خليفة بن سلمان يقود البحرين إلى قلاع آل عثمان
تناحر الشعب الواحد يطفّش الاستثمار
نصر المجالي من المنامة: زيارة كانت ناجحة بكل المعايير، هكذا عبر احد مرافقي رئيس وزراء مملكة البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، التي ختمها أمس لتركيا وهي امتدت أربعة أيام جرت خلالها محادات على مستوى عال مع القيادة التركية تناولت مختلف المجالات سياسيا وثقافيا وكان للاستثمار فيها دور مهم، وزيارة الشيخ خليفة وهو عمّ الملك وأعرق رئيس وزراء في العالم تأتي بعد أسابيع من جولة شملت دول جنوب شرق آسيا فاتحا آفاق تعاون جديد بين مملكة البحرين التي اعتبرتها تقارير نشرت مؤخرا من جانب مؤسسات بحث غربية quot;عامل جذب اقتصادي في الخليج والشرق الأوسط لتمتعها بالأمن والقوانين الجاذبة للاستثمارquot;، ويققول خبراء أن بنوك البحرين تتمتع بوجود قدرة مالية تقدر بحوالي 140 مليار دولار.
ورافقت زيارة الشيخ خليفة بن سلمان لتركيا، تغطية إعلامية واسعة عبر وسائل اعلام البحرين من مسموعة ومرئية ومقروئة، وهو اطحب معه وفدا إعلاميا كبيرا ضم رساء تحرير الصحف فلا عن الوفد الوزاي والمستشارين والخبراء. ونقلت صحف البحرين اليوم، حديثا لرئيس الوزراء المخضرم كان أدلى به في رحلة العودة جواً من أنقرة إلى المنامة البارحة حيث جرى له استقبال رسمي في بادرة ترحيب للإنجاز الذي حققه في زيارته التركية. وكانت تلك الزيارة ردا على زيارة كانت على مستوى من الأهمية قبل شهور لرئيس وزراء تركيا طيب جب أردوغان للمنامة.
وفي الحديث، خاطب رئيس وزراء البحرين صحافيي مملكته بالآتي quot;أنتم أبناؤنا ونحن منكم، ونحن أيضا ندرك المسئولية الملقاة على عاتقكم كرجال إعلام وصحافة، لذلك نحن نعتبر ما تكتبونه ينطلق من رغبة صادقة في بناء البلاد ونهضة الشعب واستقرار المجتمعquot;.
واضاف quot;ونحن نعتقد انكم حين تكتبون، سواء بالنقد أو التشجيع، فإنما تنطلقون من مصلحة الوطن. وكل ما نتمناه أن يكون التطور السياسي والمشروع الديمقراطي يصب في مصلحة المجتمع والنهضة الاقتصادية، ومن هذا المنطلق نتمنى ان تلعب الصحافة دورا في تشجيع الاستثمار وجذب المستثمرينquot;.
وأكد الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة quot;ان التناحر داخل الشعب الواحد يعد عاملا خطيرا في تفتيت الوحدة الوطنية، وتطفيش الاستثمار، ولا أحد يريد ذلك لبلده البحرينquot;.
وأضاف quot;ونحن ندرك أن الانفتاح الديمقراطي يجعل الحرية السياسية متاحة لكل مواطن في كل وقت.. لكن هذا يجب ألا يكون على حساب الاستثمار والمستثمرين ويجب ألا يكون ذلك على حساب الوحدة الوطنية.. ولنستفد من تجارب الشعوب الأخرى، فالشعب الصيني مثلا حين تمسك بوحدته الوطنية استطاع أن يواجه الكثير من الأزمات السياسية، بينما تجربة (الاتحاد السوفيتي) أدت الى التفتت والانحلال السياسي بمجرد أن نخر اليأس في المجتمع السوفيتي، فانهار النظام السياسي السوفيتي بالضربة القاضية في أول مواجهة مع الغربquot;.
وتحدث الشيخ خليفة عن زيارته لتركيا قائلا quot;وخلال زيارتنا الأخيرة لتركيا نكتشف الحالة الإيجابية أيضا، ذلك ان تركيا لم تترك للديمقراطية ان تضعف الاقتصاد، بل على العكس، كل الأحزاب السياسية العاملة في تركيا تؤمن بأهمية التنمية الاقتصادية، ويسعون جميعا لتحقيق برامج اقتصادية ناجحة، وهي التي تحدد مدى قدرتها على استقطاب المواطنين، ونريد للبحرين ان تكون ناجحة على هذا الصعيد.. بمعنى أن نأخذ من الجوانب الايجابية في التجربة التركيةquot;.
وقال رئيس وزراء البحرين quot;نريد أن نتحرك باتجاه الاستثمار، وجذب مساهمة الجيران والدول الصديقة، في العملية الاقتصادية، وتشجيع استثماراتهم في البحرين، مثلما حدث في شركة بتلكو ومصنع (ألبا) والحوض الجاف، وغيرها من الشركات الناجحة، بلاشك سوف نعتمد على أنفسنا، لكن أيضا نحتاج إلى دعم الدول الشقيقةط.
وأضاف quot;ولذلك نريد ان نشجع المستثمرين الخليجيين والأجانب على دخول البحرين، وتوفير فرص عمل للمواطنين، فنحن في النهاية لا ننجز هذه المشاريع الاقتصادية لكي نتفاخر بها في العالم، كلا، انما ننجزها لكي يستفيد منها المواطن، وتفتح آلافا من المساكن والوظائف للمواطنين، فمثلا نحن قصرنا رخصة سياقة التاكسي في البحرين على المواطنين فقط.. وفعلنا ذلك لكي تتوافر فرص أكثر أمامهم، ولكي يوفروا لقمة عيش طيبة لهم.. هذا لا يعني اننا لا نحتاج إلى الخبرات.. بل نحتاج اليها في ميادين اقتصادية كثيرة، ولابد من جذبها، وهذا لا يحدث في البحرين فقط، بل في كل بلاد العالم، فمثلا في شركة الاتصالات (تلكوم) يوجد خبراء أميركان وبريطانيون، وهذا لا يعيبهم، لأنهم يرغبون في تطوير صناعاتهم وشركاتهمquot;.
وفي الأخير، دعا الشيخ خليفة بن سلمان إلى quot;إحداث التوازن بين السياسة والاقتصاد لكي يستطيع الشعب البحريني ان يعيش برفاهية أفضل في المستقبل، وانني إذ أشكر الصحافة البحرينية، فانني أهيب بكل الصحفيين أيضا أن يقدموا المادة الإعلامية التي تفيد المجتمع، وهذا لا يعني عدم النقد، بل الموضوعية والصراحة في جميع المواضيع المطروحةquot;.
التعليقات