واشنطن: غادر الرئيس الاميركي جورج بوش مساء اليوم العراق في ختام زيارة خاطفة لم تستغرق سوى بضع ساعات.وغادر بوش العراق على متن الطائرة الرئاسية الاميركية بعد ان انهى اول زيارة له الى العراق منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2003 اي بعد اشهر قليلة على الاجتياح الاميركي للعراق.والتقى الرئيس بوش رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي واكد له الدعم الاميركي لحكومته، مع تشديده على ان مستقبل العراق بات بايدي الحكومة العراقية الجديدة.كما تفقد الرئيس بوش بعض الجنود الاميركيين.

و شكر الرئيس الاميركي جنوده على ما يبذلوه من quot;تضحياتquot; في العراق.قال بوش امام الجنود الاميركيين في العراق quot;احمل اليكم تحيات امة تعترف لكم بالجميلquot; مضيفا quot;اشكركم لانكم تصنعون التاريخquot;.

وفي معرض تعليقه على انتشار القوات لفترة طويلة في العراق اكد الرئيس الاميركي quot;ادرك مدى قسوة هذا الانتشار و انه صعب عليكم وعلى عائلاتكمquot;.
واضاف بوش quot;اول ما اريد ان اقوله لكم هو ان الشعب الاميركي شديد التقدير لكم وانا احمل لكم تحياته وشكره لما تقدموه من تضحيات انتم واسركمquot;.

من جهة اخرى اعرب بوش عن ثقته في الجنرال جورج كايسي قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق وفي سفير الولايات المتحدة في بغداد زلماي خليل زاد.وقال quot;من بين الامور التي اريد انجازها هو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب للقيام بالمهام الصعبة ولا يمكنني ان اعثر على قادة مثل زلماي خليل زاد والجنرال كايسي لانجاز هذا المجهود المهمquot;.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الاميركية ان الزيارة المفاجئة التي قام بها بوش الى العراق تعبر عن وقوف الولايات المتحدة الى جانب الشعب العراقي ودعمه في اعادة بناء وطنه. وقال المتحدث باسم الوزارة شون ماكورماك خلال لقاء مع الصحفيين أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي quot;ملتزم بمسألة تحمل العراقيين المزيد من المسؤوليات في كافة المجالات ولا سيما النواحي الامنيةquot;.

واعتبر ماكورماك ان الظهور المشترك للرئيس الاميركي ورئيس الوزراء العراقي في بغداد يؤكد الشراكة القائمة بين الحكومتين. واشار الى ان محاربة الارهاب والارهابيين في العراق تعد من مسؤوليات الحكومة تجاه شعبها معتبرا ان الارهابيين سيستمرون في محاولاتهم لعرقلة العملية السياسية والديمقراطية ومنع الشعب العراقي من احراز اي تقدم.

وذكر المتحدث أنه كان من المتوقع ان يقدم كل من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد شهادة امام الكونغرس في وقت لاحق من اليوم حول الاوضاع في العراق مضيفا ان رايس كانت ستجيب عن أسئلة تتعلق بخطط الادارة لدعم الحكومة الجديدة والشعب العراقي.

صورة الولايات المتحدة في العالم تزداد سوءا

على صعيد آخر، ازدادت صورة الولايات المتحدة سوءا في العالم عام 2006 وفقا لدراسة سنوية للراي العام اجراها مركز بيو الاميركي للابحاث في 14 دولة ونشرت نتائجها اليوم الثلاثاء في واشنطن.واوضحت الدراسة ان حرب العراق ووجود القوات الاميركية في هذا البلد ما زال يؤثر سلبا على صورة الولايات المتحدة في الدول الاسلامية وكذلك في دول حليفة لواشنطن مثل اليابان.

وفي فرنسا ابدى 39% من الذين شملهم الاستطلاع رايا ايجابيا في الولايات المتحدة مقابل 43% عام 2005 و60% عام 2000. وفي المانيا انخفضت النسبة الى 37% هذا العام مقابل 41% عام 2005 و78% عام 2000 وفي روسيا بلغت 43% مقابل 52% عام 2005.

وسجل اكبر تراجع في خلال عام في اسبانيا: فقد بلغت نسبة ذوي النظرة الايجابية في الولايات المتحدة 23% مقابل 41% عام 2005 و50% عام 2000.وفي بريطانيا سجلت صورة واشنطن ثباتا مع 56% من الاراء المؤيدة مقابل 55% عام 2005 بتراجع قوي عن عام 2000 (83%).وفي اسيا ازدادت الصورة تفاقما ما عدا في الصين وباكستان.

ففي اندونيسيا حيث ارتفعت نسبة الاصوات المؤيدة لواشنطن عام 2005 بعد المساعدات التي ارسلتها لضحايا كارثة تسونامي هبطت هذه النسبة الى 30% هذا العام مقابل38% عام 2005 و75% عام 2000. وفي الهند تراجعت الى 56% مقابل 71% عام 2005.

لكن في باكستان التي حصلت على مساعدات كبيرة من الولايات المتحدة بعد الهزة الارضية التي اصابتها في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر 2005 ابدى 27% رايا ايجابيا في الولايات المتحدة مقابل 23% عام 2005 وعام 2000. وسجل هذا الارتفاع ايضا في الصين (47% مقابل 42% عام 2005).

واجريت الدراسة بين 31 اذار/مارس و14 نيسان/ابريل وشملت 17 الف شخص. وفي الصين شمل الاستطلاع 2180 شخصا من 7 الى 18 نيسان/ابريل.