الفاتيكان:يبدأ البابا بنديكتوس السادس عشر السبت زيارة راعوية الى اسبانيا يدافع خلالها عن quot;الطابع المقدسquot; للمؤسسة الزوجية والعائلة والحياة البشرية، في بلد شرع زواج مثليي الجنس بالرغم من ثقافته الكاثوليكية.وفي زيارة الى مدينة فالنسيا لن تستغرق اكثر من 24 ساعة، سيحاول البابا مرة جديدة ان يواجه النزعة الليبرالية المتزايدة في النموذج الاجتماعي الاوروبي، وهي نزعة ترى الكنيسة في بعض اوجهها تهديدا لاسس الحضارة الانسانية.

وفي زيارته الراعوية الثالثة خارج ايطاليا، سيلتقي البابا الالماني بشكل مقتضب رئيس الوزراء الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو الذي دخل في اكثر من مواجهة مع الكنيسة الاسبانية، كما سيحيي امسية صلاة مخصصة للعائلات، ويختتم زيارته بقداس في الهواء الطلق صباح الاحد.

وتاتي هذه الزيارة بمناسبة استضافة هذه المدينة الواقعة في شرق اسبانيا، للقاء العالمي الخامس للعائلات، وهو لقاء دوري اسسه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني منذ 1993. ووضع اللقاء هذه السنة تحت عنوان quot;نقل الايمان في العائلةquot;.

واتخذت هذه الزيارة المقررة منذ مدة طويلة، بعدا جدليا لم يكن في الحسبان خصوصا منذ تدهورت العلاقات بين الكنيسة والحكومة الاسبانية على خلفية تشريع زواج مثليي الجنس في اسبانيا على غرار دول اوروبية اخرى، عدا عن سماح دول عدة بالابحاث على الخلايا الجذعية الجنينية.

ومنذ وصولها الى الحكم في نيسان/ابريل 2004، شرعت الحكومة الاشتراكية زواج مثليي الجنس وهو زواج بات يتمتع بالحقوق نفسها لزواج الرجل والمراة، كما سهلت عمليات الطلاق وجعلت التعليم الديني في المدارس اختياريا.وشعرت كنيسة اسبانيا بانها مستهدفة من سياسات ثاباتيرو، لدرجة قال الاسقف الاسباني انطونيو الغورو ان رئيس الحكومة يشبه الامبراطور الروماني كاليغولا الذي كان يضطهد المسيحيين.

من جهته، قال رئيس المجمع الاسقفي الاسباني الكاردينال انطونيو كانيزاريس لوفيرا ان سياسات ثاباتيرو تعني quot;الحكم بالاعدام على العائلةquot; وتؤدي الى quot;انهيار خطير في اخلاقياتquot; المجتمع.

وتسعى الكنيسة الاسبانية الى حشد اكبر عدد ممكن من المؤمنين في لقاء الصلاة مساء السبت وفي قداس صباح الاحد لتؤكد ان quot;القسم الاكبر من الاسبانquot; يرفضون الاصلاحات التي اقدمت عليها الحكومة، بحسب تعبير الكاردينال كانيزاريس لوفيرا.وتامل الكنيسة الاسبانية بحشد حوالى 5،1 مليون شخص، الا ان الكاردينال الكولومبي الفونسو لوبيز تروخيليو، رئيس المجمع الحبري للعائلة الذي ينظم لقاء العائلات العالمي في فالنسيا، قال ان الحشد قد يتجاوز المليوني شخص.

ومع اقتراب موعد لقاء العائلات في فالنسيا، كثف الكاردينال لوبيز ترخيليوم مداخلاته المناهضة لزواج المثليين والاجهاض والابحاث على الخلايا الجنينية، حتى انه تسبب ببعض الانزعاج في اوساط الفاتيكان.واعتبر البعض في الفاتيكان ان اللهجة القاسية التي يعتمدها اضافة الى التلويح بالقاء الحرم الكنسي، تضر اكثر مما تنفع.

الا ان ما يقوله هذا الكاردينال لا يختلف في العمق عما يقوله بنديكتوس السادس عشر، او حتى عما قاله يوحنا بولس الثاني في السابق.ومنذ اعتلائه السدة الفاتيكانية، ما انفك البابا الحالي يدعو المسيحيين الى الدفاع عن العائلة المبنية على quot;شراكة الزواج بين رجل وامراةquot; بحسب quot;قانون الطبيعةquot;، واعتبار اي شكل آخر من الزواج quot;تعدياquot;.

وهذا الخطاب يقارب بسلبية كبيرة النمط الاجتماعي الحديث في المجتمعات الغربية، ويعتبره quot;وثنية جديدةquot; يمكن ان تحول الانسان الى quot;سلعة تشترى وتباعquot; او الى quot;مستوعب مواد نستخدمها لاختباراتنا العلميةquot;.