بهية مارديني من دمشق: اعتبرت مصادر سورية أن المزاج السوري تغير بشكل كبير تجاه لجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري خصوصا بعد تغيير رئيسها ديتليف ميليس الذي شنت عليه دمشق حملة شعواء لم تترك له أي رصيد الا واستنزفته لدى الشارعين العربي والاسلامي. ورأت المصادر في تعليقها لإيلاف أنه قد ساعد دمشق على حملتها سلسلة المطبات والاخطاء التي وقع بها ميليس ابتداء من شهود الزور مثل محمد زهير الصديق وهسام وهسام وابراهيم جرجورة وانتهاء بما نشرته الصحافة الألمانية أخيرا عن أن نائب ميليس كان ضابط استخبارات الماني يتعامل مع الاستخبارات الاميركية.

ولكن السوريين، اقله ما يشاع عنهم، باتوا مرتاحين لتحقيقات سيرج براميرتز واعربوا عن استعدادهم للتعاون معه خلافا لما كان الامر مع سلفه الى درجة ان الناطقة باسم اللجنة وصفت محادثاته مع السوريين بانها كانت جيدة جدا بعكس ما تسرب من لقاء ميليس الاول مع السوريين عندما قال انه اكثر مما توقع واقل مما اراد.

وينقل عن مسؤولين سوريين مقربين من عمل التحقيق قولهم ان براميرتز يوحي بالثقة وهو لم يخف عن السوريين ان الادلة التي جمعها ميليس لاتدين سورية باي حال من الاحوال وان اي محكمة لايمكن ان تقبل بها كما انه تعهد للسوريين ان يتم فصل قضية الافراد السوريين عن الدولة السورية وهو مطلب كانت سورية بحاجة له لكي تتحمس للعمل مع التحقيق.

ولكن السوريين ما زالوا يؤكدون انه لا علاقة لهم بحادثة الاغتيال وان من اغتال الحريري انما اراد ان يوقع بها وهي تسعي بقوة في المرحلة الراهنة إلى إثبات ذلك وقامت بخطوات منها تفعيل عمل اللجنة القضائية الخاصة واستبدلت رئيسة اللجنة القاضية غادة مراد بوزير العدل السابق نبيل الخطيب ورشح ان براميرتز سيتعاون مع اللجنة السورية على خلاف ميليس الذي هاجم اللجنة واتهمها بعدم المهنية.

ولكن هناك متشككين يعتقدون بان قتلة الحريري لايمكن ان يظهروا ابدا وحتى لو كانت سورية هي من قتلت الحريري فان الامم المتحدة لن تعلن ذلك لان الولايات المتحدة تريد ان تساوم دمشق على هذا الموضوع الى ما لا نهاية بحيث تستطيع ان تنتزع منها تنازلات كبيرة كل مرة بالتلويح بهذا الملف الذي صدر بحق دمشق قراران من مجلس الامن على خلفيته.

وبالمقابل فان اخرين يتوقعون بان الرئيس السوري يمكن ان يستخدم هذا الملف في سبيل اقصاء اعدائه وتشديد قبضته دون تقديم اي تنازلات لخصومه الداخليين اضافة الى توطيد صلاته مع القوى المناهضة لدمشق وهو ما سينجم عنه زيادة في التوتر الاقليمي الذي لن يكون في مصلحة احد.

وعلى كل الاحوال فانه بغض النظر عن كل التحليلات فان الثابت حتى اليوم ان دمشق متهمة حتى تثبت براءتها وواشنطن تريد استغلال هذا الملف حتى تنتفى الحاجة له.