جنيف : انضمت هيئتا الاغاثة الاسرائيلية والفلسطينية اليوم الى الحركة الدولية للصليب الاحمر مما وضع اخيرا حدا لمعضلة سياسية ودينية مستمرة منذ نحو نصف قرن زادها تعقيدا الوضع في الشرق الاوسط.وبعد يومين من المحادثات الصعبة في جنيف، صوت مندوبو الدول الاعضاء ال192 في الصليب الاحمر الدولي وجمعياتهم الوطنية باغلبية 237 صوتا في مقابل 54وامتناع 18 على تغيير القواعد الحالية لاتاحة انضمام الهيئتين الفلسطينية والاسرائيلة.

وبذلك تم تجاوز اكثرية ثلثي الدول الاعضاء والهيئات الوطنية المطلوبة في ساعة متاخرة من مساء امس وسط تصفيق حاد من المندوبين ال1400.
وقال سفير اسرائيل في جنيف اسحق ليفانون مرحبا quot;هذا يزيل ظلما تاريخيا استمر طويلاquot;. ويتيح الاتفاق quot;تقسيما للعملquot; بين الهيئتين كما يسهل على موظفي الاغاثة الاسرائيليين quot;تقديم العون في اي مكان في العالم في حال وقوع كارثة دولية الابعادquot;، كما اوضح السفير الاسرائيلي لوكالة فرانس برس.
واقر المؤتمر رسميا اتفاقا تم التوصل اليه في جنيف في كانون الاول(ديسمبر) الماضي على اعتماد شارة جديدة هي البلورة الحمراء وضمها الى شارتي الحركة المعترف بهما وهما الصليب الاحمر والهلال الاحمر.

ويتيح هذا الاتفاق الجديد لهيئة الاغاثة الاسرائيلية quot;ماغن ديفيد ادومquot; (درع داوود الحمراء) الانضمام الى الحركة الدولية للصليب الاحمر التي لم تكن عضوا فيه لان شعارها وهو نجمة داود لم يكن معترفا به. وتعبيرا عن الاستياء من استمرار استبعاد هيئة الاغاثة الاسرائيلية، اوقف الصليب الاحمر الاميركي منذ 2000 مساهمته المالية في الحركة الدولية للصليب الاحمر التي بلغت متاخرات سداده لها 36 مليون دولار متعهدا باستئناف الدفع بمجرد قبول انضمام الهيئة الاسرائيلية. في المقابل وافقت الدول الاعضاء على انضمام جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني رغم انها لا تضم سوى هيئات تابعة لدول ذات سيادة ما تطلب اجراء تعديل أقره المؤتمر، للائحتها الداخلية بسبب الوضع الخاص للسلطة الفلسطينية.

وادى تدهور الوضع في الشرق الاوسط الى زيادة تعقيد المفاوضات المعلقة منذ 56 عاما. فقد تقدمت الدول الاسلامية باقتراح تعديل يرمي الى التأكيد على ضرورة تطبيق اتفاقيات جنيف وقواعد الحركة الدولية للصليب الاحمر في جميع الاراضي العربية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967، وهو ما عارضته الدول الغربية. ومع تعذر التوصل الى اجماع، اضطر المندوبون الى القبول باجراء تصويت خلافا لقواعد الحركة. وهكذا رفضوا اقتراح الدول الاسلامية قبل ان يوافقوا على تعديل قواعد الانضمام. وقال السفير السوري في جنيف بشار الجعفري مستنكرا quot;انها كارثة للقانون الانساني الدوليquot;. واضاف في تصريح لفرانس برس quot;للمرة الاولى اضطررنا الى التصويت على تعديل الدستورquot; المنظم للحركة.

واعتبر الجعفري ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تشمل حركة الصليب الاحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر quot;ليست محايدةquot;، وقال ان المؤتمر quot;تم تفصيله بحيث تخرج منه الولايات المتحدة واسرائيل رابحتينquot;. واعتبر الجعفري ان انضمام الهيئتين الاسرائيلية والفلسطينية quot;شيء جيدquot;، لكنه ندد بعدم وجود خدمات طبية في هضبة الجولان التي ضمتها اسرائيل وتطالب بها دمشق وبوجود 360 حاجزا اسرائيليا في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وتساءل quot;كيف يمكن ان تمر سيارة اسعاف فلسطينية في مثل هذه الظروف؟quot;.