بيروت: أبدى رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة اليوم تشاؤمه باحتمال التوصل الى حل قريب للحرب الاسرائيلية على لبنان، واتهم الولايات المتحدة بإعطاء فرصة لاسرائيل quot;لمتابعة عدوانهاquot;، مشددا على ان الحل النهائي يكون quot;ببسط الدولة سيادتها على كامل اراضيهاquot;. وقال السنيورة في حديث ان quot;الافكار التي حملها من لبنان وفد الامم المتحدة رفضتها اسرائيل.اسرائيل موقفها متعنت ونحن نتابع اتصالاتناquot;.

واضاف ان quot;وفد الامم المتحدة لم يعد الى لبنان لان اسرائيل اعطت جوابا سلبيا واميركا تعطي اسرائيل فرصة لمتابعة عدوانهاquot;. والتقى وفد الامم المتحدة السنيورة الاثنين وتوجه الثلاثاء الى اسرائيل حاملا الطروحات اللبنانية وكان من المقرر ان يعود الى بيروت برد اسرائيلي لكنه عاد مباشرة الى مقر الامم المتحدة في نيويورك. وقال السنيورة quot;اسرائيل ترفض وقف اطلاق النار لتستمر بالضغط لنيل مطالبها: استرداد الاسيرين وانسحاب حزب الله من جنوب لبنانquot;. واكد ان فكرة القوة الدولية في جنوب لبنان التي اقترحها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان quot;لم تتخذ شكلا بعدquot;، مضيفا quot;لا تعليق قبل ان تكتمل صورتهاquot;.

وعن الموقف الاوروبي من طلب لبنان اقرار وقف فوري لاطلاق النار قال رئيس الحكومة quot;الموقف الاوروبي لم يأخذ حتى الان بصيغة طلبنا وهي الوقف الفوري لاطلاق النارquot;. وجدد السنيورة التمسك بموقف حكومته المطالب بquot;التوصل الى وقف لاطلاق نار يليه تشاور حول الخطوات اللاحقة يتم التوصل اليه بالتوافق عبر الامم المتحدةquot;.

وفي ما يتعلق بالموقف العربي للتوصل الى حل اعتبر رئيس الحكومة quot;ان الحل ليس بيد العرب وحدهم وانما يجب ان ينبثق من تضافر قوى دوليةquot; من دون ان يعطي تفاصيل اضافية. واستبعد عقد قمة عربية في الوقت الحاضر اقترحتها اليمن وقال quot;يبدو ان لا جو لعقد قمة عربيةquot;. واكد السنيورة استمرار حكومته في quot;السعي من اجل وقف اطلاق النار ومعالجة موضوع الجنديين الاسرائيليين وموضوع الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية ومعالجة كل الاسباب التي تجعل الوضع غير مستقرquot;.

وراى ان اللبنانيين بعد هذه الحرب quot;وصلوا الى هذه القناعة. فهم لم يسألوا رأيهم في ما جرى على غرار ما حصل مع الحكومةquot;، في اشارة الى قيام حزب الله باسر جنديين اسرائيليين في الثاني عشر من تموز(يوليو) الجاري. واعتبر ان quot;الحل النهائي يكون بان تمسك الدولة بكل شيء. الحكومة هي الجهة التي تتخذ القرارات الاساسية خاصة في الامور المهمة مثل قرارات الحرب والسلمquot;. واضاف quot;وصل اللبنانيون الى مرحلة يريدون فيها حلا حقيقيا ولا يريدون العودة الى الوضع الماضي. نعم يريدون تحرير ارضهم ويريدون كذلك ان تعود الدولة لتصبح السلطة الوحيدة على الارض وان لا تكون هناك سلطة اخرى ولا سلاح غير سلاح الدولةquot;. ويتمسك حزب الله بالاحتفاظ بسلاحه الذي ينص قرار دولي على نزعه هو قرار مجلس الامن 1559. وكان مصير هذا السلاح مطروحا على طاولة الحوار الداخلي اللبناني في اطار بحث المسائل الخلافية.

وشدد السنيورة على quot;التزام لبنان بالقضايا العربية والمسلمات القوميةquot; لكنه اعتبر بان لبنان قام بدوره في الصراع العربي الاسرائيلي. وقال quot;لا نريد ان نتحمل منفردين القضية. لبنان دفع ثمنا لم تدفعه دولة اخرى. لبنان لا ينسحب من التزاماته العربية انما لم يعد بامكانه ان يخوض حروبا دون موقف عربي جامعquot;. وردا على سؤال عن اختلاف موقف الحكومة مع حزب الله الذي اعتبر امينه العام السيد حسن نصر الله بانه يخوض quot;معركة الامةquot; في مواجهته لاسرائيل، قال رئيس الحكومة quot;موقف حزب الله مختلف انما يجب ان نتوصل الى نتيجة بالتشاور معه فنحن نؤمن بالديمقراطيةquot;. واشار الى ان التشاور مع حزب الله quot;مستمر ويتم منذ اول ايام العدوان عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري لاسباب عمليةquot;.

وردا على سؤال عن صحة اخبار جرى تداولها عن رفض حزب الله تسليم الجنديين الى الحكومة اكد السنيورة quot;ان الحكومة لم تطلب ذلكquot;. وعلى المستوى الاقتصادي اكد السنيورة ان الاضرار المباشرة وغير المباشرة للحرب الاسرائيلية التي تنهي يومها التاسع quot;اعادتنا عشر سنين الى الوراءquot; بدون ان يعطي رقما محددا لحجمها ومكتفيا بالقول انها quot;هائلةquot;. واشار السنيورة الى ثلاثة عوامل تخفف من انعكاسات الخسائر الاقتصادية وهي quot;التوصل الى حل نهائي، تضافر القوى اللبنانية، دعم استثنائي من العالمquot;.

يتصل بانان

اجرىالسنيورة من جهة ثانيةاتصالا هاتفيا مساء بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان quot;لشكره على اهتمامه الحثيث بالوضع في لبنانquot;. ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية ان السنيورة اتصل بانان quot;وشكر له اهتمامه الحثيث والمستمر بالوضع في لبنان والذي عكسته كلمته امام مجلس الامنquot;.