الياس توما من براغ : حذر وزير الخارجية الصربي فوك دراشكوفيتش اليوم في البرلمان الأوربي في بروكسل من التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تقع في منطقة البلقان في حال فرض المجتمع الدولي حل استقلال إقليم كوسوفو مشددا على أن بلاده لن تقبل باستقلال الإقليم الجنوبي منه في إشارة إلى الإقليم الواقع جنوب صربيا لكنه يخضع للإدارة المدنية الدولية ولقوات كيفور منذ عام 1999 ويشكل الألبان أكثر من 90% من سكانه .

ولفت إلى أن الكثير من الصرب بينهم مثقفون ونواب يطالبون منذ الآن وبقوة بان تقطع صربيا علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع كافة الدول التي ستعترف باستقلال الإقليم مؤكدا انه شخصيا ضد هذا التوجه . ورأى أن خلق دولة معترف بها دوليا تقع ضمن حدود صربيا سيخفض وبشكل كبير دعم الصرب لعضوية بلادهم في الاتحاد الأوربي وسيقود إلى تعزيز النزعة القومية داعيا المجتمع الدولي إلى التفكير في الحل الذي يقول quot; صربيا واحدة وسياسة ثنائية quot; على غرار العلاقات القائمة بين الصين وتايوان .

وأضاف : ليس في نيتنا السيطرة على كوسوفو وهم في إشارة إلى الألبان يقع عليهم واجب واحد وهو احترام حقوق الصرب وحماية الكنائس والمخطوطات والأماكن الدينية للصرب مشددا على أن استقلال الإقليم سيجعل الصرب في كل أنحاء العالم يشعرون بالإهانة ولذلك فان بلاده ستعمد بالطرق الدبلوماسية على منع اتخاذ هذا القرار .

في هذه الأثناء عبر القائد السابق لجيش تحرير كوسوفو زعيم حزب الأغلبية في برلمان كوسوفو هاشم تاجي عن قناعته بأن الإقليم سيحصل على الاستقلال خلال ثلاثة اشهر وان قيادة الإقليم ستعمل بعد الاستقلال على بناء مجتمع منفتح وتعددي تمنح فيه الحقوق المدنية لجميع الأقليات ومنها الأقلية الصربية التي تشكل نحو 3% من سكان الإقليم وفق قوله .

ورفض تاجي في حديث أدلى به لوكالة كونا الكويتية المطالب الصربية بتعطيل استقلال الإقليم أو ضمه إلى صربيا بحجة وجود مثل هذه الأقلية معتبرا انه من السخرية قبول مطالب 3% ورفض مطالب الأغلبية الألبانية الساحقة .

ورأى أن اقتراح مارتي اهتساري الذي سيقدم بعد الانتخابات النيابية الصربية سيكون مقدمة لإعلان الاستقلال سواء قبلت به صربيا أم لا مشددا على انه من الصعب التوصل إلى quot; حل تفاوضي quot; لان الصرب يرفضون الاعتراف بالأمر الواقع وتطلعات الأغلبية الساحقة في الإقليم.

من جهته أكد السفير الأمريكي في صربيا مايكل بولت أن الحل النهائي لوضع إقليم كوسوفو سيقدم بعد أيام قليلة فقط من إجراء الانتخابات النيابية المبكرة في صربيا التي ستتم في 21 من كانون الثاني يناير القادم مشددا على انه لن يتم في هذا الحل تجاوز مجلس الأمن الدولي لان العملية الدولية تترتب على تفويضات هذه الهيئة .

ونقلت محطة ب 92 الصربية الإذاعية عنه قوله لها بان القرار المتعلق بمستقبل كوسوفو سيتخذ في مجلس الأمن وعند الإعلان عن الحل يتوجب على بلغراد وبرشتينا أن تعيرا الاهتمام من اجل تنفيذ الحل أما مسؤولية المجتمع الدولي فستكون في ضمان الأمن وقيام كل طرف باحترام الحل . وشدد على انه لن يكون هناك تسامح إزاء احتمال وقوع أعمال عنف كرد فعل على الحل الخاص بالوضع القانوني لكوسوفو .

ولم تتضح بعد بشكل دقيق تفاصيل الحل الذي بلور العناوين العريضة له مبعوث الأمم المتحدة إلى محادثات الوضع النهائي للإقليم مارتي اهت. ساري غير أن بعض التسريبات التي حصلت من اجتماعه الأخير مع ممثلي دول مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة تتحدث عن اقتراحه منح الإقليم الاستقلال لكن مع بعض القيود .