خلف خلف من رام الله: تتهافت التقارير التي تشير لوقوع خلاف سوري مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وقالت مصادر فلسطينية إن مشعل غادر دمشق متوجهاً إلى الجزائر بصحبة أفراد عائلته ومعظم أعضاء المكتبين السياسي والإعلامي في حماس. ونقلت شبكة فلسطين الإخبارية يوم أمس عن مصدر عربي رفيع المستوى في لندن قوله: إن مغادرة قياديي حماس العاصمة السورية جاء بعد لقاء عقد قبل بضعة أيام بين مشعل والرئيس السوري بشار الأسد، الذي طلب منه الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير، والعمل على إنجاح الوساطة المصرية في هذا المجال، لكن مشعل لم يظهر أي تجاوب إيجابي مع طلب الأسد، الذي أعرب عن استيائه من تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق قصر الرئاسة في اللاذقية.

من جانبه نفى نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق صحة هذه الأنباء، قائلاً: إن مشعل وقادة حركة حماس في دمشق لم يغادروا الأراضي السورية إلى أي دولة عربية أخرى، مشيراً إلى أن مشعل قد ابتعد عن الأنظار لأسباب أمنية، وأن هذه الأنباء عارية عن الصحة. كما أكد أبو مرزوق على أن حماس لن تطلق سراح الجندي الأسير، إلا مقابل الإفراج عن ألف أسير فلسطيني، إضافة إلى النساء والأطفال من السجون الإسرائيلية، منوهاً إلى أن معاملة الجندي الأسير حسنة، وتليق بما تمليه تعاليم الدين الإسلامي في التعامل مع الأسرى، ومشيراً إلى أن خالد مشعل لا يدير أزمة الجندي الأسير في قطاع غزة، وإن العلاقة التي تربط بين حماس والقيادة السورية لم تتغير، وليس هناك ما يعكّر صفو هذه العلاقة.

من جهة أخرى ذكرت مصادر سياسية فلسطينية في دمشق، أن مشعل قال للمبعوث التركي الذي زار العاصمة السورية أول أمس: إن حماس تفضّل التوصل إلى صفقة لإنهاء أزمة الجندي الأسير في غزة، على الدخول في مواجهة.

مضيفاً: إن أي تسوية لهذه المسألة يجب أن تعتمد على تبادل الأسرى، غير أنه لم يصر على ضرورة تنفيذ عملية التبادل بشكل متزامن، مشيراً إلى أن حماس على استعداد لإبداء مرونة في هذا المجال.

هذا وذكر مصدر سياسي فلسطيني أن مشعل يتحرك في دمشق تحت حراسة أمنية مشددة، ولا يستخدم هاتفه النقال، وذلك ضمن الإجراءات الأمنية الاحترازية التي تتخذها حركة حماس، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل خالد مشعل لا يزال في سوريا، أم أنه غادرها إلى جهة مجهولة؟ هذا ما ستبديه الأيام.