بهية مارديني من دمشق: اعتبر مسؤول بعثي سوري ان تيري رود-لارسن مبعوث الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان، المكلف بمتابعة تطبيق القرار 1559، تجاوز المهمة المكلف بها ، مؤكدا انه كان من المتوقع ان يقوم لارسن بالدور الاحتياطي للخط الاميركي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وتداعياتها ، ولكن في المرحلة الماضية توضحت بعض الامور والادعاءات التي استندت على ان سورية محبطة وراينا ان لارسن تجاوز المهمة التي كلف بها ليقوم بدور اخر وهو الانضمام المكشوف للدور الاميركي فنفذ عدة زيارات وتصريحات غير متوازنة وكان اخرها التقرير الراهن الذي قدمه واكد على موضوعات ترسيم الحدود وفتح السفارات وهي ذات شان لبناني سوري فقط .

وراى الدكتور احمد الحاج علي عضو لجنة تطوير حزب البعث الحاكم في سورية والمستشار السابق لوزير الاعلام السوري في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; انه من الواضح الان ان لارسن يريد دعم الخط المناهض لسورية وهكذا طرح نفسه جسرا بين القرار السياسي الاميركي في واشنطن وتصرفات المجموعات المعادية لسورية في لبنان وتبنى بطريقة مكشوفة تصريحات تسهم في الاختلاط والتازيم ولاتساعد على كشف الحقيقة ولاتنتج من شانها اثارا تخدم مصلحة البلدين فاعطاء الاهمية لهذه المواضيع من موقع دولي يفترض ان يكون على درجة عالية من الحيادية والمسؤولية وهو سيشكل ذريعة يحتمي بها مؤيدو الفتنة والباحثون عن زيادة الضغط على سورية فسيتحول لارسن الى عامل توتر بدلا من التحكيم العادل والعمل بروح الموضوعية .

واضاف الحاج علي quot;وفي كل الاحوال ليس الامر مفاجئا لان السياسة الاميركية مازالت تعمل بمنطق الهيمنة على المؤسسات الدولية ومازالت تدعم الشخصيات التي تمتثل لمنطقها وتنفذ سياساتها ضد المصلحة العربية عموما وضد المصلحة السورية خصوصاquot;.

وكان لارسن قد دعا دمشق في تقريره اليوم الذي قدمه الى كوفي انان الامين العام للامم المتحدة الى التعاون مع بيروت لترسيم حدودهما وفتح سفارات في كل من البلدين، وفي تقريره الثالث الى مجلس الامن، مرحبا بالاتفاقات التي اسفر عنها الحوار بين اللبنانيين ، معربا عن اسفه لان عملية الانتخابات الرئاسية اللبنانية لم تبدأ بعد واكد لارسن انه مع هذه الاتفاقات quot;ومع مبادراته للعمل بطريقة فعالة وبناءة مع دمشق، مد لبنان الموحد اليد الى سوريا وادعو سوريا الى قبول هذا العرض واتخاذ تدابير وخصوصا لفتح سفارات وترسيم الحدود بينها وبين لبنانquot; ، وحث دمشق على الاتفاق مع بيروت على الترسيم في قطاع مزارع شبعا المتنازع عليه والذي تحتله اسرائيل، واضاف ان عقد هذا الاتفاق quot;سيشكل خطوة اساسية نحو اضفاء طابع رسمي على العلاقات بين البلدين ونحو اعادة تأكيد سيادة ووحدة اراضي لبنان واستقلاله السياسي، وكذلك نحو التطبيق الكامل لبنود القرار 1559quot;.

ووجه لارسن quot;نداء ملحاquot; لتطبيق اتفاق الطائف في 1989 الذي يدعو، على غرار القرار 1559، الى نزع سلاح الميليشيات اللبنانية والاجنبية في لبنان ودعا quot;جميع الاطراف القادرة على التأثير على حزب الله والميليشيات الاخرى الى دعم التطبيق الكامل للقرار 1559quot; ، كما دعا سوريا الى ان تتخذ بصورة عاجلة، على غرار لبنان، quot;تدابير لوقف تسرب الاسلحةquot; عبر حدودهما.

وراى لارسن بأن التوتر ما زال يسود لبنان منذ تقريره السابق، واضاف quot;الاحظ بارتياح ان الهجمات الارهابية واعمال التهديد قد تدنت مقارنة بالفصل السابق. الا ان جوا عاما من الخوف وانعدام الامن ما زال سائداquot;. واضاف انه اذا كان لبنان قد احرز تقدما في تطبيق القرار 1559، فان كافة بنوده لم تطبق بعد، ولاسيما منها بسط سلطة الحكومة اللبنانية على كافة اراضي البلاد.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد بحث في اتصال هاتفي اجراه مع السكرتير العام للامم المتحدة امس quot;تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط لاسيما في كل من لبنان والعراقquot;. وقال بيان رئاسي انه جرى خلال الاتصال الذي اجراه الاسد ، قبيل التقرير الذي رفعه لارسن الى عنان حول تنفيذ هذا القرار 1559 بساعات ، quot;التعبير عن الامل في ان تسهم الجهود المبذولة بتخفيف التوتر في المنطقةquot;.