عصام المجالي من عمّان: حذرت الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية من أن يضيف مؤتمر القمة العربية الذي سيلتئم شمله في الخرطوم يوم غد الثلاثاء عنصرا جديد لعناصر الإحباط التي لن تكون في مصلحة أحد في هذه الأمة.
وأرسل د.اسحق الفرحان رئيس مؤتمر الأحزاب العربية ويضم مائة حزب من ستة عشر قطرا عربيا، مذكرة إلى القمة طالب فيها بأن يرتقي المؤتمر إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة، والأخطار التي تهددها.
ودعت المذكرة إلى موقف واضح ولو في الحدود الدنيا، يدين الاعتداءات الصهيونية المستمرة، وفي مقدمتها الاحتلال والاستيطان وجدار العزل وتهويد القدس، ويحمل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن أعمال العنف في المنطقة، وفي الوقت ذاته تتعهد القمة العربية بتأمين التمويل الذي يوفر حدا معقولا من الكفاية للشعب الفلسطيني، يعينه على الصمود على ترابه الوطني، ويحميه من الضغوط الغربية، التي ترى في المساعدات الإنسانية ثمنا للوطن والكرامة.
وأكدت أن تصاعد وتيرة التطرف لدى الأحزاب الصهيونية يستدعي رسالة واضحة من القمة العربية، تبدأ بتجميد العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف أية اتصالات معه، وتفعيل المقاطعة العربية، وهذا يشكل الحد الأدنى في هذه المرحلة، إذ إن استمرار العلاقات والاتصالات يعني الرضا والموافقة على السياسات الصهيونية.
وطالبت المؤتمر التأكيد على المطالبة بالخروج الفوري لقوات الاحتلال، ورفض أي تدخل دولي أو إقليمي في شؤون العراق ودعم المقاومة العراقية الباسلة، ومطالبة كل الأطراف العراقية بالحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وهوية، والاستجابة لصوت الحق والعقل، بصون دم العراقيين ومقدراتهم.
كما أكدت المذكرة أهمية رفض التدخل الأميركي - وان تحت ستار أممي- في شؤون السودان، وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، للإسهام في الدفاع عن وحدة السودان وهويته الثقافية. وأشارت إلى أهمية الوقوف إلى جانب سوريا ولبنان برفض القرار 1559، ورفض الضغوط التي تقودها الإدارة الأميركية وفرنسا عليها، واعتماد آلية مناسبة تعمل على إعادة العلاقة السورية اللبنانية إلى وضعها السليم، والتأكيد على أن الحوار اللبناني الجاد والمسؤول هو السبيل الوحيد للوصول إلى مواقف لبنانية يتم التوافق عليها بعيدا عن التدخلات والضغوط الخارجية.
وذكرت بقضايا عربية اعتراها كثير من التجاهل والنسيان كجزيرة مايوت القمرية التي ترزح تحت الاحتلال الفرنسي وسبتة ومليلة المحتلتين من قبل اسبانيا وما يعانيه الصومال من تمزق واحتراب داخلي في ظل ظروف اقتصادية ومناخية معقدة.
وطالبت المؤتمر تبني إستراتيجية واضحة ومعلنة في التعامل مع الدول على ضوء مواقفها من عقائد الأمة وثقافتها ومصالحها، وإلا فان الصراع سيكون سيد الموقف، بعد أن اشتدت في الآونة الأخيرة الهجمة على العقائد الإسلامية وثقافتنا والرموز الدينية وبلغت أوجها في الاعتداء السافر على شخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال الصور الكاريكاتورية المسيئة لشخصه الكريم وللقيم والمبادئ التي جاء بها، وعلى القرآن الكريم والحضارة العربية والإسلامية.
وأكدت أن الشورى والديمقراطية بكل ما تعنيه من توسيع قاعدة المشاركة، وإطلاق الحريات العامة، والتداول السلمي للسلطة، ضرورة ملحة، لا تحتمل التأجيل، ونحن نعتقد أنها تمثل السبيل القويم لمعالجة كثير من أدوائنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومقدمة لتفجير طاقات الأمة، لتأخذ مكانها اللائق بها بين الأمم بإرادة وطنية حرة، بعيدا عن التدخلات الأجنبية، التي تجعل من غياب الديمقراطية أو تهميشها منفذا للتدخل في شؤوننا الداخلية لفرض واقع جديد يحقق مصالحها.
التعليقات