واشنطن: وصل الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الىواشنطن اليوم فى زيارة للولايات المتحدة الاميركية يلتقى خلالها مع عدد من كبار المسؤولين الاميركيين. وسيرأس خلال الزيارة وفد المملكة العربية السعودية فى اجتماعات اللجنة السعوديةالاميركية للحوار الاستراتيجى التى ستعقد اجتماعها الثانى يومالخميس فى مقر وزارة الخارجية الاميركية حيث سيرأس الجانب الاميركى وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس.

وكانت اللجنة التى تم الاتفاق على تشكيلها خلال اجتماع قمة كرافورد بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الاميركى جورج دبليو بوش فى الخامس والعشرين من شهر ابريل 2005م قد عقدت اجتماعها الاول فى مدينة جدة فى الثالث عشر من شهر نوفمبر الماضى. وستبحث اللجنة خلال اجتماعاتها يوم غد الخميس مجالات التعاون الاستراتيجى فى النواحى السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية والثقافية والاجتماعية والعلمية وغيرها من مجالات التعاون بين البلدين الصديقين. واوضح الامير تركى الفيصل سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الاميركية أن اجتماعات اللجنة ستناقش جملة من القضايا الاستراتيجية التى تهدف الى استمرار وتعزيز التعاون الثنائى بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية فى عدد من المجالات بما فى ذلك مكافحة الارهاب وتعزيز التعاون العسكرى والامنى والاقتصادى والتبادل العلمى والثقافى والتعاون فى مجال الطاقة بالاضافة الى القضايا الدولية محل الاهتمام المشترك.

و في مقابلة صحفية مع عدد من وسائل الاعلام الاميركية، اوضح صاحب الامير الفيصل ان الولايات المتحدة الاميركية ستطلق سراح 16 معتقلا سعوديا من قاعدة جوانتانمو باى خلال الايام القليلة القادمة. واشارالى ان المملكة ستقوم بالتحقيق مع أولئك المعتقلين لدى وصولهم واطلاق سراح من لم تثبت عليه أى تهمة واحالة الاخرين الى القضاء. وأكد فيما يتعلق بالملف النووى الايرانى ان المملكة العربية السعودية تأمل فى التوصل الى حل دبلوماسى مشيرا الى انه فى ذلك الخصوص فان مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيوفد خلال الايام القليلة القادمة معالى وزير خارجية سلطنة عمان للاجتماع مع المسئولين الايرانيين للتباحث حول تلك المسألة موضحا سموه أنه من غير المعقول أن لا يتم فعل شيء بخصوص الملف النووى الايرانى وترك الامور تتدهور.

واعرب الأمير الفيصل عن أمله فى أن تنضم ايران الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية فى سعيها لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية. كما أعرب عن أمله فى أن تقوم ايران بدور ايجابى فى العراق يدعم وحدة أراضيه واستقراره.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد الامير سعود الفيصل ان المملكة العربية السعودية تعتقد أن سياسة تجميد تقديم المساعدات للفلسطينيين هى سياسة خاطئة لانها لن تعمل الا على تشجيع تزايد التطرف وتحول مواقف القاعدة الشعبية المؤيدة لعملية السلام. واوضح ان اللجنة الرباعية لعملية السلام فى الشرق الاوسط توصلت خلال اجتماعها الاخير فى العاصمة البلجيكية بروكسل الى الية لايصال المساعدات الى الفلسطينيين. وقال اننا نأمل رغم عدم معرفتنا بتفاصيلها بعد فى أن تكون تلك الالية فعالة وفورية لايصال المساعدات الى المناطق المحتاجة لها فى الاراضى الفلسطينية. واكد الامير سعود الفيصل كذلك أهمية مواصلة الحوار مع الحكومة الفلسطينية لان ذلك هو السبيل الوحيد الممكن لاقناعهم بتغيير مواقفهم تجاه عملية السلام. وأعرب أن هناك الان بداية جديدة مع الحكومة الفلسطينية الجديدة ويجب استغلالها قبل ان تتخذ مواقف ثابته يصعب التعامل معها. واشار الى ان الحكومة الفلسطينية أعلنت أنها مستعدة للالتزام بفترة طويلة من عملية وقف اطلاق النار طالما استمرت مفاوضات السلام. كما أعرب عن قلقه من الخطة التى أعلنت عنها اسرائيل للانسحاب من بعض المستعمرات الاسرائيلية فى الضفة الغربية لانها لن تؤدى سوى الى تشتيت الانتباه عن خطة السلام خارطة الطريق وعن مبادرة السلام العربية التى اقترحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002م عندما كان وليا للعهد وتبنتها قمة بيروت العربية بعد ذلك.

واوضح فيما يتعلق بعودة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الامريكية وليبيا ان المملكة العربية السعودية ليس لديها تحفظات على عودة تلك العلاقات. وطالب كذلك فيما يتعلق بجهود القضاء على الارهاب بانشاء مركز دولى لمكافحة الارهاب يعمل على تنسيق الجهود الدولية فى ذلك الخصوص.