بشار دراغمه من رام الله: كشفت تحقيقات إسرائيلية عن أن خلل في اتخاذ القرارات لدى طبيب رئيس الوزراء الإسرائيلي اراييل شارون، اوصل الأخير إلى هذه الحالة الصحية الصعبة التي لم يعد أي أمل في عودته إلى طبيعته. وبحسب هذه التحقيقات فان شارون وصل على المستشفى بعد ساعتين من شعوره بوعكة صحية وبعد ساعة من الجلطة الدماغية التي أصابته. وحمل هذا التحقيق الدكتور شلومو سيغيف وهو طبيب شارون الخاص المسؤولية الكاملة عن وضعه الحالي.

وبحسب التحقيق الذي من المقرر أن تنشره القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة فإنه بعد شعور شارون بسوء في حالته الصحية اتصل نجله جلعاد بالطبيب سيغيف وطلب منه الحضور من تل أبيب إلى مزرعة شارون في جنوب إسرائيل.

وتم نقل شارون إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس بطلب من نجله وليس إلى مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع القريبة من مزرعة شارون. وكان أطباء شارون قد أشاروا مرارا في الأشهر الماضية على أن الوقت هو عامل مصيري لمرضى في حالة شارون.

ورافق الدكتور سيغيف شارون في سيارة الإسعاف وتبين أن حالته تدهورت بشكل خطير في الدقائق العشر الأخيرة قبلا وصوله إلى المستشفى في القدس.
وأفاد التحقيق الصحفي بأن رئيس الشاباك يوفال ديسكين يعكف في هذه الأثناء على إعادة فحص الأنظمة القائمة حاليا في وحدة حراسة الشخصيات أثناء مرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل فجائي.

وبحسب الأنظمة الحالية فإن الطبيب الخاص لرئيس الوزراء هو أرفع شخصية تملك صلاحية اتخاذ القرار وقد أدى ذلك في حالة شارون إلى تأخير نقله إلى المستشفى بأكثر من ساعة. وتبين من التحقيق الذي نشرت صحيفة هآرتس تفاصيل منه أيضا أن نقل شارون إلى مستشفى هداسا في القدس وليس إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع جاء متناقضا مع الاستعداد المسبق لطبيب وحدة حراسة الشخصيات التابعة للشاباك الذي يقضي بنقل شارون إلى سوروكا في حال مرض مفاجيء أو محاولة اغتياله.

وقال رجل الإسعاف الذي يرافق شارون بصورة دائمة وكان أول من فحصه إنه علم من الفحص الأولي بأن شارون أصيب بجلطة دماغية بسبب تلعثمه في الكلام وارتفاع ضغط دمه.وأجرى المسعف اتصالا هاتفيا مع طبيب شارون بعد الفحص الأولي الذي أجراه لكن الدكتور سيغيف طلب منه عدم فعل شيء وانتظاره كما أن طبيب الشاباك طلب من المسعف الانصياع لأوامر الدكتور سيغيف. لكن الدكتور سيغيف نفى أن يكون المسعف قد أبلغه بتفاصيل حالة شارون وأنه لم يطلب عدم نقل شارون إلى المستشفى وانتظار حضوره إلى المزرعة. وقبل وصول الدكتور سيغيف إلى المزرعة أغمي على شارون ما اضطر المسعف إلى اتخاذ قرار بنفسه لنقل شارون إلى المستشفى وعدم انتظار الدكتور سيغيف.