أسامة مهدي من لندن : اعلن رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري مقاطعة مؤتمر وزراء خارجية دول الجوار العراقي بالقاهرة غدا احتجاجا على تصريح للرئيس المصري حسني مبارك اتهم فيه الشيعة بالولاء لايران واكد انه لن يتخلى عن ترشحه لرئاسة الحكومة الجديدة مشددا على انه سيمضي بالترشيح الى نهايته وكشف عن رغبته في ان يكون رئيس الجمهورية عربيا سنيا وليس كرديا بينما اشار الرئيس جلال طالباني الى ان محاربة الارهاب تتطلب خططا سياسية واقتصادية وعسكرية واعلامية في وقت قال رئيس السن لمجلس النواب الجديد عدنان الباجة جي انه سيعلن غدا عن موعد استئناف اجتماعات المجلس المتوقفة منذ اربعة اسابيع .

واضاف الجعفري في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب اجتماع لمجلس الحكومة ناقش فيه تصريح مبارك ان شيعة العراق ليسوا بحاجة للدفاع عن عروبتهم لان تاريخهم يؤكد ذلك ومنهم تخرج اكبر العلماء والمفكرين والسياسيين والعراق هو مهد وبلد الحضارة العربية واشار الى انه العراقيين وقفوا ضد الاستعمار البريطاني عندما اراد ان ينصب حاكما اجنبيا على العراق عام 1918 واصروا على ان يكون الملك عربيا واوضح ان جميع اعضاء الوزراء من الشيعة والسنة والاكراد والمسيحيين رفضوا تصريح مبارك ولذلك قرروا مقاطعة اجتماع وزراء دول الجوار بالقاهرة غدا ولم يستجيبوا لراي قال انه يجب الحضور وتسجيل ملاحظات على التصريح .

واضاف ان العراق طلب من الحكومة المصرية تصحيح الخطأ الذي ارتكبه مبارك لكن الرد كان ضعيفا ولم يحمل اعتذارا وقال ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد اتصل به وطلب منه فصل المسارين : الجامعة ومصر والمشاركة في الاجتماع موضحا انه ابلغه بان القرار بالمقاطعة قد اتخذ ولارجعة عنه . واضاف ان العراق لا يستنكف من علاقاته مع ايران لانه يعتز بجميع علاقاته مع الدول المجاورة ولا يسمح مثلا تفسير العلاقة مع الكويت بانها سنية ومع تركيا بانها تركمانية .. وشدد بالقول ان الشيعة في العالم ولاءهم لاهل بيت النبي محمد وليس لايران وقال quot;اني متعجب ان ينطلق هذا التصريح من رئيس اكبر دولة عربية نعتز بها ونامل منها دعم العراق والعملية السياسية الجارية فيهquot; . واكد الجعفري ان العراقيين لايسمحون لانفسهم ان يكونوا جزءا من دولة غير العراق الذي يعتز بعلاقته معها ومع بقية دول الجوار الاخرى .. مشددا على عدم الرغبة في تصعيد الازمة مع مصر .

وحول الاعتراضات على ترشيح الائتلاف له لتشكيل الحكومة الجديدة قال الجعفري انه ماض في الشوط الى نهايته واضاف ان الشعب هو الذي اختاره من خلال اليات ديمقراطية quot; واذا عبر شعبي عن عدم رغبته في ترشحي فليس لدي أي خيار غير خيار الشعب quot;. واوضح انه لم يستجب لمطالب تخليه عن الترشيح لقناعته بانها غير دستورية quot; مشددا بالقول quot;لن اخضع للضغط وهذا موقف لن يتغيرquot; . لكنه اضاف انه اذا طلب مجلس النواب منه التخلي عن الترشح وفق اليات ديمقراطية فانه سيتخلى عن الترشيح . واعرب عن امله ان يستجيب الائتلاف لرغبة الجماهير التي اختارت اعضائه والتعامل مع الترشيح من هذا المنطلق .

وكشف الجعفري انه كان ابلغ الرئيس جلال طالباني عندما ترشح لرئاسة الجمهورية انه لايصلح للمنصب والافضل ان يتولاه سني عربي لاعتبارات داخلية واخرى عربية تحيط بالعراق لكنه اشاد به موضحا انه اذا اصر الاكراد على ترشيح طالباني للمرة الثانية ولم يرغب السنة بالمنصب فانه سيحترم الرغبة ويتماشى معها . واوضح ان وزارتي الداخلية والدفاع عبنت عشرات الحراس لتولي الاشراف على امن المساجد والحفاظ على حياة روادها .

وعلى الصعيد الامني بحث الرئيس طالباني مع قادة امنيين الاوضاع الامنية في البلاد والاجراءات المتخذة لحماية المواطنين وضرب الارهابيين .
وقال في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع ان القضاء على الارهاب يتطلب تنفيذ خطط سياسية وعسكرية واقتصادية واعلامية . واشار الى انه سياسيا يجب التواصل والحوار مع القوى الراغبة في القاء السلاح لاقناعها بالعملية السياسية ودمجها بها .. اما اقتصاديا فان الامر يتطلب تنفيذ مشاريع توفر عمل للمواطنين وتقضي على البطالة بين صفوفهم . واضاف انه على المستوى العسكري فانه يجب تعزيز القوات العراقية وتوسيع نشاطها بالتعاون مع سكان المناطق التي ينشط فيها الارهابيون للوقوف بوجههم .. واعلاميا توسيع حملات التوعية بمخاطر الارهاب والاضرار التي يلحقها بالبلاد وضرورة تعاون المواطنين مع السلطات للقضاء عليه .

ومن جهة اخرى اعلن عدنان الباجه جي رئيس مجلس النواب الاكبر سنّا ان مؤتمرا صحفيا سيعقد يوم غد الاربعاء للاعلان عن موعد استئناف جلسة المجلس الاولى المعلقة. وقال للوكالة الوطنية العراقية للأنباء quot;ان هناك مباحثات متواصلة بين الكتل السياسية حول تحديد موعد استئناف جلسة المجلس المتوقفة منذ السادس عشر من الشهر الماضي وبرنامجه المفترض ان يناقش موضوع ترشيح رئيس للوزراء متوقعا التوصل الى حلول توافقية للمواضيع العالقة قبل انعقاد الجلسة المرتقبة .