أسامة مهدي من لندن : اتهمت هيئة علماء المسلمين العراقية الحكومة بتوظيف حادث تدمير الضريح في مدينة سامراء لمصلحتها بعد ان فقدت تاييد الشارع الشيعي وعبرت عن استغرابها من عدم استنكار أي مسؤول فيها للاعتداءات التي تعرضت لها المساجد السنية في مناطق متفرقة من البلاد واعلنت ان رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر قد ارسل انصاره لحماية هذه المساجد من اعتداءات جديدة اليوم بينما اتهم رئيس القائمة العراقية اياد علاوي ارهابيين باستغلال الفراغ السياسي والامني لمهاجمة المساجد في انحاء العراق في وقت جدد المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني دعوته الى الحكومة العراقية لتحمل مسؤوليتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأماكن المقدسة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك لهيئة علماء المسلمين السنية والتيار الخالصي الشيعي في بغداد اليوم وجه عبد السلام الكبيسي المسؤول الاعلامي في الهيئة اتهامات مباشرة للحكومة العراقية باستغلال تفجير ضريح الامامين في سامراء وتوظيفه لمصلحة رفع رصيدها بين المواطنين وضد مصلحة الشعب العراقي بعد ان فقدت ثقة الشارع الشيعي فيها كما قال ودعا الى انسحاب الاشخاص الذين احتلوا المساجد السنية منها محذرا من ان القوى السنية لن تسكت على هذه التجاوزات . واضاف ان رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر قد بعث بعناصر من تياره الى المدن العراقية وخاصة الى البصرة الجنوبية لحماية المساجد السنية واعادتها الى ائمتها . واشار الى ان السنة العراقيين يدركون النوايا الخبيثة لبعض القوى لجرهم الى فتنة طائفية لكنه قال ان الازمة ستمر والعراقيين سيبقوا موحدين وسيواجهوا الاحتلال واعوانه لطردهم من البلاد .
وانتقد الكبيسي موقف الحكومة من الاعتداء على المساجد واشار الى ان أي ادانة من أي مسؤول فيها لم يصدر ضد هذه الاعتداءات اضافة الى ان اجهزة الامن لم تتخذ الاجراءات اللازمة لحماية المعتقلين السنة الذين اخرج 12 منهم من سجن البصرة وقتلوا الليلة الماضية . وقال ان العناصر التي اعتدت على الضريح في سامراء هي التي هاجمت مساجد السنة لخدمة مصالح الاحتلال في البقاء في البلاد وقال ان تصريحات السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد الاخيرة حول الطائفية هي التي اججت الاوضاع واشغلت الموقف السياسي .
ومن جهته قال علي الجبوري الناطق باسم التيار الخالصي ان العراقيين سيجتازون المحنة الحالية واوضح ان الاتصالات التي جرت مع المراجع الشيعية الكبار وفي مقدمتهم اية الله السيد علي السيستاني اثمرت عن الفتوى التي صدرت امس وهي تحرم الاعتداء على المساجد السنية لكنه اوضح ان البعض لايطبقون هذه الفتاوى الا عندما تكون في مصلحتها .
وقد اعلن مسؤول في الطب العدلي في بغداد quot;عن استلام 80 جثة خلال 24 ساعة الماضية جميعهم من اهل السنةquot;.
واوضح مصدر في جبهة التوافق السنية ان هذا الاعلان quot;يأتي اثر عمليات القتل التي يقوم بها مسلحون ينتمون الى مليشيات احزاب امام اعين الاجهزة الامنية وبسكوت مقيت من قبل الحكومة العراقية التي اصبحت عاجزة عن توفير الحماية لبيوت الله فضلا عن عامة المواطنين quot; .
وفي وقت سابق اليوم جدد المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني دعوته الى الحكومة العراقية لتحمل مسؤوليتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأماكن المقدسة.
وقال بيان أصدره مكتب السيد السيستاني إن الحكومة العراقية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأماكن المقدسةquot;. وأضاف:quot;إذا كانت أجهزة الحكومة الأمنية عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة فأن المؤمنين قادرون على ذلك بعون اللهquot;. وقال quot;إن الكلمات قاصرة عن ادانة هذه الجريمة النكراء التي قصد التكفيريون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثةquot;.
وناشد المرجع الشعب العراقي إلى استخدام الوسائل السلمية في التعبير عن هذا الحادث وقال quot;إننا ندعو المؤمنين ليعبروا خلالها بالأساليب السلمية من احتجاجهم وإدانتهم لانتهاك الحرمات واستباحة المقدساتquot;. وأشار إلىquot;إن على الجميع وهم يعيشون حال الصدمة والمأساة للجريمة المروعة أن لايبلغ بهم ذلك مبلغا يجرهم إلى اتخاذ مايؤدي إلى مايريده الأعداء من فتنة طائفية طالما عملوا على إدخال العراق في اتونهاquot;.
علاوي يحذر من استغلال الفراغ الامني والسياسي
حذر رئيس القائمة العراقية الامين العام لحركة الوفاق العراقي اياد علاوي من قيام ارهابيين باستغلال الفراغ الامني والسياسي في البلاد لمهاجمة المساجد من اجل اشعال فتنة طائفية .
ودان علاوي في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم بشدة استهداف دور العبادة الآمنة في كل مكان ودعا القوى السياسية الى تكثيف جهودها من اجل تجاوز هذه المحنة وضبط النفس وعدم الوقوع في براثن الفتنة الطائفية لبسط الامن والاستقرار في كل ربوع العراق مشددا على ضرورة تفعيل دور اجهزة الدولة وخاصة الامنية منها بعيدا عن الطائفية والحزبية والجهوية .. وفيما يلي نص البيان :
ياابناء شعبنا الصابر، لقد بليتم بالامس بالجريمة الارهابية التي استهدفت مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام لاشعال القتنة الطائفية بين ابناء هذا الشعب العريق الذي يحلم بالامن والاستقرار، حيث لم يتوانى الارهابيون القتلة عن زرع الدمار والخراب في ارجاء الوطن كافة ولم يردعهم اي رادع اخلاقي، مستغلين الفراغ السياسي والامني الذي يعانيه العراق، ليسقط جراء ذلك العشرات من الضحايا نتيجة استهداف دور العبادة في بغداد وبعض المحافظات.
ولذلك نستنكر ونشجب بشدة استهداف دور العبادة الآمنة في كل مكان، وندعوا كل القوى السياسية لتكثيف الجهود من اجل تجاوز هذه المحنة وضبط النفس وعدم الوقوع في براثن الفتنة الطائفية لبسط الامن والاستقرار في كل ربوع العراق ولينعم اهله الصابرون الخيرون بالامن والازدهار ولتفعيل دور اجهزة الدولة لا سيما الامنية منها بعيدا عن الطائفية والحزبية والجهوية.
واننا اذ نعزي ذوي الضحايا وندعو الباري عز وجل ان يلهمهم الصبر والسلوان ولجرحانا الشفاء العاجل .
د. اياد علاوي
رئيس القائمة العراقية الوطنية
الامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي
بغداد في 24 من محرم الحرام 1427
المصادف 23-2-2006
التعليقات