الياس توما من براغ : بدأت صربيا تتجه نحو الانتخابات النيابية المبكرة بعد أن حدد الرئيس الصربي بوريس تاديتش اليوم موعدها في 21 من شهر كانون الثاني يناير القادم وذلك استنادا إلى إقرار نواب البرلمان الصربي في وقت مبكر من صباح اليوم بعد ساعات طويلة من النقاش القوانين الضرورية التي تسمح بإعلان الانتخابات المبكرة .

وستكون هذه الانتخابات الأولى التي تجري في البلاد بعد انفراط الاتحاد الفيدرالي الذي كان يجمعها مع جمهورية الجبل الأسود حتى حزيران يونيو الماضي والأولى التي ستتم بعد إقرار دستور صربي جديد في استفتاء شعبي جرى في نهاية تشرين الأول أكتوبر الماضي لكن المشاركة فيه والتصويت لصالحه اتصفا بالضعف .

وقد حاول الرئيس الصربي مع رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا جعل موعد الانتخابات منتصف الشهر القادم في حين أراد الحزب الصربي الراديكالي أقوى أحزاب البرلمان أن تكون في شباط فيراير القادم ولذلك تم التوصل إلى حل وسط أعلنه الرئيس تاديتش اليوم .وتزامن الإعلان مع بدء اجتماع هام في فيينا اليوم بين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لمحادثات الوضع النهائي لإقليم كوسوفو مارتي اهتيساري وبين ممثلين عن مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة لبحث اقتراحاته بشان الحل النهائي للإقليم بعد أن فشلت المحادثات التي جرت منذ شباط فبرار الماضي في فيينا بشكل متقطع بين الصرب والألبان في التوصل إلى حل يقبل به الطرفان بسبب التنافر الكبير في المواقف فالصرب أصروا على الحل الذي يمنح الإقليم شكلا موسعا وجوهريا من الحكم الذاتي لكن في إطار الدولة الصربية في حن لم يقبل الألبان بأقل من الاستقلال التام .

وبالنظر لإعلان الصرب موعد الانتخابات المبكرة والخوف من أن تصبح قضية مستقبل الإقليم موضوعا انتخابيا ساخنا في حال بدء المجتمع الدولي الآن مناقشة مسالة الحل النهائي لوضع الإقليم فقد تم التوقع بان يتم تأخير الحسم في هذه المسالة الأمر الذي اتفق عليه اليوم المشاركون في اجتماع فيينا .
وقال مارتي اهتساري بعد انتهاء الاجتماعquot; إن المشاورات التي جرت بين المجتمعين أخذت بعين الاعتبار إعلان الرئيس تاديتش عن موعد الانتخابات ولذلك قررت اليوم تأجيل الإعلان عن اقتراحاتي الخاصة بالحل النهائي للإقليم إلى ما بعد الانتخابات النيابية المبكرة في صربيا quot;.

ويقول دبلوماسيون في فيينا إن معظم أعضاء مجموعة الاتصال يتعاطفون مع مطالب الألبان باستقلال الإقليم وان تأجيل البت بشأنه يراد منه تجنيب تعزيز قوة القوميين المتشددين في صربيا قبل الانتخابات لان فوزهم فيها سيجعل الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة لقبول صربيا بالأمر الواقع الذي سينشأ في حال قبول مجلس الأمن أو الدول الغربية على الأقل بمسالة استقلال إقليم كوسوفو.

يذكر أن الإقليم يتواجد جنوب صربيا لكنه يخضع للإدارة المدنية الدولية ولقوات كيفور منذ عام 1999 بعد أن تم إخراج القوات اليوغسلافية منه بالقوة من قبل حلف الناتو ويشكل الألبان أكثر من 90% من عدد سكانه وهم يريدون الاستقلال فيما يرفض الصرب ذلك بقوة مشددين على أن الإقليم هو مهد الثقاة الصربية وأنه بعد إقرار الدستور أصبح جزءا لا يتجزأ من صربيا ولذلك لا تستطيع أي حكومة القبول بالحل الذي ينتزع 15% من أراضي الدولة الصربية في إشارة إلى المساحة التي يشكلها الإقليم من مساحة الدولة الصربية .