بهاء حمزة من دبي: حرصت الامارات على ان تعلن موقفها المتوازن الثابت من القضية الفلسطينية خلال استقبالها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; وهو استمرار دعمها للشعب الفلسطيني وسلطته المنتخبة التي يريدها هو ان تسير اموره وهو موقف متحضر للمسؤولين الاماراتيين يعكس احترام الدولة للديمقراطية لكن في نفس الوقت حرصت الدولة على بث رسالة الى مسؤولي حماس مفادها ضرورة احترام الاتفاقيات السابقة مع إسرائيل والقبول بمبدأ التفاوض معها من مبدأ ان التفاوض هو الأسلوب الوحيد الذي يمكن للعالم أن يفهمه ويستوعبه وبالتالي يستمر في تقديم دعمه للشعب الفلسطيني كما أنه الأسلوب الوحيد الذي تستطيع حركة quot;حماسquot; من خلاله أن تبعث برسالة طمأنة إلى المجتمع الدولي وتفوت على إسرائيل سعيها إلى تصويرها على أنها حركة إرهابية لا يمكن التعامل معها.

الموقف الداعم جاء في تصريحات للشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة الاماراتي في لقائه مشعل في مكتبه بالعاصمة الاماراتية صباح اليوم بينما جاءت الرسالة في النشرة اليومية التي تصدر عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية المقرب من دوائر السلطة في العاصمة والتابع للقوات المسلحة الاماراتية والتي تحمل اسم quot;اخبار الساعةquot;.
وكان الشيخ منصور بن زايد قد جدد خلال لقائه ومشعل ظهر اليوم الذي وصل البلاد في إطار جولة له في عدد من دول المنطقة توضيحاً للتطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية والتشاور حول سبل دعم الشعب الفلسطيني ومؤسساته ان دولة الإمارات العربية بقيادة (صاحب السمو) الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أنها ستستمر على نهجها المعلن في احترام إرادة الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره وتحديد خياراته واختيار حكومته معبرةً عن ثقتها وتأييدها الكامل للسلطة الفلسطينية بما يحقق الاستقرار ويعزز عملية السلام في المنطقة.

وأكد حرص الدولة على استقرار الوضع الأمني والاقتصادي بالأراضي الفلسطينية بما يحقق للشعب هناك استقراره وأمنه ووحدة صفه ويمكنه من العيش الكريم ويحقق طموحاته في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مشيراً إلى أهمية الاستمرار في نهج المفاوضات السياسية الهادفة للوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة.

اما نشرة اخبار الساعة فقالت في افتتاحيتها التي حملت عنوان quot;حماس وأهمية الرسالة العربية والفلسطينيةquot; ان الرسالة العربية التي تلقتها حركة quot;حماسquot; منذ أن فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة هي ضرورة إعادة النظر في سياساتها وتوجهاتها واحترام الاتفاقيات السابقة مع إسرائيل والقبول بمبدأ التفاوض معها باعتبار ان مبدأ التفاوض هو الأسلوب الوحيد الذي يمكن للعالم أن يفهمه ويستوعبه وبالتالي يستمر في تقديم دعمه للشعب الفلسطيني.

وقالت النشرة ان المنطق السياسي وهو عامل آخر له تأثيره الكبير في هذه القضية يؤكد ايضا أن الكفاح السلمي هو الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية وإن استمرار quot;حماسquot; في التردد في التعبير عن موقف واضح ونهائي تجاه إسرائيل يضعها في تناقض مع نفسها أمام العرب والعالم إضافة إلى الفلسطينيين أنفسهم كما أنه يتيح لإسرائيل الترويج لمقولة إن الحركة قد استغلت الآليات السياسية للوصول إلى السلطة دون اعتراف من قبلها بالإطار الذي نشأت وفقا له هذه الآليات ويضعف من مواقف الأطراف العربية التي تدافع عن خيار الشعب الفلسطيني أمام العالم وتطالب القوى الكبرى وإسرائيل بإعطاء quot;حماسquot; فرصة واحترام نتائج الانتخابات.

واختتمت اخبار الساعة افتتاحيتها قائلة انه على الرغم من أن إسرائيل تطالب العالم بالضغط على quot;حماسquot; لدفعها إلى الاعتراف بها فإنها لا تريد منها الإقدام على هذه الخطوة وتتخذ من الإجراءات الاستفزازية ما يصب في هذا الاتجاه والمطلوب من quot;حماسquot; أن تعي هذا الأمر وتدرك أن للقيادة متطلباتها وللشعب الفلسطيني مصالحه المهددة وأن مساعدة الآخرين لها يتوقف في المقام الأول على قدرتها على مساعدة نفسها وأنه لم يعد هناك وقت كثير للإقدام على اتخاذ القرارات الكبرى.