اجتمعا في خانة الرد على اعتداءات الأشرفية
عون اتفق مع نصرالله ... ماذا عن الآخرين؟


ريما زهار من بيروت: اجتماع النائب العماد ميشال عون بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يكن وليد الساعة او نتيجة لاتفاق ورقة تفاهم ضمت البارحة 10 بنود أساسية تم التوافق عليها. فالجنرال عون ابن منطقة حارة حريك(غرب بيروت) كان قريبًا جدًا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وان كانا لم يتحالفا فعليًا في الانتخابية النيابية الاخيرة. واكد quot;حزب اللهquot; وquot;تكتل التغيير والاصلاحquot; في ورقة التفاهم ان الحوار الوطني هو السبيل الوحيد لايجاد الحلول للازمات التي يتخبط فيها لبنان على ان يشمل القضايا الوطنية، كما اشارت الورقة الى ان الديمقراطية التوافقية تبقى القاعدة الاساسية للحكم في لبنان، والى اعتماد قانون انتخاب عصري يضمن صحة وعدالة التمثيل الشعبي وتأمين الوسائل لتمكين اللبنانيين في الخارج من ممارسة حقهم الانتخابي. ولحظت الورقة السعي لبناء دولة عصرية وطي صفحة الماضي وإجراء المصالحة الوطنية الشاملة وحل مشكلة اللبنانيين الموجودين في اسرائيل.
وفي الجانب الامني اكدت ورقة التفاهم ادانة كل اشكال الاغتيال السياسي والسعي لكشف حقائق جرائم الاغتيالات بدءًا بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى جريمة اغتيال النائب جبران تويني، اضافة الى اصلاح الاجهزة الامنية ووضع خطة امنية متكاملة تقوم على مركزية القرار الامني وتحييد الاجهزة الامنية عن الاعتبارات والمحسوبيات السياسية. وفي العلاقات اللبنانية - السورية اكدت الورقة ان اقامة هذه العلاقات في شكل سوي وصحيح تقتضي مراجعة التجربة السابقة واستخلاص العبر والدروس منها بما يمهد الطريق للنهوض بها على اسس واضحة. وطالبت الورقة الحكومة باتخاذ كل الخطوات المتعلقة بتثبيت لبنانية مزارع شبعا لتقديمها الى الامم المتحدة ثم ترسيم الحدود بين البلدين بعيدًا عن التشنجات ومطالبة الدولة السورية بالتعاون الكامل مع الدولة اللبنانية لكشف مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية واقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

اما في ملف العلاقات اللبنانية - الفلسطينية فقد اشارت الورقة الى ضرورة مقاربته بشمولية واكدت ضرورة احترام الفلسطينيين لسلطة الدولة اللبنانية والالتزام بقوانينها ومعالجة الوضع الاجتماعي للاجئين وتحديد العلاقة الثنائية في اطار مؤسساتي ومعالجة ملف انهاء السلاح خارج المخيمات وترتيب الوضع الامني لها بما يؤدي الى بسط سلطة الدولة وقوانينها. اما البند العاشر والاخير في الورقة فقد جرى التأكيد على ان حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته هما مسؤولية وواجب وطني وأن حمل السلاح ليس هدفًا بذاته وإنما وسيلة شريفة مقدسة لتحرير الارض. ما الهدف من ورقة التفاهم هذه وهل هي مقدمة لورقة عمل مع تيارات اخرى ولماذا لم يتم التطرق الى التحقيق الدولي فيها؟

ديب

يقول المسؤول في quot;التيار الوطني الحرquot; حكمت ديب لquot;إيلافquot; ان quot;الورقة المشتركة جاءت بعيد اشكال وتظاهرة سببتا بتخريب في منطقة معينة، وعلى المستوى الوطني، هذا التخريب طال موضوعًا حساسًا جدًا وهو موضوع التعايش الوطني، واتى اللقاء في كنيسة مار مخايل، ليؤكد الالتقاء بين اللبنانيين جميعًا مسلمين ومسيحيين، وهو بمثابة حركة في الاتجاه المعاكس الذي جرى اخيرًا، وهي خطوة سابقة للاحداث المتتالية ومن ضمن قناعة لدى التيار الوطني الحر بانه لا يجوز ان يحكى في لبنان عن استبعاد اي فريق، خصوصًا في المدةالاخيرة، وتم اللقاء ايمانًا بوجوب مشروع بناء الدولة وتم التوافق على 10 نقاط اساسية تصب في مصلحة الحوار الوطني وفي مسألة بناء الدولة والوطنquot;. هل هي مقدمة لورقة عمل مع تيارات اخرى؟ يجيب ديب:quot;لا شيء يمنع خصوصًا اننا دعونا الى طاولة حوار مع الافرقاء كافة وان شالله تصبح هذه الحوارات ثلاثية ورباعيةquot;.

ولدى سؤاله عن اعتبار البعض بان الورقة مقدمة للتحالف مع سورية وايران قال ديب إن عون رد على هذا الموضوع وقال ان هناك فريقًا لبنانيًا له قاعدته الشعبية الواسعة ومن المهم ان تجمعه مع الفريق الآخر ورقة عمل مشتركة، وكان هناك اجابات حول ورقة العمل نفسها، تتضمن العلاقات مع سورية، ومسألة الحدود، والعلاقات مع الفلسطينيين، ولم يغفل هذه النقاط. اما لماذا لم يتم التطرق الى التحقيق الدولي في ورقة العمل المشتركة فيقول ديب:quot; تم التحدث عن ادانة الجريمة التي طالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعن موضوع معرفة الحقيقة واعتقد ان الاشارة إلى هذا الامر كافية لحسم الموضوعquot;.

الحوري

اما عن نظرة quot;تيار المستقبلquot; الى ورقة التفاهم بين نصرالله وعون فيقول النائب عمار الحوري لquot;إيلافquot;: في المبدأ الأمر مظهر من المظاهر الديموقراطية، وهو الالتقاء ما بين القوى السياسية في لبنان، والخطوط العريضة لهذه الورقة تعبر عن الكثير من توجهات اللبنانيين، يبقى الخوض ببعض التفاصيل التي يمكن مناقشتها ولكنها في المبدأ، تشكل مظهرًا ديموقراطيًا للالتقاء ما بين القوى السياسيةquot;. وما هي تلك التفاصيل التي يمكن مناقشتها؟ يقول الحوري:quot;الموضوع المتعلق بمزارع شبعا،وفي موضوع اهداف سلاح المقاومة والتفاصيل التي يمكن ان تغوص في امور كثيرةquot;. ولدى سؤاله هل يمكن ان نشهد ورقة مماثلة بين quot;تيار المستقبلquot; وعون؟ يجيب الحوري:quot; هذه الحوارات قائمة وعندما قال العماد عون ان هناك نسبة التقاء تقدر ب 95% بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل كان يتحدث عن البرنامج، فنحن اصحاب برنامج وطني صدر عام 2000، اضافة الى البرنامج الاقتصادي الذي صدر عام 2002 من خلال الورقة التي قدمت في مؤتمر باريس 2 ، وبالتالي اعتقد أن لا خلاف في الخطوط العريضة في الكثير من الامور السياسية في لبنان، لكن تبقى الخلافات في حالات كثيرة، حول تنفيذ هذه العناوين التفصيليةquot;.

هل هناك تحرك في اتجاه عون في هذا الخصوص؟ يجيب:quot; لم يتوقف تواصل الكتلة مع جميع الفرقاء السياسيين، وكما يعلم الجميع نحن في الفترة الاخيرة قمنا بجولتين متوازيتين، الاولى كانت على جميع القوى السياسية في لبنان الممثلة بكتلة النواب، والثانية على جميع القيادات الروحية في لبنان، وبالتالي تيار المستقبل هو حواري، وسيبقى كذلك منفتحًا على جميع القوى السياسية في لبنان، ولم يكن يومًا متقوقعًا ولن يكونquot;. ولدى سؤاله :تكلم نصرالله على دعمه الكامل لوصول عون الى رئاسة الجمهورية فما هو موقف quot;تيار المستقبلquot; من هذا الامر؟ يجيب: quot;طبعًا تيار المستقبل لم يفتح ولم يخض حتى اللحظة في ملف رئاسة الجمهورية، وفي البداية لا بد من فتح هذا الملف سواء في الانتخابات المبكرة، في حال استقالة الرئيس اميل لحود، او لاحقًا بعد انتهاء ولايته الممدة والمطعون فيها، تيار المستقبل في هذه اللحظة ليس لديه مرشح رسمي للرئاسة، كما ان لا فيتو لديه على اي مرشحquot;.

بعد اسبوع نشهد تظاهرة كبيرة في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هل الدعوات موجهة الى كل القوى اللبنانية للمشاركة؟ يجيب الحوري:quot;الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان ملكًا للوطن كله، وبالتالي لن تقتصر الدعوة على فريق دون الآخر، والدعوة موجهة الى جميع اللبنانيين، انما اللمسات الاخيرة على تفاصيل 14 شباط/فبراير لا تزال طور الدرسquot;.