بشار دراغمه، خلفخلف:حذرت منظمة التحرير الفلسطينية حركة حماس من أن تكون سببا في انهيار السلطة الفلسطينية. وذلك في حال أصرت على مواقفها الرافضة للاعتراف بالمنظمة والاتفاقيات الدولية. وقال حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أن على حركة حماس تدارك الوضع الراهن الصعب و تبني مبادرة تقود الى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الدولية من أجل حل الضائقة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.

هذا في وقت اعتبرت فيه دائرة العلاقات القومية والدولية في المنظمة في بيان لها تلقت (إيلاف) نسخة منه أن الوضع الحالي صعب للغاية خاصة بعد تعليق الولايات المتحدة الأمريكية والمفوضية الأوروبية المساعدات المقدمة للحكومة الفلسطينية واعتبر البيان أن هذا الموقف يهدد بكارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية ليس لها سابق على المستويات الصحية والغذائية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية.

وأوضح البيان أنه ومع ازدياد نسبة الفقر الى أكثر من 40% من مجموع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، والمرشح للزيادة الكبيرة، بسبب عدم استطاعت الحكومة الفلسطينية صرف رواتب موظفي القطاع العام، الذين يشكلون مع عائلاتهم اكثر من ربع الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة للحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة، وعدم السماح بإدخال المواد الغذائية والدوائية اليه، يصبح القطاع الصحي أيضا، مهدد بالانهيار التام مع وقف المساعدات الدولية.

وقالت الدائرة أنه وحسب تحذيرات منظمة الصحة العالمية quot; فان وقف هذه المساعدات سيؤدي الى انهيار 56.5% من خدمات الرعاية الأولية والى إغلاق 413 من مراكزها و140-252 من مراكز الأمومة والطفولةquot;. كما أن وقف المساعدات سيؤدي إلى عدم تمكن الجهات الصحية من توفير الأدوية واللقاحات، مما ينتج عنه تفشي الأوبئة والأمراض على نطاق واسع في الأراضي الفلسطينية، خاصة مع انتشار مرض أنفلونزا الطيور في قطاع غزة المنكوب.

الفلسطينيون بين ازدواجية الحكم وأزمة الاقتصاد

ويعيش الفلسطينيون بين فكي ازدواجية حكمهم ووقف المساعدات والمعونات من الدول الأوروبية. فقد بدا الخلاف واضحاً في اليومين الماضيين بين مؤسسة الرئاسة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية التي تتزعمها حركة حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية مؤخراً مما وضع الساحة الفلسطينية على حواف منعطف سياسي جديد. كون السلطة الفلسطينية أمست برأسين: رأس فتحاوي ورأس حماسي، وكما أن التربص الإسرائيلي والضغط الدولي يجعلن الوضع أكثر تعقيداً. وليس خافياً على أحد أن حركة حماس تواجه مأزق السلطة بسبب هذه الضغوط الداخلية والخارجية. كل هذه الأمور جعلت الفلسطيني يتساءل: هل ستتبخر الشعارات التي كانت تقولها حماس تحت مطارق الواقع المعيشي والشعبي والدولي؟

ولعل الأنباء التي تحدثت عن تشكيل حكومة ظل من قبل قيادات حركة quot;فتحquot;، وضعت الحكومية الفلسطينية في مأزق جديد وهذا ما جعل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية يسارع لعقد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس الجمعة، ليخرج بعد ثلاثة ساعات من الاجتماع الذي وصف بالحاد معلنا أن الرئيس عباس يرفض مثل هذا الأمر.

وقال هنية في مؤتمر صحافي: أكد لنا الرئيس عباس أنه يرفض مثل هذا الأمر كون الحكومة الفلسطينية انتخبت رسمياً. ولكن هنيه لم ينفي وجود تنازع على الصلاحيات مع الرئيس أبو مازن، حيث أوضح أنه سيتم تشكيل غرفة عمل مشتركة بين مدير مكتب الرئيس عباس وأمين عام مجلس الوزراء. وبينما رأى مراقبون أن مثل هذه الخطوة تأتي فقط لسحب نقاط الخلاف بين الرئاسة والحكومة من تحت بساط وسائل الأعلام.

ولم ينكر إسماعيل هنيه وجد إشكاليات وخلافات بين الرئاسة والحكومة، وأكد اليوم السبت أيضا أن هناك مثل هذه الخلافات، حين قال هنية خلال افتتاحه معرض تربية الطفل في كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية في مدينة غزة: هناك مساحة واسعة من الاتفاق والرؤية، والقضايا التي ما زالت محل خلاف بيننا وبين الرئيس شكلنا خلية عمل مشتركة تبحث وتناقش الملفات محل التباين وترفع توصياتها لاتخاذ القرارات المناسبة.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أنه تم التباحث مع الرئيس الفلسطيني بكل وضوح وشفافية وتم تأكيد الحرص على العلاقة التكاملية والتعاون والحوار لخدمة أهداف الشعب الفلسطيني، واحترام موقع الرئاسة، وأضاف: لكن في ذات الوقت نقول أن الحكومة التي تعمل اليوم ليست حكومة معينة ولم تأت على ظهر دبابة أو انقلاب عسكري ولم تزاحم أحدا من موقع الاستئثار أو التفرد.

ومن ناحيته، أعلن الرئيس عباس نفيه سحب الصلاحيات من حكومة حماس، وقال في ختام اجتماعه مع هنيه مساء أمس الجمعة: لن أحرم حماس من صلاحيات نص عليها القانون الأساسي، ما يعني أيضاً وبوضوح استمرار الخلاف القائم، وعدم تمكن مؤسسة الرئاسة من إقناع الحكومة بأن ما أصدر من مراسيم رئاسية هي في إطار صلاحيات الرئاسة.

وفيما تزداد حدة المواجهة ما بين المؤسستين يوماً بعد يوم فيما يخص الصلاحيات، لا تزال أزمات أخرى تراوح مكانها مثل صرف الرواتب، خاصة بعد الإعلان الأوروبي الأمريكي رسمياً عن وقف المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية. هذا عدا عن قضية وزارة الخارجية والعلاقات الفلسطينية مع العالم الخارجي بعد الخلاف الذي أحدثته رسالة الزهار إلى الأمم المتحدة وأبدى الرئيس عباس انزعاجه منها.

وفي هذا الصدد، وجه هنيه اليوم السبت انتقاداً إلى الذين يحاولون محاصرة الحكومة والشعب الفلسطيني قائلا: أقول ذلك في ظل الحصار المتصاعد على شعبنا وفي ظل القرارات الجائرة التي يتخذها الغرب والإدارة الأمريكية والاحتلال أقول أن هذا الحصار وهذه القرارات وهذا التضييق ومحاولات الخنق له هدف واحد وهو أن ينتزعوا منا الأوراق وان تسقط القلاع.

وأضاف: الحصار والقرارات الجائرة والتضييق ومحاولات الخنق له هدف واحد هو أن ينتزعوا من الحكومة الأوراق وأن تسقط القلاع ، مشددا على أن القلاع لن تسقط ولن يسقط حلمنا ولن يخطفوا منا الأوراق ولن يبتزوا منا الأوراق السياسية التي تمس الثوابت والحقوق الفلسطينيةquot;.

وأكد هنية على مواقف الحكومة الثابتة وتمسكها بالمبادئ التي طرحتها في برنامجها مضيف: بأننا لا نملك أن نتنازل أو نوقع على أي شيء يمس ثوابت وحقوق شعبنا، هذه الثوابت التي هل ملك لكل طفل فلسطيني، وللشهداء، والجرحى والمعتقلين والأسرى، هم ورثة الأمانة ونحن سنكون أوفياء لهذه الأمانة. وشدد على حرص الحكومة على تخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني وأضاف quot;لا ندعو لفتح حرب أو استمرار شلال الدماء ولكن ندعو لرفع الظلم والاضطهادquot;.