سلطان القحطاني منالرياض: سيكون بوسع السعوديين يوم الأحد الإطلاع على جزء من متحف اللوفر المهاجر إلى ديارهم مؤقتاً بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى الرياض اليوم،والتي سينضاف إليها البعد الثقافي بعدما حوت في دفتيها مواضيع الاقتصاد والسياسة التي من المقرر بحثها على طاولة الزعيمين الفرنسي و السعودي، ويتوقع أن تولى الشؤون الاقتصادية الأولوية الكبرى في ظل اهتمام باريس بالاتفاق على صفقة المقاتلات الفرنسية رافال.العاهل السعودي يستقبل شيراك
ويرعى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحضورالرئيس جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية مساء يوم غد الأحد في مقر المتحف الوطني بالرياض افتتاح المعرض الذي تقيمه الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع متحف اللوفر والمتحف الوطني ويضم مجموعة من روائع الفن الإسلامي التي يحتفظ بها اللوفر في مقره بفرنسا.
وإن كان قصب الأهمية سيؤول إلى الشؤون الاقتصادية وشجونها خلال مباحثات الزعيم الفرنسي مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم ، فإن الملفات السياسة التي تعج به المنطقة المشرقية لن تغيب عن طاولة المباحثات حتى وإن كانت بشكل مبتسر ، إذ سيناقش الطرفان السعودي والفرنسي آخر التطورات في الملف اللبناني الذي تعهداه بالمتابعة منذ اغتيال الحريري في 14 فبراير قبل نحو عام .
ويشكل الاقتصاد السعودي المتنامي بفضل فائض العائدات النفطية الذي فتح الآفاق أمام مشاريع جديدة و ضخمة في البلاد الغنية بالنفط ، عامل جذب للشركات الفرنسية التي بدأت مؤخرا الاهتمام بالإمكانيات الهائلة التي تزخر بها المملكة ، معتبرة إياها quot;فردوس الشرق الأوسط المفقودquot; عقب تلك الخطوات الاقتصادية التي تعتزم بها الحكومة السعودية الولوج عبرها إلى ساحة التنافسية مع مجاوريها في دول الخليج.
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك وصل إلى الرياض بعد عصر اليوم في زيارة رسمية للمملكة تستغرق ثلاثة أيام.
ورحب الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضيفه الرئيس جاك شيراك لافتتاح المعرض مشيرا إلى أن الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين تأتي في إطار دعمه المتواصل لكل ما من شأنه العناية بالتراث والثقافة بشكل عام وإبراز التراث والثقافة الإسلامية بشكل خاص.وأكد أن هذا المعرض دليل على متانة العلاقات بين الحكومتين والشعبين الصديقين وحري بأن يسهم في تفعيل الإطار العام لتعاون البلدين في المجالات الثقافية .
من جانبه نوه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بالرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي جاك شيراك للمعرض وبالرعاية الكبيرة والدعم الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين للثقافة والنشاط الثقافي في المملكة.
وأشار إلى أن هذا المعرض يأتي بهدف تعريف الجمهور داخل المملكة من مواطنين ومقيمين وزوار بمجموعة الفنون الإسلامية المعروضة في متحف اللوفر في باريس بالإضافة إلى إبراز التراث الإسلامي وتطوير الفعاليات الثقافية المقامة في المتحف الوطني بالرياض والتأكيد على اهتمام المملكة بهذا النشاط الثقافي المهم دوليا والذي يشكل أحد أكبر الأنشطة الجاذبة للسياح والزوار في مختلف الدول.
وقال إن المعرض يضم 120 قطعة من القطع الإسلامية النادرة والمعروضة في قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر ويأتي هذا المعرض ضمن الاتفاقية الموقعة في 26 صفر 1426هـ- بين الهيئة العليا للسياحة ومتحف اللوفر والتي تتضمن برنامجا علميا يشمل مجالات البحث والتعاون العلمي والتقني وتبادل إعارة القطع الأثرية بين الجانبين وتنظيم عدد من العروض المؤقتة حسبما نصت عليه المذكرة .
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن هذه الاتفاقية تعد من ضمن الجهود التي تقوم بها الهيئة لتطوير قطاعي الآثار والمتاحف بعد أن صدر قرار مجلس الوزراء بضم وكالة الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم إلى الهيئة العليا للسياحة لتحقيق التكامل بين الجهازين بما يرفع من مستوى أداء كل منهما وتطوير قطاع الآثار والمتاحف بالاعتماد على حيوية السياحة وتنمية الموارد البشرية في القطاع والرفع من كفاءتها وكذلك تطوير الأداء في مجال البحث العلمي والتنقيب الأثري والنشر والرفع من مساهمة قطاع الآثار والمتاحف في التنمية والتعريف بسياحة الآثار والمتاحف كأحد أبرز الأنماط السياحية في المملكة.
الى ذلك أقام الملك عبدالله في قصره بالرياض مساء اليوم مأدبة عشاء تكريماً لشيراك والوفد المرافق له وحضر المأدبة الأمير مشعل بن عبدالعزيز و الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام و الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن و الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين..
كما حضره من الجانب الفرنسي معالي وزير الشؤون الخارجية فيليب دوست بلازي ومعالي وزيرة الدفاع ميشيل اليوماري ومعالي وزير الاقتصاد والمالية والصناعة تيري بروتون ومعالي وزيرة التجارة الخارجية كرستين لاغاردو وسفير فرنسا لدى المملكة شارل دوبانكاليس دوموريل داراغون ورئيس هيئة الأركان الخاصة لفخامة رئيس الجمهورية الفريق أول جان لويس جور جولان والمستشار الدبلوماسي لرئيس الجمهورية موريس غوردو مونتانيو والناطق باسم رئاسة الجمهورية جيروم بونافون .
العاهل السعودي مستقبلا شيراك |
التعليقات