نبيل شرف الدين من القاهرة : تواصلت تداعيات الاستعراض شبه العسكري الذي قامت به مجموعات من طلاب جامعة الأزهر، المنتمين لجماعة quot;الإخوان المسلمينquot; المحظورة في مصر، ففي الوقت الذي واصل فيه المعلقون في الصحف المصرية على اختلاف توجهاتها إدانة هذه الواقعة، وإن اختلفوا في ما بينهم حول تحميل المسؤولية للجماعة أو لسياسات النظام التي يرى فريق من المراقبين أنها كانت السبب الرئيس وراء تغلغل التيار الديني المتطرف لمؤسسات المجتمع، فقد شهد البرلمان المصري جلسة ساخنة حيث قدم نواب الحزب الوطني (الحاكم) استجوابات وطلبات إحاطة عاجلة ضد رئيس الوزراء، بصفته الوزير المسؤول عن شؤون الأزهر، بشأن الاستعراضات شبه العسكرية داخل حرم الجامعة، بينما قدم النواب المحسوبون على جماعة الإخوان المسلمين استجوابات وبيانات عاجلة حول اعتقال بعض القياديين في الجماعة، بالإضافة لعشرات الطلاب الموالين للجماعة .
في غضون ذلك شهدت نقابة المحامين تجمعا لأولياء أمور الطلاب الموقوفين، وناشد أولياء الأمور المسؤولين الإفراج عن أبنائهم، حرصاً على مستقبلهم .
الأزهر والنيابة
في سياق متصل قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس 140 من عناصر جماعة quot;الإخوان المسلمينquot;، وفي مقدمتهم خيرت الشاطر النائب الثاني لمرشد الجماعة، وثلاثين من قادتها على ذمة التحقيقات التي تجريها معهم نيابة أمن الدولة العليا في مصر .
ونقل موقع quot;إخوان أون لاينquot; عن الشاطر قوله إن القضية المتهم فيها قضية سياسية، المقصود منها تشويه صورة الجماعة والمزايدة على دورها الوطني، مضيفًا أن الأموال التي تمت مصادرتها وتبلغ 40 ألف جنيه مصري و20 ألف دولار وبعض العملات الأجنبية التي تقدَّر بمئات الجنيهات المصرية خاصةٌ بمشروعاته الاقتصادية التي يديرها .
وقد امتنع الشاطر عن الرد على اسئلة المحققين بنيابة أمن الدولة طاعنًا في مشروعية التحقيق معه، فيما قررت ذات النيابة تمديد حبس 109 من طلاب جامعة الأزهر، الذين رفضوا المثول أمام النيابة التي قرَّرت حبسهم على ذمة التحقيقات.
من جانبها أصدرت مشيخة الأزهر بياناً عبرت فيه عن صدمتها مما حدث في ساحة جامعة الأزهر، وأكد بيان وقعه الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر استنكاره لما حدث، ورفضه لما وصفه البيان بـ quot;الانفلات غير المسبوق الذي قامت به فئة من طلابه ممن ينتمون إليه اسما، لكنهم يتنكرون له فكرا وسلوكاًquot;، حسب نص البيان .
كما حذر بيان الأزهر الطلاب quot;من خطر الانسياق وراء دعاوى باطلة تدعيها تيارات أو تنظيمات أو جماعات سياسية تتستر وراء شعارات دينية بهدف تحقيق مآرب خفية غير معلنة لا تمت إلي تعاليم الإسلام بأدنى سببquot;، وفق بيان الأزهر الذي حذر quot;أي جهة من اختراق صفوف طلابهquot;، مؤكدا أنه لن يتردد لحظة quot;في بتر كل من يثبت خروجه على منهج الأزهر وتراثه وفكره القويمquot;.
التعليقات