شخصيات فلسطينية تدعو إلى عدم اعتبار الحوار الداخلي مظاهرة إعلامية
هنية: حكومتنا لا تمر بأزمات ومن لم يعترف بنا يمر بمأزق

بشار دراغمه من رام الله: قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن الحكومة الفلسطينية لا تمر بمأزق ولا يوجد لديها أزمة. موضحا أن من يمر بظروف صعبة ومآزق هي الجهات التي ترفض الاعتراف بالحكومة التي جاءت على أساس ديمقراطي. جاء ذلك خلال التقرير الذي أعدته المؤسسة الفلسطينية للإعلام و بإشراف الإعلامي غازي أبو كشك المتخصص بالشؤون الفلسطينية. وتلقت (إيلاف) نسخة من هذا التقرير الذي خصص للحديث عن الحوار الوطني المرتقب. وقال هنية:quot; لقد رحبنا بالدعوة إلى حوار وطني شامل وطالما رحبنا ونرحب بأي حوار فلسطيني، ولكن لكي ينجح هذا الحوار ويخرج بنتائج ملموسه يجب أن يتم التحضير له بشكل جيد والاتفاق على كافة الملفات والقضايا ولنعرف ما هو المطلوب من المفاوضات لأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بتظاهرة إعلامية تحت مسمى حوار وطنيquot;.

ودعا أطراف الحوار الفلسطيني إلى عدم الانطلاق في الحوار الوطني المرتقب من موقع الإشارة إلى وجود أزمة لدى الحكومة الفلسطينية مؤكدا أن الحكومة لا تمر بأزمة؛ فهي حكومة منتخبة ولا تمر بمأزق ، ومن يمر بمأزق هو الأطراف الأخرى التي لا تريد الاعتراف بالشعب الفلسطيني.
من جهته قال رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك أن مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني سينطلق في الرابع والعشرين من أيار الجاري في مقر المقاطعة بمدينة رام الله.

وشدد الدويك على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة العصيبة، مشيرا إلى انه بادر شخصيا الى عقد مؤتمر الحوار الوطني المقرر في الرابع والعشرين من أيار الحالي، موضحا أن هذا المؤتمر سيبدأ في مقر الرئيس محمود عباس في المقاطعة بمدينة رام الله، ومن ثم سينقل إلى مقر المجلس التشريعي حيث سيحضره 800 شخصية فلسطينية، وسيتم الربط بين رام الله وغزة بواسطة نظام الفيديو كونفرنس، بهدف إشراك جميع الشخصيات والقوى في هذا المؤتمر. وتطرق الدويك في حديثه الى تصريحات أفيغدور ليبرمان زعيم حزب quot; اسرائيل بيتناquot; اليميني المتطرف، وقال: إنها تصريحات تنم عن العنصرية والكراهية وتهدف الى تهجير شعبنا من مدنه وقراه في مناطق الجليل والمثلث والنقب. واعتبر لؤي عبده مفوض التوجيه السياسي و الوطني ، و القيادي البارز في حركة فتح أن الجميع بشوق لرؤية إنطلاقة الحوار الوطني على الساحة الفلسطينية على أن يكون بمشاركة الأمناء العامون للفصائل و الاحزاب و الرئاسة الفلسطينية , لإتخاذ قرارات هامة و سريعة , تضمن حماية الجبهة الداخلية و الحفاظ على وحدة وقوى الشعب الفلسطيني , لأن العدو الخطير الاحتلال الاسرائيلي سيمرر مشروعه العنصري و تدمير المشروع الوطني , بحالة واحدة و هي تفتت و تشرذم الجبهة الداخلية الفلسطينية .
إن الحوار الوطني إن لم يعقد على مستوى الصف الأول و رؤساء القوى الوطنية و السياسية , فسيبقى مشكوكا بنتائجه و دوافع أطرافه .

وقال عبده أن الحوار يجب أن يشمل مصير و مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية , و إمكانات تفعيلها و ترتيب صفوفها دون شروط مسبقة بل مصلحة شعبنا أولا و أخيرا. ومستقبل ووضع السلطة الوطنية الفلسطينية و محاولات الدفع الجارية و التجاذب و التنافر و التي تعود على الفلسطينيين بالضرر و الأذى إذا ما توقفت تلك الأحداث الجارية في غزة . ودعا إلى تقييم شجاع لوضع المقاومة الفلسطينية من كافة النواحي و اثرها الحالي على المستقبل و الوضع القائم في ظل الحصار الخطير و الخلافات حولها و عليها . واعتبر عبدة أن الحوار يجب أن يبحث العلاقات العربية و الاسلامية و الدولية و أهميتها و ضروراتها للحفاظ على القضية الوطنية الفلسطينية , لأن القضية اليوم تواجه تحديات كبيرة و هناك من يدفع لدخولها في صراع المحاور الدولية واضاف: quot;المشروع الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 ،و عاصمتها القدس الشريف ، و عودة اللاجئين حسب الشرعية الدولية و القرار 194 و أهمية الاجماع على ذلك .

هذه هي القضايا الهامة و الكبرى التي يجب على كل فئات و أطياف الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج الالتزام بها ، و الحفاظ على قرار شعبنا و سلطتنا الوطنية ، قرارا واحدا و موقفا واحدا لأن هذا هو الطريق الممكن الذي يجب أن نسلكه في مواجهة التحديات و الأعداء و المتامرين على حقنا بتقرير المصيرquot; . واعتبر هاني المصري الكاتب و المحلل السياسي أنه قبل عدة ايام على إنطلاق الوطني يتزايد الاستقطاب الحاد و الاحتقان الشديد بين حركتي فتح و حماس ، و الرئاسة و الحكومة بصورة تنذر بأن المأزق الفلسطيني مرشح لإنفجار داخلي كبير قد تكون له و على الأغلب أن تكون له أذار مدمرة على الشعب الفلسطيني و قضية العادلة ن الله يكون في عون المتحاورين هذا اذا بدأ الحوار فعلا ، فعلى خلفية حول تشكيل و عمل القوة الأمنية الموازية أو المساندة ، حسب تعدد وجهات نظر و بعد صاعق التفجير المتمثل بإعلان وزير الداخلية سعيد صيام مباشرة القوة التنفيذية مهماتها في ظل ما وصفه تباطؤ الأجهزة الأمنية و تقاعسها عن تنفيذ الأوامر الصادرة اليها ، و استمرار حالة الفلتان الأمني و بعد قرار الرئيس نزول الشرطة و الأجهزة الأمنية الى الشارع لتولي مسؤولياتها و منع أي أجهزة أخرى غير شرعية من القيام بمهمات أمنية ، اصبح الانفجار الكبير مسالة وقت لا أكثر .

وأضاف المصري: quot;فوزير الداخلية أعلن أن تشكيل القوة الأمنية تم وفقا للقانون و بالاتفاق المباشر مع الرئيس و أيده في ذلك رئيس الحكومة و حركة حماس و كتلتها في التشريعي و أوساط واسعة من الجماهير و أفراد و ضباط من الأجهزة الأمنية التاعبة لوزارة الداخلية ، و الرئيس أعلن أن هذه الخطوة غير قانونية و لم تتم بالتشاور معه و أنما شكلت تحديا مباشرا لصلاحياته و هيبته و ايد الرئيس في موقفه حركة فتح و كتلتها في التشريعي و أوساط واسعة من الجماهير بما فيها إلتزام الأجهزة الأمنية بقراره النزول الى الشوارع و الاستعداد لضبط الأمن فيهاquot; .

وقال يوسف حرب القيادي في حركة فتح ان كل القوى يجب أن ترتق الى درجة المسؤولية العليا للشعب الفلسطيني و مصالح الوطنية لرفع الحصار الجائر الذي يفرضه الاحتلال بشكا عام و محافظة نابلس بشكل خاص وقال:quot; و عليكم بالوحدة الوطنية الحقيقية التي هي صمام الأمان و السياج لثوابتنا و دولتنا .
أما الدكتور نهاد الأخرس القيادي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين . فقال: quot;يبدأ في 25 من الشهر الحالي الحوار الوطني الفلسطيني الفلسطيني الذي بدأ متأخرا و الذي كان مفترضا أن يستمر مباشرة عبر سلسلة من الحوارات بعد لقاء القاهرة الذي جمع كل الفصائل الفلسطينية و نتج عنه وثيقة في غاية الأهمية بلورة توصيات من ابرزها تشكيل لجنة لوضع الاليات مكونة من الرئيس ابو مازن و الأمناء العامون عن الفصائل و رئيس المجلس الوطني و التشريعي و أعضاء اللجنة التنفيذية و مستقلونquot; .

وعبر الأخرس عن أمله بان يكون الحوار القادم قادرا على الوصول الى برنامج سياسي مشترك يجلعنا قادرين على مواجة الاستحقاقات القادمة و في طليعتها فك الحصار الظالم و التقدم خطوة الى الأمام لتحقيق أهدافنا الوطنية الذي لا يتحقق إلا بالوحدة الوطنية الحقيقية المرتزكة على برنامج مشترك يرقى الى تشكيل حكومة إئتلاف وطني فلسطيني .