الياس توما من براغ: أثارت الزيارة التي قام بها أمس رئيس حكومة إقليم كوسوفو أغيم تشيكو إلى جمهورية الجبل الأسود بدعوة من رئيس حكومتها ميلو ديوكانوفيتش استياء سلطات بلغراد التي حذرت على لسان الناطق باسم الحكومة الصربية سرجان جوريتش بان هذه الزيارة ستكون لها تبعات طويلة الأمد على العلاقات بين بلغراد وبودغوريتسا . ونبه إلى أن جمهورية الجبل الأسود كدولة عضو في الأمم المتحدة يتوجب عليها احترام سيادة ووحدة أراضي صربيا التي تشمل أيضا كوسوفو مشيرا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي يضمنان وحدة أراضي صربيا .
وردا على ما قاله رئيس حكومة الجبل الأسود المنتهية ولايته ميلو ديوكانوفيتش بان بلاده تود إقامة علاقات جيرة طيبة مع كوسوفو نبه الناطق إلى أن كوسوفو هو جزء لا يتجرا من صربيا وليس جارا للجبل الأسود .وبالتوازي مع هذا الموقف اعتبر الرئيس الصربي بوريس تاديتش استقبال المسؤول الألباني في الجبل الأسود بأنها quot; خطوة غير مقبولة وغير مطلوبة quot; مشددا على أن أغيم تشيكو ليس مخولا بان يمثل كوسوفو في الخارج وبان يجري محادثات رسمية ثنائية. وعبر عن الأمل بان تكون حكومة الجبل الأسود حساسة بشكل اكبر في مسالة التعامل مع قضية كوسوفو المعقدة وان تعمل من اجل الاستقرار في المنطقة
وشدد تاديتش على أن استقلال كوسوفو لن يسهم في الاستقرار الإقليمي وان بلاده تدعو إلى حل وسط قابل للاستمرار لوضع الإقليم .
من جهتها انتقدت المعارضة في الجبل الأسود التي تميل إلى صربيا زيارة المسؤول الألباني ونظم حزب الشعب المعارض تجمعا احتجاجيا أمام مقر البرلمان في بودغوريتسا معتبرا الزيارة بأنها طعنة في ظهر كل الصرب في البلقان وواصفا أيدي أغيم تشيكو بأنها ملوثة بالدم حتى الكتف أما المسؤول الالباني فقد حرص على التأكيد في بودغوريتسا بان الإقليم يريد أن يحذو حذو الجبل الأسود أي الاستقلال عن صربيا مشددا على أن الإقليم سيكون دولة ديمقراطية وتقيم علاقات جيرة طيبة مع الجميع وتساهم في استقرار البلقان .
وتأتي زيارة المسؤول الالباني إلى بودغوريتسا في إطار جولة يقوم بها في أوروبا حيث من المقرر أن يجري يوم الاثنين في عاصمة سلوفاكيا براتيسلافا محادثات مع المسؤولين السلوفاكيين الذين تشغل بلادهم الآن عضوية مجلس الأمن بشان مستقبل الإقليم وسيكون اغيم تشيكو في عداد وفد رئيس الإدارة المدنية الدولية في الإقليم .
في هذه الأثناء نقلت الإذاعة الصربية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله بعد محادثاته مع مسؤولي الاتحاد الأوربي في بروكسل بان أفكار مارتي اهتساري المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة لمحادثات الوضع النهائي للإقليم لا يحوز أن تطرح كإنذار بل كحل وسط يعرض على الصرب والألبان بهدف إنجاح المفاوضات مشددا على انه من دون الحل الوسط لا يمكن أن يكون هناك حل ثابت .
إلى ذلك أكد أمين عام الأمم المتحدة كوفي انانان في حديث أدلى به اليوم لصحيفة فيسنيك الكرواتية بأنه لا ينبغي استبعاد إمكانية تمديد المفاوضات الخاصة بالحل النهائي للإقليم بمعنى أن تتم في عام 2007 أيضا مشددا على أهمية تقديم المقترحات الخاصة بكوسوفو في الوقت المناسب وردا على سؤال حول تأثير الاستفتاء الصربي على حل مشكلة الإقليم أجاب بان ذلك يتوقف على عدة عوامل وان من الضروري الحذر الآن ولاسيما من طرف مارتي اهتساري كي لا تتحول مسالة مستقبل الإقليم إلى جزء من الأهداف الانتخابية بالصلة مع الانتخابات النيابية المبكرة التي ينتظر أن تجري نهاية هذا العام أو بداية العام القادم في صربيا .
يذكر أن المحادثات الخاصة بالوضع النهائي لإقليم كوسوفو الواقع جنوب صربيا والخاضع للإدارة المدنية الدولية وقوات كيفور منذ عام 1999 قد بدأت قبل عدة أشهر في فيينا بشكل متقطع تحت إشراف دولي غير أنها باعتراف اهتساري لم تحرز أي تقدم ملموس فالألبان الذين يشكلون أكثر من 90% من سكان الإقليم يصرون على خيار الاستقلال فيما يصر الصرب على أنهم على استعداد لمنح الإقليم حكما ذاتيا موسعا غير موجود في أي منطقة في أوروبا لكن في إطار الدولة الصربية لان الإقليم حسب بلغراد يشكل مهد الثقافة والتاريخ الصربيين.
التعليقات