فالح الحمراني من موسكو: يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم زيارة لأوكرانيا للمشاركة في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة يوشينكو ـ بوتين التي تشكلت عام 2005 لحل المشاكل الملحة التي تعرقل تطوير التعاون بين البلدين السلافيين. وستكون هذه اول زيارة يقوم بها فلاديمير بوتين لاوكراينا منذ وصول الرئيس quot;البرتقاليquot; فيكتور يوشينكو السلطة في كييف في تشرين الاول ( يناير) عام 2005.وكان بوتين قد أرجأ زيارته المرتقبة لكييف مرة بسبب الانتخابات البرلمانية والاخرى بسبب عدم تشكيل الحكومة.وتشعر موسكو بالقلق من توجهات الرئيس يوشينكو السياسية الغربية وخاصة ما يتعلق بالانضمام إلى الناتو والبنى الغربية وتحركه على حساب المصالح الروسية الامنية والاقتصادية. وتعكرت اجواء العلاقات اكثر بعد قرار الكرملين برفع أسعار الغاز الطبيعي المصدر لأوكراينا.
ويرتبط المعسكر quot; البرتقاليquot; برد فعل موسكو الحاد على نتائج الانتخابات الرئاسية التي هزم فيها فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو. ويشغل ياكونوفيتش الان منصب رئيس الحكومة. ويذهب اخرون الى ان السياسة التي انتهجتها الحكومة quot; البرتقاليةquot; في اعوام 2004 ـ 2005 كانت السبب في جمود العلاقات بين البلدين السلافيين. ويعربون عن القناعة بان الرئيس بوتين سيعيد بناء جسور العلاقات بين موسكو وكييف التي دمرها quot; البرتقاليونquot;.
وسيناقش بوتين من بين قضايا اخرى مع يوشينكو اسعار الغاز الطبيعي وشروط مرابطة اسطول البحر الاسود الروسي في القرم، ووتائر تكامل اوكراينا مع اوروبا والاطلسي، ومسائل ترسيم الحدود.ومن المرتقب ان تسفر زيارة بوتين لكييف عن التوقيع على جملة من الوثائق التي سيكون في مقدمتها برنامج التعاون الاستراتيجي للفترة من 2007 الى 2008، وبيان الشراكة الاستراتيجية بين روسيا واوكرانيا واتفاقية التعاون في المجال الدفاعي، وغيرها.
ويجمع المراقبون ايضا على الاهمية التي سينطوي عليها لقاء بوتين مع رئيس الحكومة فيكتور يانوكوفيتش الذي عزز نفوذه السياسي وحصل على صلاحيات اوسع. وتنظر موسكو بارتياح لمعارضة يانوكوفيتش انضمام اوكرانيا للناتو وسعيه إلى تعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين وفي اطار الفضاء الاقتصادي الموحد الذي يضم عددا آخر من الجمهوريات السوفياتية السابقة.