تضمنت أخطاء نحوية ومواعظ للعودة إلى الله
قراءة في رسالة أحمدي نجاد إلى بوش

في إيلاف أيضا

نص رسالة نجاد كما أرسلها إلى بوش

ايران قادرة على الدفاع عن حقوقها

الحصف الاصلاحية الايرانية تنتقد لهجة رسالة

بلقيس دارغوث من أبو ظبي: بأسلوب تنظيري ووعظ ديني، خاطب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد نظيره الأميركي جورج بوش داعيا إياه للاحتكام إلى النصوص والقواعد التي نصتها الأديان السماوية الثلاث من أجل حياة أفضل. وقال نجاد في الرسالة التي أرسلها إلى البيت الأبيض عبر وساطة سويسرية، إن سياسية بوش الخارجية والحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في عهده، وتعذيب المعتقلين في سجونه، لا تتفق أبدا مع التعالميم المسيحية التي يؤمن بها بوش.

وفيما خلت الرسالة من أي إشارة لأي حل يخص الأزمة النووية والتي توقع الجميع أن تتضمن مبادرة لحلحلة الأمور، إقترح نجاد على بوش التخلي عن السياسية الليبرالية والعلمانية والتوجه نحو التعاليم الدينية عبر الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم والتركيز على فكرة أن quot;أهل الكتابquot; سواء كانوا إسلاميين أو مسيحيين أو يهود يعبدون إلها واحدا أرسل تعاليم مقدسة للسلام والتعايش.

وكان مصدر في الأمم المتحدة سرب نص لرسالة الحرفي إلى وسائل الإعلام الأجنبية أمس ليلا.

وفي قراءة للرسالة التي تألفت من 3918 كلمة وتضمنت عددا من الأخطاء النحوية في بعض صفحاتها الـ18، رأى بعض المراقبين أنها نافذة على آراء وأفكار إيران نجاد والتساؤلات التي يحملها الإيرانيون عن السياسات الأميركية وامتعاضهم من بعضها رغم خلوها من اقتراح واحد يتعلق بالأزمة الراهنة وفق ما أدلى المسؤولون الإيرانيون قبل يومين.

واتسمت الرسالة بطابع شخصي يعكس انتماء وتوجهات نجاد الدينية أكثر منها رسمية، وحملت أسئلة عديدة عن أسباب التوتر في الشرق الأوسط سواء في فلسطين أو في العراق وأسباب ازدياد كراهية الأميركيين من قبل المسلمين، كما تطرقت لوجود إسرائيل في المنطقة منذ 60 عاما بـquot;الغصب والاحتلالquot; ، وتحدث نجاد عن تداعيات الحرب الأميركية في العراق والخسارة المادية التي تلحق بالجيش الأميركي.

وفي إشارة موجهة الى الرأي العام الأميركي المعارض للحرب، تساءل نجاد عن مصير الأموال التي يدفعها المواطنون الأميركيون كضرائب مقابل تأمين الحماية والعيش الكريم في الوقت التي تصب هذه الأموال في آتون quot;الحرب على الإرهابquot; والتي لم تفلح حتى الآن بالقبض على منفذي 11 أيلول ولا بتحقيق الأهداف المرجوة في العراق..

وقدم نجاد نفسه على أنه رافع لواء المظلومين ضد الظالمين معتبرا أن هذه السياسة هي التي أكسبته شعبية في إيران وفي دول أخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى أميركا اللاتينية.

وتشكل الرسالة مبادرة هامة نظرا لأنها أول احتكاك مباشر بين رئيسين إيراني وأميركي منذ عام 1979.

يلاحظ أن الرسالة خلت من التعابير الإيرانية المعهودة التي تصف أميركيا بالـ quot;الشيطان الأكبرquot;، بل حاولت أن تجد أرضية مشتركة ومنطلقا مشتركا لبدء حوار.