طهران: اثار قرار الرئيس الايراني احمدي نجاد عدم تطبيق اجراءات صارمة تلزم النساء باحترام اكبر لارتداء الحجاب والسماح لهن بدخول مدرجات الملاعب الرياضية تشكيكا ولوما من جانب علماء الدين الايرانيين والنواب المحافظين.
واثار احمدي نجاد الذي انتخب رئيسا لايران على اساس برنامج محافظ في 2005 مفاجاة الاحد الماضي عندما اعتبر انه quot;ليس هناك من حاجة لاستعمال وسائل سلطوية لنشر ثقافة الحجابquot;. وجاء تصريح نجاد بعد بضعة ايام فقط على الاعلان عن حملة امنية في هذا الاتجاه.
في اليوم التالي للاعلان عن الحملة اعطى نجاد الامر بالسماح للنساء quot;بالجلوس في افضل المواقع للتمتع بالمباريات الوطنية المهمة مع احاطتهم بالاحترامquot;. ويكسر هذا القرار احدى المحرمات التي تفتقر الى اي قاعدة شرعية وفرضت بعد انتصار الثورة لاسلامية في 1979.
وقال الصحافي عيسى سهركيز المؤيد للاصلاحيين لوكالة فرانس برس ان quot;احمدي نجاد اراد اشاعة جو من الارتياح وخلق تيار شعبي لصالحهquot;.
واشارت منظمة التربية البدنية التي يديرها احد المقربين من نجاد الاربعاء ان quot;الخطة التي تقضي بالسماح للنساء بالدخول الى المدرجات لا تعني سوى العائلاتquot; ودخول النساء بمفردهن الى المدرجات يبقى ممنوعا نظريا. وقال احد النواب في البرلمان الذي يسيطر عليه المحافظون المؤيدون للرئيس الايراني الى ان quot;وجود النساء في المدرجات يتناقض مع القيم الاخلاقية والاجتماعية الاسلاميةquot;.
وساهمت الصحف المحافظة في هذه الانتقادات، اذ رأت quot;جمهوري اسلاميquot; ان القرار المتعلق بالحجاب quot;متسرعquot; لا سيما وسط quot;الحالة غير المقبولة السائدة حاليا والتي تخضع الناس للانحلال الصرفquot;. اما quot;كيهانquot; فقد تساءلت في ما يتعلق بقضية المدرجات الرياضية quot;كيف اعتبر وجود النساء ضروريا في هذا الجو الفاسد وغير الاخلاقي؟quot;.
وكشف المتحدث باسم اية الله مصباح يزدي الذي يعتبره البعض الاب الروحي للرئيس الايراني، انه دعاه الى العودة عن قراره. واصدر ايه الله العظمي محمد فاضل لنكاراني مرسوما اعتبر فيه ان quot;تواجد النساء في مجمعات رياضية تستقبل جمهورا من الجنسين غير مسموحquot;، موضحا انه quot;بحسب الاجتهاد يمنع على النساء النظر الى اجساد الرجالquot;.
كما فاجأ اعلان الرئيس الايراني حتى اوساط السفارت الاجنبية في طهران. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته quot;من الممكن ان يكون الرئيس اعتمد استراتيجية بارعة في المجال الاجتماعي بينما يتم تشديد القبضة في مواجهة اي محاولة معارضة جديةquot;. وبذلك يكون الهدف من قرار احمدي نجاد الحصول على تأييد شعبي واسع بينما يتعرض النظام لضغط خارجي قوي بسبب البرنامج النووي الايراني.
واعتبرت المدافعة عن حقوق المرأة محبوبة عباس غولي زاده ان الحكومة quot;تتصرف وفق حسابات بارعة مع هذا القرار المفاجئ من الرئيس الذي ظهر في خضم الازمة النوويةquot;. ورأت في قرار احمدي نجاد تصرفا مسؤولا يريد ان يظهر من خلاله بصورة quot;الشرطي الصالحquot; مقابل quot;انصار اللجوء الى القوةquot; بهدف فرض احترام النظام الاخلاقي. ورأى مثقف ايراني طلب عدم الكشف عن هويته ان قرار الرئيس quot;مقلقquot; لانه يعكس quot;رغبة واضحة بتجاوز المؤسسات السياسية والدينية وخلق صلة مباشرة مع الشعبquot;.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
- آخر تحديث :
التعليقات