقطعت بعد وصول صدام الى السلطة.

واشار الاسد الى ان مختلف قضايا المنطقة مرتبطة بمشكلة الاحتلال وتقرير بيكر ،واوضح فى هذا الصدد يبدأ بالعراق لكنه ينتهى بالحديث عن السلام ، وعن ضرورة معالجة الاحتلال وعملية السلام والارض مقابل السلام ، مشددا اذا لم يتحدثوا عن فلسطين والاراضى اللبنانية المحتلة وعن مرتفعات الجولان فلن يتمكنوا من حل اى مشكلة اخرى. وحول تسلل الارهابيين الى العراق جدد الرئيس السوري تصريحاته حول عدم صحة ذلك ، وقال انهم لا يصدقون انفسهم عندما يتحدثون عن ذلك وانهم يعرفون ان ذلك غير صحيح ، مشيرا الى انهم يقولون في اجتماعات خاصة ان سورية فعلت الكثير لوقف تسلل المقاتلين الاجانب.

العلاقات السورية الايرانية
وحول موقف ايران من السلام أكد الاسد ان ايران ليست ضد عملية السلام ولدينا علاقات طويلة الامد معها وهى لم تحاول ابدا منعنا من الشروع فى محادثات السلام لا فى الماضى ولا فى الحاضر. وحول التحالف السوري الايراني اوضح الرئيس الاسد ان طهران دعمت سورية وهذا كاف، مشيرا الى ان البعض اراد عزل سورية بينما وقف الايرانيون الى جانبنا اضافة الى ان ايران بلد مهم ، ولذلك فعلى اوروبا واميركا ان تتحدث اليها..، ويجب ان نقيم علاقات طيبة مع ايران من اجل استقرار المنطقة بما فى ذلك العراق.

ونوه الاسد الى ان القاعدة الوحيدة الملائمة لمحادثات السلام هى مؤتمر مدريد الذى كان واضحا الارض مقابل السلام ، مشيرا الى ان الكثير تحقق فى عهد حكومة رابين وقال ان كل من يريد ان يبدأ من الصفر لايريد تحقيق السلام لان هذا يعنى انهم لايوافقون على اشياء تم الاتفاق عليها ، مؤكدا ان الذين لايدركون ان القضية الفلسطينية هى القضية المركزية فى العالم العربى ليسوا واقعيين وانهم لن يحققوا اى نتيجة.

العلاقات السورية الاوروبية
وحول نتائج زيارة المبعوثين الاوروبيين الى دمشق اوضح الاسد ان اوروبا يجب ان تكون جسرا مع الولايات المتحدة ، وينبغي ان تستعمل تاريخها فى المنطقة ، و الا يقتصر دورها كما يحدث فى بعض الاحيان على القدوم الى منطقتنا بافكار اميركية ومحاولة اقناعنا بها. وقال الاسد ان دور اوروبا محدود بدور الولايات المتحدة وبانقساماتها الداخلية قبل الحرب على العراق والان لا يمكن ان نتحدث عن اوروبا كاوروبا بل عن بعض اللاعبين مثل دور ايطاليا واسبانيا.

وردا على سؤال حول توقع نتائج ايجابية من الحوار مع ايطاليا لفت الاسد الى ان علاقاتنا مع ايطاليا تحسنت كثيرا مع السيد برودي الذى يعرف منطقتنا ويفهم الاحداث جيدا اضافة الى انه يحظى بالمصداقية وهذا امر مهم فى التعاون لكننا ما زلنا فى بداية الحوار ويجب ان ينضج هذا الحوار..وقال لا يكفي ان تتحرك سورية مع ايطاليا بمفردها بل علينا ان نتحرك مع باقى اللاعبين برؤية مشتركة.

واكد الرئيس الاسد ان التطورات الاخيرة اثبتت صوابية مواقفنا لافتا الى ان من يتحدث عن عزل سورية يعزل نفسه عن المنطقة ، واضاف ان الدول التى شاركت فى محاولات عزل سورية لا تستطيع ان تلعب اى دور بناء ، وضحا ان سورية تتعاون مع روما ومدريد فى مبادرة السلام التى تطرحها ايطاليا واسبانيا وفرنسا ولا تتعاون مع باريس بسبب سياساتهم لانهم فقدوا مصداقيتهم فى لعب اى دور.

دمشق والضغوط الدولية
وردا على سؤال فيما اذا كانت سورية قد دفعت ثمنا للعزلة قال الاسد على العكس نحن الان اقوى من اى وقت مضى سياسيا واقتصاديا ، مشيرا الى انه فى عام 2005 دخلت الى سورية اكبر استثمارات تدفقت خلال الاربعين عاما الماضية ، وحققنا نموا بمعدل 5ر4 بالمئة مقارنة بمعدل سالب فى عام 2000 ، مؤكدا اننا نعتمد على انفسنا وعلى الدعامات التى نمتلكها.

واوضح الاسد ان الناس فى المنطقة اجمالا ضد سياسات الولايات المتحدة ولذلك لايمكن تنفيذ هذه السياسات وقال ان سياستنا تستند الى ارادة الشعب وبالتالى نحن اقوياء وقد اصبحنا اقوى من ذى قبل. وشدد ان الاصلاحات السياسية والاقتصادية فى سورية تسير جنبا الى جنب لكن هناك اولويات وقال ان الفقر هو التحدي الاكثر اهمية ونحن لانقول اننا سنركز على الجانب السياسى دون الجانب الاقتصادي، بل سننظر فيما يريده الناس وهذا هو معيارنا الاساسي في كل ما نقوم به سياسيا او اقتصاديا.