محمد الخامري من صنعاء : علمت إيلاف من مصادر مقربة من قيادة التجمع اليمني للإصلاح quot;الإسلاميquot; أن الخلافات التي اندلعت مطلع الأسبوع الماضي بين قيادات عليا من تياري حزب الإصلاح quot;الإسلامي والقبليquot; عندما كانوا مجتمعين في منزل احد قادة الإخوان المسلمين كان لها الدور الأكبر في تأجيل انعقاد المؤتمر العام الرابع للمرة الثالثة على التوالي حيث كان مقرراً في أيلول (سبتمبر) الماضي ، فتم تأجيله إلى كانون الأول (ديسمبر) الجاري ، ثم تأجل إلى شباط (فبراير) المقبل.

وأضافت المصادر أن الخلافات احتدمت بشكل كبير وارتفعت الأصوات بين قيادة الإصلاح إلى حد جعلت عدداً من قيادات التيار القبلي تهدد بالانسحاب من الحزب والانضمام إلى المؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot; ، مشيرة إلى أن الخلاف انقسم إلى شقين ، الشق الأول كان بين التيار الديني بشقيه السلفي الذي يقوده الشيخ عبد المجيد الزنداني quot;الذي لم يكن حاضراً الاجتماعquot; والليبرالي الذي يقوده محمد قحطان والعقيد اليدومي والثاني بين التيار الديني من جهة والتيار القبلي الذي يتزعمه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر quot;لم يكن موجوداًquot; من جهة ثانية حول التوافق على استثناء الشيخين عبدالله الأحمر وعبد المجيد الزنداني من الإقالة والتجديد لهما لفترة ولاية جديدة.

وأوضح المصدر أن التيار القبلي يقف وبقوة مع التجديد للشيخين الأحمر والزنداني واستثنائهما من أي تغييرات قادمة موضحا أن غالبيتهم لم تنضم إلى الحزب إلا حبا فيهما وموافقة لآرائهما السديدة quot;حد تعبير المصدرquot; ، الأمر الذي قوبل برفض تام من قبل الليبراليين ممثلين بعدد من القيادات quot;قحطان واليدومي والآنسيquot; الذين تحججوا بتطبيق اللوائح المنظمة للحزب وألا يوجد تأليه أو صنمية في حزب الإصلاح وهو الرأي الذي أثار حفيظة قيادة التيار السلفي التي اتهمت quot;قيادة الليبراليينquot; بتنفيذ أجندة وتعليمات خارجية بهدف إضعاف الحزب ليسهل تصفيته وإنهاؤه من الحياة السياسية.

وهنا احتدم الخلاف وتمترس كل فريق خلف رأيه الذي تمسك به وانفض الاجتماع دون أي اتفاق على أي فعالية قادمة أو برنامج محدد إلى أن تم حل الخلاف يوم الأربعاء الماضي باجتماع رأسه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وهو تأجيل المؤتمر إلى أواخر شباط quot;فبرايرquot; من العام المقبل على أن يتم خلال الفترة القادمة والى حين موعد المؤتمر الحوار بين كافة الأطراف والتيارات الممثلة للحزب والوصول إلى نقطة اتفاق بين الجميع قبل انعقاد المؤتمر.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها عرقلة مؤتمر عام الحزب رغم انتظام مواعيد انعقاد مؤتمراته السابقة منذ تأسيسه في 13/9/1990م ، وهو تأجيل مبرر بالجدل الذي ساد خلال الفترة القليلة الماضية حول ضرورة تنحي الشيخين عبد المجيد الزنداني quot;زعيم تيار الدينيquot; عبدالله بن حسين الأحمر quot;زعيم التيار القبليquot; عن رئاسة حزب التجمع اليمني للإصلاح ومحاسبتهما على موقفيهما في الانتخابات الرئاسية التي جرت أواخر أيلول quot;سبتمبرquot; الماضي وتأييدهما للرئيس علي عبدالله صالح في مواجهة مرشح حزبهما المهندس فيصل بن شملان.

وكان الأمين العام لحزب الإصلاح العقيد محمد اليدومي قال في تصريحات رسمية نشرها الموقع الرسمي للحزب إن الهيئة العليا للحزب التي عقدت اجتماعها الأربعاء الماضي برئاسة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر اتخذت قراراً يقضي بتأجيل موعد المؤتمر العام الرابع للحزب إلى 24 شباط quot;فبرايرquot; العام المقبل 2007م.

وكان حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يحدد نظامه الأساسي انعقاد مؤتمره العام كل أربعة أعوام من دورتين تكون الثانية بعد مرور عامين من انعقاد الدورة الأولى ، عقد الدورة الأولى من مؤتمره العام الأول في 20 أيلول quot;سبتمبرquot; 1994م ثم عقد الدورة الثانية من المؤتمر ذاته في تشرين الثاني quot;نوفمبرquot; 1996م ، وفي 6 تشرين الأول quot;أكتوبرquot; 1998م عقد الإصلاح مؤتمره العام الثاني ، ثم عقد الدورة الأولى من المؤتمر العام الثالث في 28 كانون الأول quot;ديسمبرquot; عام 2002م ، وفي 12 شباط quot;فبرايرquot; 2005م عقد الدورة الثانية للمؤتمر ذاته الذي عقد تحت شعار (النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات).

وكان بيتر ديميتروف المدير الإقليمي الجديد للمعهد الديمقراطي في صنعاء قال إن مؤتمر الإصلاح ليس مجرد مناسبة للنخبة في الإصلاح، وإن الجميع في انتظار أن يركزوا على النمو، وأن يجروا نقاشا حول السياسات، مشيرا إلى أنه ستكون هناك انتخابات لقيادات الحزب.

وأضاف في حوار مطول أجراه معه موقع quot;newsyemenquot; لابد أن يفكر الحزب في كيف يظل قريبا من الناس، وفي الوقت نفسه يحقق ديمقراطية حقيقية داخل الحزب.

وأكد أن مؤتمرات الأحزاب بشكل عام قد تكون لها فائدة ولكن قد يكون لها في الوقت نفسه مخاطر, مشيرا إلى أن آخر النقاشات التي تحصل في هذه المؤتمرات يجب أن تكون حول قضايا واقعية، القضايا التي تهم الناخب الذي يدعم الإصلاح والذي ينتخب الإصلاح وليس القضايا التي تهم القيادات داخل الإصلاح.

وقال المدير الإقليمي الجديد للمعهد الديمقراطي في صنعاء quot; اعتقد أن من الرائع أن يكون في الحياة العامة السياسية حزب إسلامي، ولديه تجربة من التعاون مع الحكومة, مؤكدا أن جوانب القوة بالنسبة إلى الأحزاب السياسية الإسلامية في الشرق الأوسط كونهم يقدمون خدمات إلى الناس.

وأضاف أن حزب الإصلاح مع الاختلاف بين بعض مكوناته quot; يمثل أشياء مرتبطة بشريحة معينة من الناسquot;.

وفي حين أكد أن المؤتمر الشعبي ناجح لأن عنده مجموعات مختلفة داخل الحزب , قال quot; اعتقد أنه في السنوات القادمة سنرى جدلا داخل الأحزاب في ما يتعلق بالإصلاح، واعتقد أنه حتى في ما يتعلق بالمؤتمر الشعبي العام فإننا سنرى نقاشا بين الذين هم ملتزمون بالإصلاح وبين الذين هم أقل انفتاحا، وهذا ممكن ينطبق على بقية الأحزابquot;.

وحذر من أن quot; أي حزب سيتهرب من مناقشة قضايا الناخبين وحاجاتهم فانه عند أول انتخابات يخرجونه من ميدان السياسة العامةquot;.