طالب رئيس الوزراء الإيطالي، سلفيو برلسكوني، بمراجعة بطاقات اقتراع quot;فيها مخالفاتquot;، وذلك في معرض رفضه لقبول فوز رومانو برودي في الانتخابات العامة في إيطاليا. ويصر برلسكوني، زعيم ائتلاف يمين الوسط، على الانتظار حتى تراجع مجموعة من 43 ألف بطاقة اقتراع نحيت جانبا للتدقيق فيها.

وقال برودي، الذي يقود ائتلاف يسار الوسط المعارض: quot;كان النصر واضحا في مجلسي البرلمانquot;. وأعلن أن محادثات بشأن التشكيلة الوزارية قد تجري في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وقد أُعلِنَ رسميا عن فوز برودي في الانتخابات التي شهدت تنافسا حادا وتقاربا كبيرا بين طرفي السباق.وقد رفض برودي اقتراح برلسكوني بتشكيل ائتلافواسع لحكم البلاد، ورأى أن بمقدوره تولي الحكم بالأكثرية التي فاز بها في الانتخابات العامة. وقد تأكد فوز برودي بأغلبية الأصوات في مجلس الشيوخ الإيطالي بعد تأكد فوزه بأغلبية أيضا في مجلس النواب، لكن برلسكوني أعلن رفضه الاعتراف بالهزيمة مشيرا إلى حدوث تجاوزات.

وكانت آخر النتائج قد أظهرت فوز ائتلاف برودي بـ49.8% من الأصوات مقابل 49.7% لائتلاف برلسكوني في مجلس النواب المؤلف من 630 مقعدا.كما حصل برودي على أغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ إذ فاز بـ 158 مقعدا مقابل 156 لبرلسكوني.

وتصر وزارة الداخلية على أن النتائج لا تزال تنتظر أن تقرها أعلى محكمة في إيطاليا، وأن لجنة الانتخابات في البرلمان يتعين عليها البت في أي طعون مقدمة.

وقد تستغرق مراجعة بطاقات الاقتراع أسابيع، ووصف أنصار برودي هذه الخطوة بأنها غير مسؤولة. لكن برودي يمضي قدما في خططه لتشكيل حكومة، لكنه قال إنها لن تتم إلا عقب الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في أيار (مايو) المقبل. وقال برودي من روما في مقابلة مع القناة الأولى بالإذاعة الإوروبية: quot;لقد فزنا. كان يوما صعبا، لكنه كان جيدا.quot;

وصدرت النتائج النهائية بعد ليلة مثيرة اكتنفها الغموض وتضاربت فيها التوقعات، التي استندت إلى استطلاعات لآراء الناخبين خارج مراكز الاقتراع وإلى إحصاءات جزئية. وأعلنرئيس فريق المراقبين من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، بيتر أيتشر أنه يبدو أن هناك مخالفات تشمل quot;عددا كبيرا من بطاقات الاقتراع الفارغة أو غير الصحيحة أو المشكوك فيها.quot;و لكنلم يوجه أيتشر اتهامات إلى أي من الجانبين، لكنه قال أيضا إنه تساوره شكوك بشأن التأخير في تبني قوانين انتخابية جديدة والتغطية غير المتوازنة من قبل بعض وسائل الإعلام الإيطالية.

ويعتقد أن الائتلاف الذي يقوده برودي، وهو رئيس سابق للمفوضية الأوروبية ولمجلس الوزراء الإيطالي، فاز بالانتخابات في مجلس النواب بفارق 25 ألف صوت فقط. لكن التعديلات في قانون الانتخابات تقضي بأن من يفوز في الانتخابات في مجلس النواب يحصل على أغلبية تكفل له العمل هناك، حتى إن كان الفارق ضئيلا.