إنتهاء اللقاء بين عباس وأولمرت وحماس تقلل من أهميته |
وبحسب مصادر عسكرية فان 47 صاروخا على الاقل اطلقت على اسرائيل منذ دخول اتفاق التهدئة في 26 تشرين الثاني/نوفمبر حيز التنفيذ بين الدولة العبرية والمجموعات المسلحة الفلسطينية في قطاع غزة.وبموجب هذا الاتفاق تمتنع المجموعات المسلحة عن اطلاق صواريخ على اسرائيل، وفي المقابل انسحب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة والتزم بعدم شن هجمات عليه.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس عقدا اول محادثات رسمية بينهما يوم السبت واتفقا على محاولة استئناف محادثات السلام التي انهارت في عام 2000 .
في هذا السياق، أعلن مسؤولون فلسطينيون أن اولمرت أبلغ عباس بأنه سيفرج عن 100 مليون دولار من أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة وسيزيل بعض نقاط التفتيش في الضفة الغربية المحتلة ولكن لم يتم إحراز تقدم بشأن اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين او مد وقف هش لاطلاق النار في غزة ليشمل الضفة الغربية. وقال مساعدون ان اولمرت وعباس اتفاق خلال اول محادثات رسمية تعقد بين الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين منذ نحو عامين على عقد سلسلة اجتماعات خلال الاشهر المقبلة بهدف محاولة استئناف مفاوضات السلام.
واندلعت انتفاضة فلسطينية بسرعة بعد انهيار محادثات السلام . وبدا ان الامال في انعاش المحادثات ماتت تقريبا عندما وصلت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى السلطة في مارس اذار. ويتعرض اولمرت لضغوط من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاتخاذ خطوات لدعم عباس منذ دعوته لاجراء انتخابات فلسطينية مبكرة وهي خطوة رفضتها حماس واصفة اياها بانها quot;انقلابquot; وغير دستورية.
ولم يعرف بعد ما اذا كانت لفتات اولمرت ستكون قوية بما يكفي لتعزيز موقف عباس المعتدل في مواجهته مع حماس. وقال صائب عريقات المساعد الكبير لعباس بعد اجراء الزعيمين محادثات استمرت ساعتين في مقر اقامة اولمرت بالقدس انه لا يريد رفع توقعات الشعب الفلسطيني.
ووافق اولمرت على الافراج عن 100 مليون دولار جمدتها اسرائيل من عائدات الضرائب الفلسطينية على الرغم من انه لم يتضح الى من سيتم تحويل هذه الاموال ومدى سرعة ذلك. وقال عريقات ان هذه الاموال ستسلم الى مكتب عباس. ولم تعلق ميري ايسن المتحدثة باسم اولمرت وقالت ان اسرائيل تفضل ايجاد وسيلة لتسليم هذه الاموال مباشرة الى الفلسطينيين المحتاجين .
وجمدت اسرائيل نحو 500 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية وهو مبلغ كانت ستستخدمه السلطة الفلسطينية بشكل عادي لدفع رواتب موظفي الحكومة. وقالت ايسن quot;المبلغ نفسه لن يحول الى الحكومة التي تقودها حماس ونبحث الان عن الوسيلة السليمة كي نستطيع تحويل هذه الاموال..لقضايا انسانية مختلفة.quot; ويأمل عباس باستخدام اي عائدات ضرائب مفرج عنها لدفع رواتب موظفي الحكومة الذين لم يحصلوا على رواتب كاملة منذ مارس اذار.
وتحقيق تقدم في عملية السلام قد يساعد اولمرت الذي تراجعت شعبيته في اسرائيل بعد حرب لبنان. واتفق الزعيمان على تشكيل لجنة لوضع معايير الافراج عن السجناء الفلسطينيين . وقال اولمرت انه سيكون مستعدا للافراج عن فلسطينيين كثيرين من بينهم معتقلون لفترات طويلة. ولكن مسؤولين اسرائيليين قالوا انه لن يتم الافراج عن سجناء الا بعد اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي أسر في غارة عبر الحدود في يونيو حزيران. وقالت ايسن للصحفيين quot;لا يوجد حديث في الوقت الحالي عن الافراج عن سجناء الا بعد إطلاق سراح شليط.quot;
ودفع خطف شليط اسرائيل لشن هجوم استغرق خمسة أشهر في غزة وانتهى بهدنة هشة في نوفمبر تشرين الثاني. وقالت ايسن انه اذا استطاع الفلسطينيون وقف خرق الهدنة فان المحادثات يمكن ان تبدأ بشأن مدها الى الضفة الغربية . واطلق نشطون فلسطينيون في غزة نحو 50 صاروخا على اسرائيل منذ وقف اطلاق النار في 26 نوفمبر تشرين الثاني. وقال عريقات ان اولمرت وافق على ازالة بعض حواجز الطرق في الضفة الغربية في غضون يومين او ثلاثة ايام ولكن لم تعلن أي تفاصيل تذكر.
والتقى عباس وأولمرت بصورة غير رسمية على هامش مؤتمر في الاردن في وقت سابق من العام الجاري لكن اخر اجتماع رسمي للزعيم الفلسطيني مع رئيس وزراء اسرائيلي كان في فبراير 2005 حين كان ارييل شارون يشغل المنصب. وحل أولمرت محل شارون كرئيس للوزراء في يناير كانون الثاني بعدما اصيب شارون بجلطة في المخ. وابتسم اولمرت وعباس وهما يتصافحان ويتبادلان القبلات في بداية محادثاتهما يوم السبت. وأدى قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدعوة لاجراء انتخابات الى تصاعد التوترات في غزة والضفة الغربية المحتلة بين قواته والقوات الموالية لحماس.
التعليقات