الياس توما من براغ : أكد استطلاع حديث للرأي أن أغلبية سكان تشيكيا يعتبرون أن الحل الأفضل للوضع السياسي المعقد القائم في البلاد منذ عدة اشهر يكمن في إجراء انتخابات نيابية مبكرة .وأشار الاستطلاع الذي أجراه مركز القياسات التجريبية quot; ستيم quot; بان 64% من التشيك يؤيدون الانتخابات المبكرة مما يعني زيادة بنقطتين عن أيلول سبتمبر الفائت .
ويعتبر أنصار الحزب المدني الديمقراطي وحزب الخضر أكثر المؤيدين لإجراء هذه الانتخابات فيما يبدي اهتماما اقل أنصار حزب الشعب والحزب الشيوعي .
ويأتي الإعلان عن نتيجة هذا الاستطلاع في الوقت الذي مرت فيه أكثر من ستة اشهر على إجراء الانتخابات النيابية الدورية في تشيكيا ورغم ذلك فان البلاد لا تمتلك حكومة تتمتع بثقة البرلمان لان حكومة الأقلية التي شكلها رئيس الحزب المدني ميريك توبولانيك أخفقت في الحصول على ثقة البرلمان ولذلك فانها تقوم بتسيير الأمور في الدولة بانتظار تشكيل حكومة جديدة .
وقد كلف الرئيس كلاوس من جديد توبولانيك بتشكيل الحكومة الثانية في نهاية تشرين الأول أكتوبر الماضي غيران الأخير لم يتمكن في النهاية سوى أمس من تقديم تشكيلة حكومية اتفق عليها مع قادة حزبي الشعب والخضر غيران مشكلتها أنها لا تمتلك الأغلبية في البرلمان لان مقاعد هذه البرلمان تنقسم بشكل متساو تماما بين اليسار واليمين .وقد أعلن نائبان من الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض انسحابهما من الكتلة النيابية لحزبهما الأمر الذي جعل توبولانيك يسرع بتقديم الحكومة الجديدة للرئيس على أمل أن يسميها وبالتالي التقدم منتصف الشهر القادم إلى البرلمان بطلب التصويت على الثقة معتمدا على دعم صوت النائب أو النائبين الذين خرجا من الكتلة النيابية للحزب الاجتماعي.
وقد فاجأ الرئيس كلاوس توبولانيك بعدم قبوله بهذه الصيغة التي قدمت له أخذا عليه عدم تقديمه ضمانات بـان هذه الحكومة ستحصل على دعم الأغلبية في البرلمان وأنها تتضمن تسمية مدير مكتب الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل وعضو مجلس الشيوخ الحالي كارل شغارزينبرغ لمنصب وزير الخارجية الجديد عن حزب الخضر. ويشدد الرئيس كلاوس على انه استبعد منذ البداية أن يتم تشكيل حكومة تعتمد على صوت واحد يمكن أن يتحرك نحو الأعلى أو نحو الأسفل في إشارة إلى أن الحكومة الجديدة التي سيكون لها 100 صوت في البرلمان من اصل 200 ستعتمد لتأمين الأغلبية لها على صوت نائب أو اثنين من الذين انشقوا عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض .
وعلى الرغم من اعتبار رئيس الحكومة توبولانيك تصرف الرئيس بأنه لا يتوافق مع الدستور الذي يقول بان الرئيس يسمي أعضاء الحكومة وفقا لاقتراح رئيس الحكومة إلا أنه لم يستبعد إجراء تغييرات في أسماء الوزراء المقترحين بعد بحث لك مع قيادات حزبي الخضر والشعب. ولا يبدو أن جهوده هذه ستتكلل بالنجاح إذ أعلن رئيس حزب الخضر بعد ظهر اليوم بعد اجتماعه برئيس حزب الشعب ورئيس الحزب المدني أن حزبه يتمسك بشفارزينبيرغ لمنصب الخارجية.
يذكر أن أخر استطلاعات الرأي في تشيكيا تشير إلى انه في حال إجراء مثل هذه الانتخابات فان الحزب المدني سيحل أولا فيها وسيحصل على نحو 38% من الأصوات يأتي بعده الحزب الاجتماعي بنسبة 23% ثم حزب الخضر بنسبة 12 % ثم الحزب الشيوعي بنسبة 5و11 % ثم حزب الشعب بنسبة 11% .
التعليقات