الياس توما من براغ : اكتشفت قوات كيفور الدولية العاملة في إقليم كوسوفو بالتعاون مع الشرطة المحلية في منطقة في بلدة غلوغوفاتس الواقعة وسط الإقليم مستودعا كبيرا للأسلحة والذخيرة واعتقلت بسبب ذلك ثلاثة أشخاص احدهما شخص رسمي من حكومة الإقليم . وذكرت المصادر الصحفية في عاصمة الإقليم برشيتينا بان من بين الأشخاص الموقوفين مستشار في وزارة العدل في حين أن اثنين من الموقوفين هما أعضاء في حزب التحالف من اجل مستقبل كوسوفو المشارك في الائتلاف الحاكم .

وحسب الإعلان الذي صدر عن الشرطة في الإقليم فان محتويات المستودع الكبير تضم مدفعا من عيار 75 ملم و116 لغما مضادا للدبابات وقذائف مدفعية وبنادق آلية ولباس عسكري و2500 قطعة ذخيرة .

وقد اعتبر اكتشاف هذا المستودع الذي تم مساء الأربعاء الماضي الأكبر الذي يتم وضع اليد عليه منذ انتهاء حرب كوسوفو وتمركز قوات حلف الناتو في الإقليم عام 1999 ولذلك أثار المخاوف من أن بعض المجموعات الألبانية تحضر لأعمال عنف جديدة في الإقليم لاسيما وان هذا الاكتشاف جاء بعد وقت قليل من تأجيل البت بمسالة الوضع النهائي لإقليم كوسوفو إلى ما بعد إجراء الانتخابات النيابية المبكرة في صربيا المقررة في 21 من الشهر القادم حتى لا تستفيد القوى الراديكالية والقومية في صربيا من الاقتراح الذي سيبلوره مارتي اهتساري والذي حسب العديد من المؤشرات سيتحدث عن منح الإقليم نوعا من الاستقلال .

وقد عبرت حكومة الإقليم عن أسفها من هذا الحادث واعتبرته حادثة منفردة مشددة على quot;انه ليس هناك من مكان في حكومــــة الإقليم لمثل هؤلاء الناس quot; .

في هذه الأثناء حذرت المجموعة الدولية للازمات من أن حدوث تأجيل جديد في حل وضع الإقليم يمكن أن يثير أزمة جديدة كبيرة . وكان بعض الزعماء من ألبان كوسوفو قد حذروا قبل فترة من وقوع قلاقل في الإقليم ستطال بالدرجة الأولى نحو 100 الف صربي لا يزالون يعيشون في الإقليم في جزر شبة منعزلة في حال عدم البت بمسالة وضع الإقليم في وقت قريب بالشكل الذي يستجيب لطموحات الألبان بالاستقلال .

يذكر انه تم في مناطق مختلفة من الإقليم ولاسيما في منطقة درينيتسا اكتشاف رجال مسلحين كما تم خلال مظاهرة جرت في نوفمبر تشرين الثاني في بريشتينا إلقاء الحجارة والزجاجات على المبنى الأساسي للام المتحدة في الإقليم . وكانت المحادثات التي تمت بين الصرب و الألبان في فيينا بشكل متقطع خلال هذا العام قد أخفقت في تقريب وجهات النظر بسبب التنافر الكبير بين الطرفين بشان الحل النهائي للإقليم فالصرب عبروا كحد أقصى عن استعداهم منح الإقليم حكا ذاتيا موسعا فيما أصر الألبان على خيار الاستقلال الذي يرفضه الصرب بقوة .

و تسود مخاوف في البلقان من أن حصول الإقليم على الاستقلال سيفتح المجال لمطالبة صرب البوسنة بالانفصال عن البوسنة والهرسك وكذلك مطالبة المجموعات الألبانية في مناطق صربية مجاورة لكوسوفو وفي مقدونيا بالانضمام إلى الإقليم الأمر الذي يمكن له أن يعكر الاستقرار الغض الذي لا يزال قائما في المنطقة البلقانية رغم التواجد الأطلسي والدولي المكثف في عدة دول فيها.