اعتدال سلامه من برلين: منذ توحيد جزئي المانيا عام 1990 تبدلت المهام الدولية الملقاة على عاتق الجيش الاتحادي، فبعد ان كان مستبعدا من المشاركة في اي عمل عسكري حتى في بلدان حلف شمال الاطلسي اصبح اليوم يتعدى كل الحدود للقيام بمهمات لا تخلو من المخاطر، لكن ذلك يتطلب رفع الميزانية العسكرية اكثر من عشرين ضعفا.

ورغم اصرار برلين على حصر مساهمتها في حل مشكلة الشرق الاوسط على السبل السياسية الا انها اقدمت على خطوة لم تكن واردة ابدا وهي المشاركة في قوات حفظ السلام في الشرق الاوسط وبالتحديد في لبنان القريب من اسرائيل التي لها التزامات تاريخية حيالها. فبعد الحرب بين اسرائيل وحزب الله ارسلت بناء على قرار دولي في شهر ايلول( سبتمبر) الماضي ثماني سفن حربية ترابط حاليا امام السواحل اللبنانية لمنع تسرب اسلحة الى حزب الله ولاقت هذه المهمة معارضة المعارضة السياسية الالمانية. ويعمل على متن السفن اكثر من الف جندي سيرفع العدد الى 2400. وينتهي التفويض في شهر آب (اغسطس) عام 2007 لكن من المتوقع التجديد للمهمات بدون عوائق.

وبعد تقسيم يوغوسلافيا اعتمدت المانيا على قرار مجلس الامن الدولي الصادر في 12 من شهر كانون الاول( دسمبر) عام 1996 من اجل ارسال قوات الى البوسنة والهرسك لتنفيذ اتفاقية دايتون لاحلال السلام وارسلت يومها 3000 جندي قسم كبير منهم مازال يعمل هناك وتفكر باعادته للاستفادة منه في مكان اخر في العالم حيث توجد نزاعات صعبة.

وعقب عملية الحادي عشر من ايلول( سبتمبر) والحرب الاميركية في افغانستان شاركت المانيا في مهمة استتباب السلام في شمال افغانستان وكابل العاصمة ب2674 جنديا الا ان قواتها هناك تواجه مشاكل كبيرة داخلية، فهي معرضة بشكل دائم لخطر العمليات الارهابية في الوقت نفسه يضغط عليها حلف الناتو لارسال قسم من القوات الى الجنوب وهذا ما ترفضه بشدة، لكنها تريد الان ارسال طائرات استكشاف حربية من طراز تورنادو وهذا القرار مازال يواجه بالرفض الداخلي.

ولدى المانيا قطع بحرية مرابطة عند القرن الافريقي وذلك ضمن مهمات سلمية دولية لتشديد المراقبة بين اريتريا والصومال ودجيبوتي لمنع تسرب السلاح. وشارك اكثر من 800 جندي الماني في حفظ السلام في الكونغو خلال الانتخابات الرئاسية وسوف يعود اخر جندي خلال الاشهر القليلة القادمة.

وتشارك قوات المانيا منذ عام 1994 ضمن مهمة اونيكوم في جورجيا من اجل منع وقوع حرب بين المجموعات العرقية الجورجية والابخازية. وبعد حرب اهلية دامت 20 عاما قررت الامم المتحدة ارسال قوات من اجل احلال السلام في الجنوب السوداني، وبناء على مهمة الامم المتحدة اونميس يعمل حاليا 40 جنديا يحاولون ايصال المساعدة الى اللاجئين من اقليم درفور وتريد قوى سياسية رفع العدد بعد تدهور الوضع هناك.