إقرأ أيضا
غزة تقترب من أزمة انسانية مدمرة

مبارك: حماس وافقت بشروط على الافراج عن الجندي الاسرائيلي

المفوضية الاوروبية تعرب عن قلق بالغ ازاء

المغرب يدين التصعيد الخطير في قطاع غزة

الكويت تدين الاجتياح الاسرائيلي غير المبرر

ايران تطالب بتحرك مجلس الامن الدولي لوضع

أندريه مهاوج من باريس : لم يحجب غبار التصعيد الامني في الاراضي الفسلطينية بصيص الامل بامكان اعادة اطلاق الحوار وتنشيط العملية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وفقا لمجمل المواقف والتعليقات التي صدرت منذ بدء الاحداث التي تلت خطف الجندي الاسرائيلي . ولم تكن الدعوات الصادرة عن اكثر من مسؤول دولي بهذا الشان مجرد كلام سياسي فدعوة وزيرة الخارجية الاميركية كونزاليسا رايس الفلسطينيين والاسرائيليين من موسكو الى التحرك بطريقة مسوؤلة لاعادة الهدوء ودعوتها لاسرائيل لضبط النفس لان ذلك يمكن ان يحيي امالا جديدة بعملية السلام شكل موقفا متقدما بالنسبة لواشنطن التي مع دعوتها لضبط النفس اوحت بتحول لافت في تعاطيها مع الملف الفسلطيني ـ الاسرائيلي بعدما كانت تعطي الانطباع دائما بانها تطلق يد اسرائيل ضد الفلسطينيين وانها تؤيد بشكل مطلق quot;حقهمquot; في الدفاع عن انفسهم من دون الاخذ في الاعتبار التداعيات السلبية على الاستقرار العام كما ان حديثها عن احياء الامل بعملية السلام شكل نهجا جديدا في الخطاب السياسي الاميركي بعدما اجمع اكثر من طرف في الماضي على تحميل واشنطن مسؤولية تجميد عملية السلام او على الاقل تجاهلها في السنوات الثلاث الاخيرة .

هذا النهج السياسي الاميركي الجديد اذا ثبت انه جدي يقترب من الموقف الاوروبي المتشبث بالحل السياسي التفاوضي والرافض لاي اجراءات احادية وهو نهج سياسي اوروبي تقوده فرنسا التي تعتبر راس الحربة الاوروبية في الاهتمام بمسالة الصراع العربي ـ الفلسطيني . وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوستي بلازي الذي ادان كل اعمال العنف وتحديدا الاخيرة منها مؤكدا ان لا امل باي حل الا من خلال العملية السياسية
ومن اجل التاكيد العملي لهذا النهج اوفد الاتحاد الاوروبي ممثله الخاص بعملية السلام في الشرق الاوسط الى المنطقة في مسعى لتبريد الساحة السياسية في مرحلة اولى ومن ثم من اجل العمل على اعادة الحرارة الى الاتصالات السياسية .
فاوروبا لا تزال تعتبر ان خارطة الطريق هي الاطار الاساسي الذي يجب اعتماده لاي حل مع الاخذ في الاعتبار التغييرات التي فرضتها تطورات المرحلة السابقة وترى حاليا بوادر خيرية لاعادة اطلاق العملية التفاوضية على اساس خارطة الطريق التي جمدت منذ سنوات . يرى بعض المتتبعين لهذا الشان ان خطف الجندي الاسرائيلي والرد العسكري عليها قد يكونا اطلاقا ديناميكية دبلوماسية جديدة خصوصا ان فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بدات تشق طريقها مما قد يخرج الحكومة الراهنة من عزلتها الدولية ويفتح بالتالي افاق اعادة الاتصالات مع حكومة فلسطينية جديدة تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وهي شروط وضعها المجتمع الدولي ورفضتها حماس حتى الان مما ادى الى غياب محاور فلسطيني وحصر اي اتصالات برئيس السلطة محمود عباس . بالمقابل فان ايهود الومرت الساعي الى فك الارتباط والى تنفيذ خطة ثانية للانسحاب قد يجد في الازمة الراهنة فرصة لاشراك المجتمع الدولي في هذه الخطة بعدما لمس خلال جولته الاوروبية الاخيرة رفضا قاطعا لاي حل احادي .
يبقى هاجس واحد هو ان يؤدي استمرار الاحتقان العسكري واحتجاز وزراء نواب فلسطينيين مقابل احتجاز الجندي الاسرائيلي الى دعم مواقف المتطرفين من الجانبين والمتضررين من الحل . ومن اجل تفادي ذلك تنشط الاتصالات عبر الموفد الاوروبي ووسطاء فرنسيين وروس لتفويت الفرصة على الساعين الى قتل امال الحل السياسي .