واشنطن: يثير احتمال ترشح هيلاري كلينتون للانتخابات الرئاسية الاميركية العام 2008 شكوكا لدى بعض الديموقراطيين الذين يتساءلون بشأن قدرتها على جمع صفوف هذا الحزب وينتقدون موقفها من العراق. وتعرضت هيلاري كلينتون لصيحات استهجان في واشنطن الاسبوع الماضي من قبل الجناح اليساري في الحزب عندما كانت تشرح موقفها المعارض لوضع جدول زمني لانسحاب الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق والبالغ عديدهم نحو 130 الفا.

ويشدد المحلل في العلوم السياسية لاري ساباتو على ان quot;صيحات الاستهجان هذه عائدة الى موقفها من العراقquot; مشيرا الى ان المعارضة الديموقراطية المنقسمة جدا حول العراق quot;مالت بوضوح الى اليسارquot; حول هذه المسألة خلافا لهيلاري كلينتون عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. وفي حين تظهر استطلاعات الرأي تفوقا لهيلاري كلينتون على مرشحين ديموقراطيين محتملين اخرين قبل سنتين من الانتخابات في تشرين الثاني(نوفمبر) 2008 فان السيدة الاولى سابقا جمعت منذ الان مبالغ كبيرة تحسبا لتمويل حملتها الانتاخبية للوصول الى البيت الابيض.

والقت المرشحة غير المعلنة التي تجهد كثيرا لاظهار مواقف وسطية لا سيما بشأن العراق خطابا انتقدت فيه بشدة سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش منذ اجتياحه العراق في اذار(مارس) 2003. لكنها تواصل معارضة تحديد موعد لسحب القوات الاميركية من العراق رغم ان قسما كبيرا من الحزب الديموقراطي بقيادة النائب والمقاتل السابق في فيتنام جون مرثا يطالب بتحديد جدول زمني فورا للانسحاب. وبالتالي تواجه كلينتون التي صوتت دعما للحرب في الكونغرس، انتقادات من جانب الجناح اليساري في الحزب الذي يعتبر ان مواقفها تميل كثيرا الى اليمين في حين يتهمها المحافظون بانها quot;يساريةquot; تنفق اموال الدولة.

ويشدد ساباتو على ان كلينتون quot;لديها ثقة قد يكون مبالغ بهاquot; بانها ستحصل على ترشيح حزبها، موضحا ان مواقفها واستراتيجيها تتناسب مع انتخابات رئاسية وليس مع سباق للفوز بترشيح حزبها. والجمهور نفسه الذي واجه كلينتون بصيحات الاستهجان رحب بالسناتور جون كيري الذي هزم امام جورج بوش في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2004، اذ طالب بعودة القوات الى الولايات المتحدة في الاشهر المقبلة.

لكن خبراء اخرين يعتبرون ان كلينتون تبقى الامل الافضل للديموقراطيين. ويقول توماس مان من معهد بروكينغز quot;ستحصل بالتأكيد على الترشيحquot; ويضيف ستيفن هيس من المعهد نفسه quot;ستضطر الى الكفاح من اجل الحصول على الترشيح لكنها معروفة اكثر وتملك ثروة اكبر وتتمتع بمجموعة دعم اهم من اي شخص اخرquot;.

ومنذ عدة اشهر تباع في المتاجر السياحية في واشنطن سلع تحمل صورة كلينتون تحت شعار quot;هيلاري 2008: يمكنها الفوزquot;. ويبدو ان هيلاري كلينتون تنبهت الى تأثير موقفها من العراق في صفوف حزبها فقالت هذا الاسبوع ان بالامكان البدء quot;باعادة الجنود هذه السنةquot; في حال اختارت واشنطن quot;وجهة مختلفةquot; تمر عبر خطة افضل لاعادة اعمار البلاد وسياسة افضل في مجال المصالحة الوطنية