أسامة العيسة من القدس: حاول المسؤولون في سلاح البحرية الإسرائيلي، طوال يومين التقليل من استهداف حزب الله اللبناني لبارجة حربية متطورة في المياه الإقليمية اللبنانية، في الوقت الذي اقروا فيه بان ما حدث كان موجعا، واعترفوا بأنهم لا يملكون الرواية الكاملة لما حدث، وان ضرب البارجة ما زال يكتنفه الغموض.
وتم استهداف البارجة الإسرائيلية من نوع (ساجر) المتطورة، بعد انتهاء كلمة للسيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، مساء أول من أمس الجمعة، في أول ظهور له بعد إعلان إسرائيل ما اصبح يعرف فيها بـ (حرب لبنان الثانية).
واعتبر مؤيدو نصر الله توقيت ضرب البارجة مع إعلانه ذلك في بث مباشر، مؤشرا مبشرا في الحرب الإعلامية بين حزب الله وإسرائيل.
وحسب المعلومات التي رشحت من مصادر حزب الله فانه تم استهداف البارجة بصاروخين، بينما تقول المصادر الإسرائيلية بأنه تم استهداف البارجة بصاروخ واحد فقط، بينما أصاب صاروخ أطلقه حزب الله سفينة كان على متنها بحارة من مصر.
واسفر القصف عن مقتل أربعة ضباط على متن البارجة، وفقا للمصادر الإسرائيلية التي أعلنت أسماءهم واماكن سكناهم، وتم انتشال أحدهم أمس السبت والباقي اليوم، بينما قطرت البارجة إلى ميناء اسدود، مع فتح سلاح البحرية تحقيقا لاستخلاص العبر مما حدث.
وقال شاؤول موفاز وزير المواصلات الإسرائيلي الحالي ووزير الدفاع السابق في لقاء مع التلفزيون الإسرائيلي الليلة ان quot;الاستخبارات العسكرية تعرف ما يجب أن تعرفه في الوقت المناسب وأنها تمد سلاح الجو وباقي قطاعات الجيش الإسرائيلي بما يلزم لينفذ عملياتهquot;.
ولكن المسؤولين في سلاح البحرية اقروا بقصور استخباري واضح، في محاولتهم تبرير ضربة حزب الله الموجعة للبارجة، قائلين إنه تم استهداف البارجة بصاروخ إيراني، وانهم لم يكونوا يعلمون بوجود مثل هذا الصاروخ لدى حزب الله ولو كانوا يعلمون لاتخذوا الاحتياطات اللازمة.
وأفادوا بان البارجة مزودة بأنظمة متطورة، ولو تم تفعيل هذه الأنظمة في الوقت المناسب لكانت قادرة على التصدي لصاروخ حزب الله أو تجنبه في الوقت الملائم، لكن طاقمها لم يتحسب لهجوم حزب الله المباغت، وانه سيتم الوقوف على ما حدث، ودراسته كي لا يتكرر.
واحتلت صورة البارجة وتحقيقات وتقارير عنها أماكن بارزة في الصحف الإسرائيلية وعنونت صحيفة يديعوت احرنوت الأوسع انتشارا في إسرائيل موضوعها الرئيس اليوم بـ (ضربة في عرض البحر).
وقدمت صحيفة معاريف معلومات عن البارجة، مشيرة إلى أنها الأكثر تطورا وتحصينا من بين البوارج التي يستخدمها سلاح البحرية الإسرائيلي، وأنها تضم طاقما يزيد عن 65 مختصا، في كافة المجالات، وان ضربها كان مفاجئا لان لديها القدرة على استشعار الأخطار وتفادي الضربات في الوقت المناسب.
ومن الأسلحة التي على متنها صواريخ بحر- بحر، وأخرى مضادة للغواصات، ومدفعيات مختلفة الأنواع، ومزودة بشبكة إلكترونية متقدمة.
وبعد استهداف البارجة واستمرار المعارك، كشفت قنوات التلفزة الإسرائيلية عن زيارة سرية لايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه عمير بيرتس للجبهة الشمالية للوقوف ميدانيا على ما يحدث.
ومنذ استهداف البارجة، اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بمصير الضباط الأربعة من طاقمها الذين قتلوا وهم: طال أمغار الذي عثر عليه أولا وهو من مدينة إسدود، ويانيف هرشكوبيتس من حيفا، وشاي أتياس من ريشون لتسيون قرب تل أبيب، ودوف شترنشوس من مدينة كرميئيل قرب عكا.
ويتوقع أن تنشر نتائج التحقيقات عن ما حدث للبارجة، التي استهدفت بشكل غير متوقع لتكون البارجة الثانية التي يتمكن مقاتلون من الطرف العربي إصابتها، بعد عملية للجيش المصري خلال حرب الاستنزاف دمر فيها البارجة (ايلات) وقدمت السينما المصرية شريطا سينمائيا عنها أنتجه التلفزيون المصري الحكومي واخرجته أنعام محمد علي.
التعليقات